يوم بقسم المستعجلات بمستشفى الفارابي
لما أرسل طبيب اختصاصي أختي – على وجه السرعة – إلى مستشفى الفارابي لإجراء عملية جراحية الاستئصال الزائدة ، رافقتها إلى قسم المستعجلات وكان الأمرعلى كونه مؤلما بالنسبة لي لمحبة أختي عندي ، سببا للوقوف على كلام كثيريروج عن المستشفى والعاملين به ، فكانت أول ملاحظة تثير الانتباه كثرة طالبي العلاج وقلة الأطر من أطباء وممرضين ، والحق الذي وقفت عليه بأم عيني تفاني الأطباء الذين تواجدوا هناك في ذلك اليوم في عملهم حيث لاحظت أنهم لم يجلسوا على كرسي بل و لم يدخلوا إلى مكاتبهم ، من كثرة تنقلهم بين هذا وذاك – على الرغم من عدم مساعدة الناس لهم فالمريض بدل أن يصحبه مرافق واحد قد تجد معه جماعة مما يساهم في نوع من الفوضى وإفساد جو العمل على الأطباء – وتمنيت لو أن كل الأطباء يكون هذا دأبهم وتأكدت حينها أن القطاع الصحي له مشاكل كبرى ينبغي أن يكون من أولويات الإصلاح وعلى وزارة الصحة أن تعمل ليل نهار فالأمر يتعلق بصحة الناس وهي واجهة المجتمع ، فبعض الأمور لاتكلف الكثير ولكنها تنقص مستشفياتنا وكلها لها علاقة بما هو تنظيمي وجمالي كحسن الاستقبال والعناية بالمريض للرفع من معنوياته وتهييئه للعلاج ، واستبدال أسرة تقادمت مع لوازمها بأخرى مريحة تتماشى والعصر الذي نعيش فيه ، ولا توجد مكيفات فالحرارة كانت مفرطة والمرضى يتصببون عرقا عرق المرض وعرق حرارة المكان .
استحضرت حينها قول الحبيب المصطفى : ( الخير في أمتي لاينقطع إلى يوم القيامة ) . فتحية إكباروإجلال لجنود الخفاء الذين يعملون ليل نهارخوفا من الباري عز وجل للتخفيف من ألم الآخرين .
1 Comment
جازاكم الله خيرا على كلامكم الطيب في حق أطباء قسم المستعجلات بمستشفى الفارابي ، لو أن جميع المواطنين يتمتعون بنفس الحس الحضاري الذي يتدفق من كلماتكم لسهل عملنا كثيرا …