في غضون  الأسبوع الماضي هزت المنطقة الشرقية جريمتان لم نألفهما في محيطنا الشرقي المحافظ عموما ،فمن قاتل لسيدة في تاوريرت أراد مداراة جريمته بإحراق جثمان الضحية في مقبرة المدينة إلى قاتل سيدة أخرى بوجدة و لجوئه إلى  تقطيع أطرافها و حرق بصماتها ربما لسابق معرفته إن البصمات هي التي جعلت الشرطة العلمية تهتدي إلى هوية ضحية تاوريرت و قاتلها

تواتر هذه الجرائم على الصعيد الوطني ، يدفع كل عاقل إلى طرح تساؤل مشروع على مسؤولي إعلامنا : ما هي الجدوى  من إذاعة برامج من قبيل  » أخطر المجرمين  » و « مسرح الجريمة » على عموم المشاهدين في وقت الذروة؟ ما الفائدة التي يجنيها المواطنون من تتبع خيوط جرائم رهيبة بتفاصيلها الدقيقة ؟

هناك مسلسلات أجنبية تتأسس مادتها على تحليل الجرائم و طرق الإهتداء إلى مرتكبيها ، لكن هذه النوعية من برامجنا المحلية تربط هذه الجرائم مباشرة بواقعنا مما يقربها إلى أذهان النشأ ويجعلها مستساغة و قابلة للتنفيذ سيما وأن الوسائل المستعملة فيها بسيطة و توجد في مطبخ و مرأب كل بيت مغربي

ما أحوجنا إلى برامج حوارية تتناول بالدرس و التحليل الظواهر المسببة لهاته الجرائم كالتفكك الأسري و الخيانة الزوجية و انتشار المخدرات و تقترح حلول تربوية لها تحدد فيها دور الأسرة و المجتمع ، برامج تصالح الأسرة المغربية مع ذاتها و مع إعلامها