لا زال شطر من حي الأندلس بوجدة يترقب تعبيد شوارعه وإنجاز مشاريع موعودة منذ زمن بعيد
لا زال شطر من حي الأندلس بوجدة يترقب تعبيد شوارعه وإنجاز مشاريع موعودة منذ زمن بعيد
محمد شركي
لا زالت ساكنة شطر من حي الأندلس خصوصا الشطر الذي لم تعبد شوارعه تنتظر أن يفي المسؤولون بوعودهم والتزاماتهم التي مر عليها زمن طويل . وللتذكير فقد شرع هؤلاء المسؤولون في تعبيد شطر من الحي تلبية لأصحاب الفيلات والمناطق التجارية حيث يوجد فلان وفلتان من الذين يستطيعون التأثير في هؤلاء المسؤولين لتسريع وتيرة الأشغال لفائدتهم ، حساب جهات أخرى محرومة ومحتقرة . والغريب أن حيا واحدا ، وهو حي الأندلس يعامل بطريقتين حيث استفاد الشطر الذي توجد فيه الفيلات من تعبيد شوارعه ، في حين ظلت شوارع الشطر المحاذي لبعض الأحياء الشعبية كالفيلاج الجديد ،وفيلاج هكو، وفيلاج فاكيك تنتشر فيها الحفر. وهكذا صار الكيل مزدوجا في نفس الحي لأن شطر الفيلات فيه اللوبي الضاغط في حين لا يعبأ المسؤولون بالمواطنين العاديين في الشطر الآخر منه . ومن العبث خلال الأيام الأخيرة أن تحصر شاحنة ببعض مواد التعبيد لملء بعض الحفر الموجودة بشارع أمام بوابة مسجد البراق حيث يضطر المصلون تجنبها في الأيام الماطرة من أجل دخول المسجد بأحذية يتقاطرماء. ولما أنكر السكان عملية الترقيع العابثة ، أفرغت الشاحنة حمولتها في تجزئة مجاورة لتزيد من تلويثها ، وهي التي تتخذ مزبلة تلقى فيها بقايا مواد البناء من طرف أصحاب ورشات البناء المجاورة ، وأصحاب شاحنات نقل الرمال ومواد البناء الذين يتخلصون من زبالتهم في المساحات الفارغة للحي والمحاذية لفلاج فاكيك تحديدا. أما المساحة الخضراء التي وعد المسؤولون بالعناية بها بعدما رفضت الساكنة تحويلها إلى دار لما يسمى الأمهات العازبات في عهد الوالي السابق ،فلا زالت على حالها بحفرها بعدما اقتلعت بعض أشجارها خلال عملية الإعداد لمشروع دار الأمهات العازبات. ولا زال شيوخ وأطفال حي الأندلس يفدون على هذه المساحة لأنها رئة الحي الوحيدة ومتنفسه، وهي مجرد فضاء تتراكم فيه الزبالة ، ويعرض صحة من يستخدمه للخطر خصوصا الشيوخ والأطفال. ولا زالت الساكنة في انتظار مشروع بناء المركز الأمني الموعود ،علما بأن هذه الجهة من حي الأندلس في أمس الحاجة إلى هذا المركز حيث يعبرها يوميا مئات المارة في اتجاه الأحياء الشعبية المجاورة ،
ويكون بعضهم هدفا سهلا لمن يعترضون السابلة من اللصوص والمتسكعين خصوصا العنصر النسوي بعد الساعة السادسة مساء، وهي ساعة عودة التلميذات والموظفات إلى بيوتهن . ولا زالت ساكنة الحي تنتظر إعادة تأهيل الملعب الذي دشن خلال زيارة ملكية ، ثم أهمل فاقتلعت أجزاء من سياجه وأبوابه الحديدية لتباع لباعة يفتحون متاجرهم في الأحياء الشعبية المجاورة مستغلين الأطفال الصغار الذين يعوزهم المال لتلبية حاجياتهم اليومية. ولا زال أبناء الحي لا يستفيدون من هذا الملعب الذي يتقاطر عليه كل أبناء الأحياء الشعبية المجاورة ، وحتى المهاجرون الأفارقة للعب . والجميع لا يجد مرافق صحية لقضاء الحاجة، فتستعمل جدران المساكن المجاورة لملعب للتبول والتبرز، ويستعمل المركز الصحي مرحاضا لهؤلاء ، ووكرا للمتسكعين ليلا ، وهو مركز بسكن فارغ ، وبدون حراسة مع أن كل ساكنة الأحياء الشعبية المجاورة تقصده يوميا للاستشفاء والتمريض ، وساحته تنبعث منها الروائح الكريهة التي تزيد الأطفال المرضى مرضا ومعاناة . ولست أدري ما دور المسؤولين إذا كانت هذه الوضعية معروفة للداني والقاصي في الحي والأحياء المجاورة دون أن يحركوا هم ساكنا ؟ فهل المسؤولية تكليف أم تشريف ؟ وهل المسؤول هو ذلك الشخص الذي يجيد إعطاء الأوامر بتنطع واستعلاء ، ويتكبر على المواطنين ، ولا يعنيه من شأنهم شيئا ؟ أم أن المسؤول هو الذي يفكر تفكير الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله في عثرة البغلة إذا لم يعبد لها الطريق في العراق البعيد عن يثرب بمئات الكلومترات؟ فساكنة شطر من حي الأندلس يتعثرون يوميا في حفر شوارعهم ، ولم يعاملوا من طرف المسؤولين معاملة الفاروق للبغلة . وإذا كان الفاروق يخشى سؤال يوم القيامة عن عثرة البغلة ، فالمسؤولون عندنا لا يبالون بسؤالهم عن عثرات بني آدم الذين كرمهم الله عز وجل . فإلى متى سيستمر أسلوب التدبير المتخلف للمسؤولين ، والذي يتستر أصحابه وراء التسويف والتماطل ؟ إلى متى سيملك المسؤولون الأدبية لمواجهة المواطنين ، وذلك بالاعتراف بعجزهم وفشلهم، وبحيازتهم لمناصب فوق أقدارهم وتقديم استقالتهم مع جلوس دون أقدارهم طلبا لرحمة الله عز وجل. وهل يفكر هؤلاء المسؤولون أن حفر شوارع حي الأندلس ، ومساحته الخضراء المهملة ، وتردي أحوال ملعبه ومركزه الصحي، وغياب مركز أمنه كلها سبة لهم يوميا ، وهي تجلب لهم سخط المواطنين وحقدهم عليهم . وشرار المسؤولين الذين يكرههم الناس ويكرهون الناس ويلعنهم الناس ويلعنون الناس.
Aucun commentaire