أكاديمية الجهة الشرقية تخفض تعويضات مفتشي نيابة جرادة ب40٪ قياسا مع تعويضات الموسم السابق
أكاديمية الجهة الشرقية تخفض تعويضات مفتشي نيابة جرادة ب40٪ قياسا مع تعويضات الموسم السابق
محمد شركي
مقابل كل أشكال التعبير عما يسمى حسن النية ، والاستعداد للانخراط مع إدارة أكاديمية الجهة الشرقية في تسهيل مهامها من طرف هيئة المراقبة التربوية بنيابة جرادة، جاء الرد من هذه الإدارة مخيبا للأمل حيث لم تجد أدنى حرج في تخفيض تعويضات المفتشين عن تغطية مناطق التفتيش بنسبة 40٪ قياسا مع تعويضات الموسم الفارط في هذه النيابة . ولا تحتاج إدارة الأكاديمية إلى إدراك معادلة في غاية البساطة فحواها أن تناقص عدد أطر المراقبة التربوية بالجهة الشرقية يعني الحاجة إلى أطر جديدة ، وهو ما لم تعره الوزارة أدنى اهتمام ولأكثر من عقد ونصف ،حتى كادت أطر المراقبة التربوية في الجهة الشرقية بالنسبة لبعض التخصصات تنقرض ، أو هي في حكم المنقرضة . وعجز الوزارة عن توفير أطر جديدة بعد إهمالها لقطاع المراقبة التربوية يعني أنها مضطرة لطلب مساعدة ما تبقى من أطر المراقبة التربوية لتغطية المناطق الشاغرة المتزايدة مع مطلع كل موسم دراسي جديد ، مع العلم أن بعض التخصصات لا زالت تعاني من شغور المناصب لأكثر من عقد من السنين ،كما هو حال تخصص اللغة العربية بنيابة تاوريرت ، وهي نيابة تناوب على تغطيتها مفتشو نيابات الجهة الشرقية لهذا التخصص خلال بعض سنوات شغورها ،دون أن تفكر الوزارة في توفير مفتش واحد لهذه النيابة خصوصا وأن مفتشا من نيابة فجيج ظل يطلب هذا المنصب ، والوزارة لا تبالي بطلبه في حركة انتقالية صورية كاذبة خاطئة تسخر من هيئة التفتيش سنويا . واضطرار الوزارة لتغطية للمناطق الشاغرة يعني أنها على الأقل ستفكر جديا في تعويضات مناسبة للمتطوعين الذين يغطون هذه المناطق حرصا على المصلحة العامة ، إلا أن الذي حدث أن أكاديمية الجهة الشرقية ـ ولست أدري هل ذلك مبادرة خاصة منها أم بإيعاز من المصالح المركزية للوزارة ـ عوض التفكير في زيادة قيمة تعويضات المتطوعين لتغطية المناطق الشاغرة ، نقصت منها ليصير تشغيل أطر المراقبة في نيابة جرادة بتعويضات تنقص عن قيمة تعويضات الموسم الفارط ب40٪ ، مما يعني أن أطر المراقبة زادت مهامهم ، ونقصت تعويضاتهم. فهل صاحب هذا القرار يظن في نفسه الشطارة والذكاء إلى درجة استغفال المفتشين ، أو » استحمارهم » أو « استبغالهم » علما بأنه لا » يستحمر » ، ولا « يستبغل » من كرم الله عز وجل من خلقه إلا من كانت فيه خصال الحمير والبغال .
ولا يستخف بمن هو أشرف منه ، وأرفع درجة إلا الوضيع . فما ظن الذي سولت له نفسه أن يخفض تعويضات المفتشين بهذه النسبة لمفتشي نيابة جرادة ؟ هل علم عنهم من قبل أنهم يقبلون الدنية من دنيء ؟ أم هل صار يتصورهم أقنانا يعملون بضعية أبيه أو ورشة أمه ؟ ولعلم من لا يعرف فريق المراقبة التربوية بنيابة جرادة أنه فريق دون مجرد التفكير في المساس بكرامته خرط القتاد والويل والثبور وعواقب الأمور . ومن يجعل الضرغام للصيد بازه تصيده الضرغام فيما تصيد . ففريق التأطير التربوي بنيابة جرادة يرفض المساس بكرامته من خلال العبث به ، أوبحقوقه ، ومستحقاته . ومن كان مستعدا للدخول مع هذا الفريق في مشاكسة أو استفزازه مجاني فليستعد لما لا تحمد عقباه ، ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله . وليس فريق التأطير التربوي بنيابة جرادة فريق أجراء لمساومته في مستحقاته التي لا ترقى أصلا إلى ما يقدمه من خدمة وتضحية في هذه النيابة التي لا توجد نيابة في مستوى مشاكلها على الصعيد الوطني . أما التعويضات عن التنقل فقد غيبت جملة وتفصيلا بحجة أن الوزارة وضعت رهن المفتشين سيارات ، لا يركبها المفتشون إلا نادرا مع أنها توضع رهن إشارة كل من هب ودب من موظفي الأكاديمية والنيابات ، ورهن إشارة فرق شهادة الزور الذين يقفون على الخروقات الفاضحة في الميدان ، ويرفعون إلى إدارة الأكاديمية التقارير الكاذبة المغشوشة ، وهي تقارير تطربها لأنها لا تملك جرأة على مواجهة الفساد المستشري في الميدان ، والذي تزكم رائحته الأنوف ، وهو حديث كل الألسنة .
فمثل هذه الفرق الفاشلة توضع رهن إشارتها سيارات الأكاديمية ، في حين يستعمل أطر المراقبة سياراتهم الخاصة من أجل أن تسير الأمورسيرها الطبيعي . فلقد بلغ السيل الزبى بسبب هذه التصرفات التي أساء أصحابها فهم استعداد أطر المراقبة للتشارك والتعاون من أجل الصالح العام . وهيئة المراقبة بنيابة جرادة ستفي بالتزامتها لهذا الموسم لأنها ليست من طينة من لا عهد له ، ولكنها مستقبلا ستسد كل منفذ للتشارك أو التعاون ، و ستقف بالمرصاد لكل الاختلالات ، ولكل سوء تدبير يضر بالصالح العام . ، وهذه الهيئة تذكر من نسي ما كان بينها وبين إدارة الأكاديمية السابقة التي كانت لا تجيد إلا التنطع مع فشل ذريع في التدبير ، وهي إدارة لا زالت تحتل السكن الواقع في محيط الثانوية التأهيلية زينب النفزاوية ، وكأنها تريد أن يكون في حكم الموروث الذي يورث ، كما دأب على ذلك المصابون بداء الطمع الطاعون . ستراجع هيئة التفتيش كل مواقفها على ضوء هذا الاستخفاف بها من طرف إدارة الأكاديمية ، وقد علمت به هذا اليوم بعد إنهاء حلقات من حلقات التكوين المستمر إن هي لم تسارع إلى تدارك تفريطها في حق هذه الهيئة التي ليس من السهل على أي كان أن يحاول مجرد التفكير في محاولة التطاول عليها . وأخيرا أختم كلامي بشعار مفتشي نيابة جرادة المعروف : » نحن قوم أبت أخلاقنا شرفا أن نؤذي من ليس يؤذينا » ، ولكننا نكيل المؤذي الصاع صاعين . ولقد رضينا بهم لم يرض بنا ، وعلى هذا الهم أن يتأكد من أن حالنا اليوم غير حالنا بالأمس ،لأنه أساء فهم حالنا بالأمس ، فأطمعه ذلك فينا ، وحمله على الاستخفاف بنا بلا خجل . ومن لم يستحي صنع ما شاء .
Aucun commentaire