Home»National»من ينفع وطني ؟ ومن يعبث به ؟

من ينفع وطني ؟ ومن يعبث به ؟

0
Shares
PinterestGoogle+

أيام الاستعمارالفرنسي قال الشاعرمتضجرا ومتألما ومتحسرا من أفاعيل المعمر الظالم بوطنه :

           وطني تقاسمه اللصوص وصيروا منه أكاليل وتيجان

يومها استنهضت الهمم ودافع الشعب بالغالي والنفيس وبكل ألوان الكفاح ، بالسلاح والنفس ، وبالمال ، وبالكلمة ، رحم الله شهداءنا الأبرارواسكنهم فسيح جناته ، فانتزع بهذه التضحيات المباركة الاستقلال المبارك ، ولازالت الأمة بخيرمستعدة للدفاع عن الوطن كلما دعا لذلك داع ، وعافى الله المرابطين على الحدود المدافعين عن حوزة الوطن ، وأطال الله أعمارهم ، ولاشك أننا نجد أنفسنا أمام جملة من الأسئلة ، إذا كان هذا هو حالهم وهم جيل قاسى ويلات الاستعمار الظالم فكيف حالنا مع الوطن الحبيب ؟ وما هوهمنا اتجاه هذه الأمة ؟ وما الذي ينبغي أن نقدمه للوطن وأهله ؟ ولماذا تأخرنا وتقدم غيرنا ؟ إن للوطن حرمة وهو الهوية والعرض والشرف وبانتهاك حرمته تنتهك حرمة الدين ، ولايزال المواطن بخير مادام الوطن مرفوع الهامة آمنا مطمئنا ، فالذين استشهدوا من أجل تحرير الوطن لاشك كانوا يرسمون صورة عظيمة لوطن عظيم ، وطن به حريات للأفراد والجماعات ، ينعم بالأمن والاستقرار ، ينتفي فيه وجود الفساد والمفسدين ، يعمه الرخاء والطمأنينة ، يتقاسم أبناؤه خيراته الظاهرة والباطنة ، ينتفي فيه وجود المعدم والفقير مشع بالعلم والعلماء ، لكن ومع الأسف الشديد هناك فئات كأنها حاملة للمعاول ودائمة الهدم ، فالذي ينهب مالا عاما كان الأولى أن يسد رمق الأفواه الجائعة ، أويستثمر في استطباب أجساد ينهكها المرض ، أو تبنى به معاهد للعلم والمعرفة ، هذا مخرب هادم يستحق العقاب والحساب ، والذي يتهاون ويغش في أداء العمل الموكول إليه ، هذا يسير بالوطن خطوات إلى الوراء ويمشي عكس التيار ، والذي لايمثل عنده الوطن إلا النفع الذاتي والربح الكثيروالاستغلال الامسؤول فإنه واهم مريض لا أخلاق له ولادين ، والذي يستغل الناس ويبني مجده على فقرهم وضعفهم ، فإنه مهزوز سيمرغ وجهه في التراب لا محالة ، فقد سبقه فرعون وقارون وشارون ففي فرعون نزل قوله عز وجل : (اليوم ننجبك ببدنك لتكون لمن خلفك  آية ) وجاء في حق قارون (فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين ) واما شارون الذي هدم سبعين ألف بيت على رؤوس أصحابها فإن خاتمته يعرفها القاصي والداني ، ما أحوجنا إلى التربية الخلقية الموجودة في سيرة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام الذي نزل القرآن بها ( وإنك لعلى خلق عظيم ) وما أحوجنا بعد ذلك إلى قانون فوق رؤوس الجميع يلزم الكل بالواجبات ويعاقب بصرامة كل مخل وعابث ، وما أحوجنا إلى إجبارية التعلم في الصغر وفي الكبروسن قوانين جزرية لمن لم يتعلم فبنسبة جهل مرتفعة وبدون علم وتعلم سوف لن تبرح الأمة مكانها بتطبيق هذه الأمور بجد وإخلاص سادت الأمم واستأسدت ، وبالتفريط فيها ذلت الأمم وأهينت ، يشير الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في كتابه ، الإسلام والطاقات المعطلة، إلى أن إنتاج الاستعمار الفلاحي أيام وجوده بالوطن العربي كان أعلى بكثيرمما أصبح عليه بعد الاستقلال ويضيف الشيخ أن دولا عربية بدأت نهضتها في وقت واحد مع اليابان فأين هي من اليابان ؟ ويعزي ذلك إلى الأسباب التي ذكرنا آنفا ، فنسأل الله فتحا قريبا لهذه الأمة لتنمو وتتطور

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *