Home»International»صلاح الطويل : أنا وبنكيران.. وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها

صلاح الطويل : أنا وبنكيران.. وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها

0
Shares
PinterestGoogle+

الحكاية الأولى
في سنة 1999 وأنا في سفر عبر القطار المتوجه من فاس إلى الرباط .ضاع مني هاتفي المحمول سهوا في إحدى مقصورات القطار.وبينما أنا أبحث عن أحد المراقبين السككيين لأسأله إن ثم العثور عن هاتفي،قادتني خطواتي إلى مقطورة من الدرجة الأولى لأجد في إحدى مقصوراتها رجلين معروفين لم يكونا سوى الأستاذ عبد الإله بن كيران وزميله الدكتور سعد الدين العثماني.وبعد أن علما الرجلين بأمر هاتفي لم يتردد السيد بن كيران في تقديم خدمته لي وطلب مني رقم هاتفي ليتصل به مباشرة من هاتفه المحمول دون أي تحفظ كما يفعل أغلب السياسيين المغاربة.ليخبرني بعد ذلك أنه ثم العثور على هاتفي وهو في حوزة إدارة السكة الحديدية بمدينة مكناس التي وجده أحد مستخدميها في إحدى مراحيض القطار. شكرت الرجلين على لطفهما وتواضعهما.وفي نفس الوقت استثمرت الفرصة لأخبرهما أنني بصدد إنجاز ملف صحفي فني سينشر في جريدة الفنية والمتعلق بمحاكمة مارسيل خليفة بلبنان بتهمة الإساءة إلى الدين الإسلامي وتحقير الشعائر الدينية في أغنيته أنا يوسف يا أبي التي غناها للشاعر العربي محمود درويش.ولكي أطمئنهما على مشاركتهما في هذا الملف قلت لهما أنني أتوفر على عدد من التصريحات لسياسيين وفنانين وحقوقيين مغاربة.مضيفا أنه سيكون لهذا الملف طعما آخرا لو ضم كذلك تصريحات بعض القادة الإسلاميين كالأستاذ بن كيران والدكتور العثماني. رحبا الرجلان باقتراحي وناولاني رقمي هاتفهما قبل أن أودعهما شاكرا لهما خدمتهما لي في العثور على هاتفي المحمول.بالفعل وبعد أيام معدودة سألتقي بالدكتور سعد الدين العثماني وسأجري معه حوارا أذكر أنه كان ممتعا ومرحا .وبعده سيكون لي لقاء مع ذ عبد الإله بن كيران مباشرة بعد انتهاء إحدى اجتماعات فريقه بمجلس النواب.
نشر الملف بجريدة الفنية تحت عنوان (قضية مارسيل بعيون مغربية) وكان لتصريحات الرجلين حول قضية مارسيل خليفة أثرا طيبا لدى أغلب المثقفين والفنانين سواء الذين شاركوا في الملف أو الآخرين الذين تتبعوه.بحكم أن تضامنهما ودفاعهما عن مارسيل كان واضحا وبدون تحفظ.معتبران عمله الفني الذي قاده إلى المحاكمة لا يمس لا بالدين ولا بتحقير الشعائر الإسلامية. بل أكد الأستاذ عبد الإله بن كيران حين سألته حول موقف حزبه من الفنون وحرية الإبداع ببلادنا أنه مع حرية الإبداع والرأي الفني.وبأنه ليس ضد الموسيقى الراقية والغناء النظيف.بل ذهب أبعد من ذلك قائلا أنا الآخر كنت مغنيا ضمن مجموعة صوتية تابعة للشبيبة المدرسية أيام الشباب. (الحكاية الأولى تسالات).
الحكاية الثانية
بعد نشر ملف قضية مارسيل خليفة بجريدة الفنية ستقترح علي جريدة العصر التابعة لحزب العدالة والتنمية التعامل معها من خلال إنجاز ملحق فني أسبوعي يسلط الضوء عن بعض القضايا الفنية ببلادنا. لم أتردد في الموافقة خصوصا أنني سبق وأن عرفت موقف الحزب من الفنون على لسان رجلين من أبرز قادة العدالة والتنمية وهم بن كيران والعثماني.وما فتح شهيتي كذلك للتعامل مع جريدة العصر آنذاك هو تواجد عدد من الصحافيين المستقلين واللذين لا يجمعهم بالعدالة والتنمية سوى الخير والإحسان من بينهم صديق عزيز وفنان كاريكاتيريست إسمه خالد كدار الذي فيما بعد ستكون إحدى رسوماته سببا رئيسيا في منع جريدة دومان من الصدور.على بركة الله انطلق العمل وأنجز أول ملحق فني أذكر أنه جاء موازيا مع اليوم الوطني للمسرح. وكانت تجربة مطمئنة بعد أن تلقت استحسان إدارة الجريدة ومديرها محمد خليدي الذي سيصبح فيما بعد زعيما وأمينا عاما لحزب النهضة والفضيلة بعد أن أسسه سنة 2005.إذا ملحق الأسبوع الأول مر بسلام(والجرة خرجات على خير). شرعنا في إنجاز الملحق الأسبوعي الثاني والذي سيكون آخر ملحق فني لجريدة العصر التي اهتزت أركانها بعد صدوره.السبب هو نشر بعض الصور التي اعتبرتها العدالة والتنمية مخلة بالآداب ومضرة بالقيم التي يناضل من أجلها الحزب. وهي لم تكن سوى صورا عادية لفنانات مغربيات متحررات في لباسهن ولكن ليس عاريات بالمرة.وربما ما أثار أكثر هذه الزوبعة هو نشر صورة الفنانة والمخرجة المسرحية الراحلة فاطمة شبشوب المعروفة رحمها الله بلباسها اللصيق والتي ظهرت في الصفحة الرئيسية للملحق بذراعين عاريتين (صافي).. بلغني السيد المدير خبر تخلي جريدة العصر عن خدماتي لأن المسؤولين عن الحزب لم يعجبهم محتوى الملحق الفني.فأجبته كيف سيكون موقفهم متشددا اتجاه صور عادية في الوقت الذي سبق وأن صرحا لي السيدان بنكيران والعثماني أنهما مع الفن وحرية الإبداع ووو..إلخ.أجابني بأن الأمر لا يتعلق ببنكيران أوالعثماني وإنما بالزعيم المرحوم عبد الكريم الخطيب الذي كان حينها لا زال على قيد الحياة هو من أمرهم بالتخلي عن إصدار ملحقات فنية لن تجلب للحزب سوى صداع الرأس. وما علي إلا أخذ حسابي .. مضيفا : أسمع أولدي وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها..أجبته صدق الله العظيم..
بالفعل تسلمت حسابي ونزلت درج مقر الجريدة وأنا أفكر بطريقة الطرد الإسلامي الجديدة والتي لا تخرج هي الأخرى عن الإسلام والتأسلم.وأدركت أنني (تزرفت) وصدقت تصريحات القادة الكبار.فليس ما يقوله السياسيون في تصريحاتهم صحيحا.وإنما الصحيح هو ما يفعلونه .
بقرب مقر جريدة العصر يوجد مكان قادتني له خطواتي.دخلته ولم أخرج منه إلا وأنا دابة تمشي في الأرض على يديها ورجلها في انتظار أن يأتي الرزق على يد الله وليس على يد جريدة العصر….
عموما أتمنى أن لا تتعامل العدالة والتنمية مع مطالب الشعب المغربي بنفس المنطق وتترك المغاربة كالدواب يبحثون عن رزقهم في المراعي عوض إيجاد حلول حقيقية من طرف الحكومة والتي توفر الشغل والكرامة للجميع ولو أن الأمر لدي مستبعد جدا جدا..

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

4 Comments

  1. عبدالحميد
    09/12/2011 at 07:20

    أخي الحكومة لا توفر شغلا، بل توفر التعليم والصحة والسكن. شمر عن ساعديك وابحث عن شغل، بل إنصح أقرباءك أن يختاروا توجها يتلاءم مع سوق الشغل. دول غنية في أوروبا لا توفر الشغل بل تؤسس لمفهوم الإعتماد على النفس، نحن في المغرب لا يرضى شبابنا الخريجين العمل في المقاهي أو المطاعم حتى يفرج الله، لا الكل يريد مكتبا ووضيفة قرب محل سكناه ولا يشتغل إلا ساعة في اليوم. « طفرناها بكري » الله يكون في عون السي بن كيران

  2. مواطن
    09/12/2011 at 12:48

    هناك من يملك شهادة حصل عليها بالغش أو التزوير ويعتقد أنه مؤهل لشغل وظيفة
    السيد العثماني معروف بكفائته المهنية واحترامه للواجب المهني بينما الذين ا
    يهملون واجباتهم ويهربون من العمل هم البراهش

  3. Anonyme
    09/12/2011 at 22:03

    ok! monsieur Abdelhamid le message est clair الحكومة لا توفر شغلا
    et qu’est ce qu’il va assurer sinon le travail qui constitue la condition sin quanon de la dignité et des droits élémentaires .
    je crains que ce type de commentaires ne soit le signe d’un discours que les marocains ont consommés des decennies durant.
    C’est exactement ce qu’essaie de nous expliquer monsieur touil que je salue : وما من دابة في الأرض إلا على الله ر

  4. مواطن
    10/12/2011 at 19:17

    صحيح ان في اوروبا الحكومات لاتوفر الشغل في الوظيفة العمومية لكل مواطنيها و لكن لاتقل نصف الحقيقة.الحومات هناك توفر التعويض للدين لايعملون ..الشوماج..هناك الحكومات تقدم مساعدات للدين لايكقيهم الشوماج …هناك الحكومات تحارب القطاع الخاص الدي لايؤدي واجبه و ضرائبه..هناك لايوجد قطاع خاص لايؤدي اجورا قانونية و محترمة
    اما هنا فالاجر في القطاع الخاص من 300 درهم في الشهر الى الملايين .دون ان تتدخل الحكومات و لا الدولة.
    هل تستبق الاحداث لتبين ان ان الحومة لن تستطيع ان تظبط قواعد اللعب السياسية و الاقتصادية.هدا ممكن.
    و تحية لصالح الطويل

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *