جمعيات الإدارة التربوية على الرغم من فتوة تأسيسها ، استطاعت أن تؤسس لنموذج نضالي اتسم في كل محطاته بالرزانة والانضباط والإحساس بالمسؤولية وبعد النظر ، وكان من وراء ذلك السبب الرئيس وهوعدالة قضية هذه الشريحة ، بحيث لم يشملها أي اهتمام ولم يلتفت إليها على الرغم من توالي إصلاحات المنظومة التربوية منذ الاستقلال إلى الآن ، ويعرف القاصي والداني دور الإدارة التربوية في إنجاح أي إصلاح يمس الحقل التربوي فهي الحلقة التي تباشر التنزيل والتطبيق ووقوفها على قدم وساق ظل مواكبا لكل جديد ، ونسي أهلها حقوقهم ودورهم وتم استصغارهم والإجهاز عليهم ، فجاءت صحوة أهل الإدارة التربوية مع مجيء التشبيب الذي جاء معه المستوى العلمي والمعرفي ، وتأسست الجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي ، وما فتئت تخوض مسلسلا نضاليا كسرت به جدار الصمت والاستسلام وسطرت جملة من المطالب ولفتت انتباه الوزارة الوصية للتحاوروالاستماع لهموم ومطالب المديرات والمديرين ، وتنبه مديرو الإعدادي والثانوي إلى ضرورة تعزيزومؤازرة جمعية مديري الابتدائي ، فجاء تأسيس الجمعية الوطنية لمديري الثانويات الإعدادية ، وبين الجمعيتين ( الإبتدائي والثانوي الإعدادي ) قواسم مشتركة وهي حقوق مشتركة ، تستوجب التنسيق والعمل المشترك من أجل التوصل إلى انتزاع الحقوق والرقي بالإدارة التربوية لخدمة منظومتنا التربوية والدفع في اتجاه النهوض بالمدرسة العمومية من أجل تحقيق الجودة المنشودة ، وتجدرالإشارة إلى أن تعويضات أتعاب الإدارة ظلت إلى حد قريب هزيلة جدا ، في حين مازال المدير أستاذا مكلفا بلإدارة ، ومايزال مديرومديرة الابتدائي العنصر البشري الوحيد بالإدارة ويقوم بكل الأعمال وحده ، ونثمن التفاتة الوزارة وإدراكها للدورالمحوري للإدارة التربوية وبالتالي السير في اتجاه إنصافها ، كما نثمن هذه الملتقيات من جمعيات المديرين لتدارس الآفاق المستقبلية ، وكذا تصورومقترح الإطار، وإننا نعتبر فتح هذا الورش من النقاش للتعاون والتواصل والاقتراح مسارا في الاتجاه الصحيح ، نأمل أن يتمخض عن إطار يحفظ حقوق المدير والمديرة ويحصن القيام بالواجبات