Home»International»أهونقاش وهمي وخيالي بين العلمانيين والمتأسلمين في المغرب ؟؟؟

أهونقاش وهمي وخيالي بين العلمانيين والمتأسلمين في المغرب ؟؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

 

                              أهو نقاش وهمي وخيالي بين المتأسلمين
والعلمانيين في المغرب  ؟؟؟

إن النقاش الصاخب
الذي دار بين ما يدعى  » الإسلاميين  » و  » العلمانيين » هو نقاش
بين طرفين يبتعدان عن الهموم الحقيقة للناس ويتخذان مسافة بعيدة عن التفكير الحقيق
والواقعي للمواطنين ويبدو أنه كل من مفهومي : العلمانية والإسلاميين مطاطيين يمكن
إعطاؤهما عدة دلالات متعددة مما يجعل النقاش بينهما خارج الواقع المغربي .

 فمفهوم « العلمانية  » اللائكية ارتبط
بتاريخ أوروبا مابين القرنين 17و19 حيث قامت البرجوازية بثورة مسلحة ضد الإقطاعيين
وواكبتها  ثورة فلسفية وعلمية وصناعية وفي
هذا التحول الفكري ظهرت اللائكية
lacité  كحركة فكرية تدعو إلى تجاوز الأخطاء القاتلة
للنظام الإقطاعي في استغلال الدين فدعت إلى اللائكية ومعناها  : المسيحي الذي لا ينتمي إلى الإكليروس أو أي
نوع من رجال الدين بل يهتم فقط بالحياة المدنية وقد يعترف بخطئه في الكنيسة .
وبالتالي فصل الدين عن الدولة ولم يكن الغرض من ذلك هو خلق صراع بين الطرفين وإنما
لتسهيل وعقلنة اشتغال السياسيين والاقتصاديين من جهة ورجال الدين من جهة أخرى لذا
أمكن القول أن هذه التطورات التي مرت بها أوروبا لم يعرف مثلها العالم العربي
والإسلامي ، إذ حتى مفهوم البرجوازية لا ينطبق على مجتمعنا والدليل على ذلك أننا
لازلنا نسمع اليوم باقتصاد الريع والعائلي أو التجار الرأسماليين (ميركانتيليا) .
أما الأحزاب السياسية المغربية ذات الإديولجيا اليسارية فلا تهتم باللائكية بل
تعلن مباشرة عن توجهاتها الاشتراكية .

هناك بلدان عربية وإسلامية
يعيش فيها مسيحيون لبنان ، سوريا ، العراق وفي بعض دول آسيا .. ينادي بعض مثقفيهم
إلى اللائكية
– –نظرا للخلافات الطائفية التي أدت إلى  انزلاقات
خطيرة
 – لترك النزعات الدينية جانبا والاهتمام
بالحياة المدنية للمواطنين .

أما مفهوم
الإسلاميين فهو يدل على مواطنين اعتبروا أنفسهم مسلمين أكثر من غيرهم  كوهم لهذا يمكن تسميتهم بالمتأسلمين وتتعدد
فرقهم وجماعاتهم  ومنهم  : من يعتبر أن مجتمعنا كافرو علماني فوجب أسلمته
، ومن نصب نفسه كمدافع
عن الإسلام وسط المسلمين ، ومنهم من يدعو إلى الرجوع للسلف الصالح ، ومنهم  من يدعو إلى الجهاد في بلاد الإسلام والبعض من
هؤلاء يتقاضى دعما  ماديا وعقائديا من
الداخل أو الخارج على السواء  . يمكن القول
هنا كذلك أن ظروف نشأة هذه التيارات السياسية المختفية وراء الدين تختلف في الشرق
الأقصى والأوسط عنها في المغرب لان المغاربة لحد الآن لازال الكثير منهم لا يفرق
بين العروبة والإسلام أو بين المذاهب الإسلامية أو الفرق الدينية مما جعل الكثير
من المغاربة يشكون في السلوكيات والخطاب الديني لهؤلاء المتأسلمين وازداد الأمر
ريبة حينما كثرت الفتاوى المضحكة والتافهة
– أما بالنسبة للفئات الواعية فالأمور واضحة – واتضح بالتالي على أن الخطاب
الديني  ، في نهاية المطاف ، هدفه سياسي هو
الوصول إلى الحكم  ( الإخوان المسلمين في
مصر ادعوا أن هدفهم ليس سياسيا ولما بدأت عملية الترشيح سارعوا إلى ترشيح ممثلهم )
فالخطاب الديني شيء والمصالح الخاصة شيئا أخر مما يجعل النقاش وهميا بين
المتأسلمين والعلمانيين بل ويجعل المواطنين لا يثقون في الطرفين .

وإذا استحضرنا
الربيع العربي ونتائجه الحالية فسيتضح التهافت على السلطة بشكل هيستيري إلى درجة
اندلاع أعمال العنف والقتل – تعيشها بعض الدول  –  وقعت
بين الحساسيات الإسلامية نفسها .

وفي اعتقادي أن
الظروف الدولية تفرض على الطرفين   »
العلماني « و « المتأسلم  »
في المغرب أن يغيرا طريقة  الاختلاف
بينهما من النقاش الوهمي إلى الوضوح
السياسي باعتبار أن المجتمع المغربي لا يتوفر على طبقات اجتماعية واضحة
المعالم والرؤى  فيتم الاتفاق حول طرق
التداول السياسي والتحالف الممكن المبني على برامج اقتصادية تنقد البلاد من
المشاكل الكبرى التي تعرقل النمو في إطار ميثاق اجتماعي واقتصادي لاسترداد الثقة
لدى غالبية المواطنين في الانتخابات  ، و
في مصداقية الشعارات والمبادئ السياسية والدينية  ، وفي المؤسسات المنتخبة ، وفي ربط الأفعال
بالأقوال .

ويستحسن دراسة
المجتمع المغربي دراسة جادة وصريحة في علاقته بأمور الدين  من حيث درجة النفاق ، والقول والفعل ، والقدوة
ومدى ارتباطه بأمور الدنيا وانشغاله بالمال والمصلحة الخاصة للوصول إلى الوزن الحقيق
والواقعي للدين في المجتمع المغربي بعيدا عن التطرف والمغالاة والنفاق التي عاشها
المغرب طيلة تاريخه الطويل ولازلنا لم نستفد من دروس هذا التاريخ  .

ايحق لنا أن نعيش
في صراعات داخلية وهمية  تغذيها أيادي  قذرة داخلية وخارجية  لننفي ذاتنا ونقصيها من الفعل ؟؟؟؟؟؟؟

                                 علي سحماوي

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *