نقد العقل التربوي:لجن الاصلاح والمسار الصعب؟
,,,,كانت النتائج الكمية الملموسة لسياسة محمد الفاسي في مجال التعليم وصول عدد المتمدرسين سنة 1957ـ1958الى 546,952 وهو عدد مهم ينم عن المجهودات الجبارة التي قامت بها الحكومة في فترة تاريخية يمكن اعتبارها انتقالية بين فترة الاحتلال وفترة الاستقلال وانتقال السلط الى كفاءات وطنية تريد اثبات الذات والقيام بمنجزات مهمة ,لكن تجد نفسها امام توقعات مخالفة مما يحد من فعاليتها ,وهذا ما حدث بالفعل في مجال التربية والتكوين ,لقد كان غرض الحكومة في بداية الاستقلال هو الاستجابة الفورية الاستعجالية ,حيث امر الملك محمد الخامس سنة 1957بانشاء لجنة لاصلاح التعليم ومن هذا التاريخ توالت لجن مماثلة للاصلاح ,وهذه اللجنة عهد اليها التقويم والتتبع حيث اقرت رسميا المبادىء الاربعة الشهيرة ,واعتبرتها محور السياسة التعليمية للبلاد =تعميم التعليم ’توحيده’تعريبه ومغربته= ومن اجل فهم المغزى العميق لهذه المبادىء يجب التذكير بالمناخ السياسي العام الذي تقررت فيه باعتبارها مرتكزات السياسة التعليمية بالمغرب ,ان الوضعية السياسية التي سادت المغرب بعد الاستقلال تميزت بنوع من الغموض بين القوى البارزة في المجتمع المغربي ’حيث ان ظاهرة التحالفات التي كانت بين هذه القوى ابان الحماية لم تستمر بعد ان تحقق الهدف الاساسي وهو الحصول على الاستقلال ,وبدات الاختلافات الجوهرية تتضح بين هذه التيارات وبالخصوص حول مفهوم التحرير ,تنقية رواسب الاستعمار ومخلفاته’تحرير الانسان والاقتصاد ,مما جعل معظم القضايا تعالج دائما عن طريق طابع التراضي بين القوى السياسية ذات الايديولوجيات المختلفة ,في خضم هذا المناخ السياسي المتميز بالغموض والترقب اجتمعت اللجنة الملكية لاصلاح التعليم والتي حسب الاستاذ عبد القادر باينة ’لم تتوصل الا الى تراض واقتراح مبادىء عامة فضفاضة ويعزو باتنة غموض هذا المذهب لاصلاح التعليم في المبادىء الاربعة الى عدم القدرة على تكوين مؤسسات ديموقراطية منتجة ومبادرة تتخذ قرارات حاسمة في مجال الاصلاح اي اخذ المبادرة وطرح تصورات علمية قابلة للتنفيذ والانجاز وطرح بدائل تساير تطور المجتمع المغربي اذ لايعقل اصلاح المنظومة التربوية بعقلية الخمسينات ا بان الفترة الاخيرة من الاحتلال واستقلال المغرب فالانطلاقة نحو البناء والتشييد تسير بوتيرة سريعة تتطلب نوع من اتخاذ قرارات حاسمة وبالخصوص في مجال التعليم الذي يعتبر العصب الاساس لكل تقدم وانعتاق,,,,,,
,كتابي محمد تاوريرت
Aucun commentaire