Home»National»السيد محمد الشركي ….. يتحفنا بدرس عن الجدال …..

السيد محمد الشركي ….. يتحفنا بدرس عن الجدال …..

0
Shares
PinterestGoogle+

انتقلت يوم الخميس 17 رمضان الى مسجد القدس لأداء صلاة التراويح هناك في ساحة عريضة مهيأة للصلاة في ظروف مريحة على ضوء الحرارة المفرطة التي تشهدها مدينة وجدة هذه الأيام ,والتي تذكرني بقوله تعالى  » قل نار جهنم أشد حرا  » ,كانت المفاجأة عندما سمعت صوت أستاذي وصديقي العزيز السيد محمد الشركي وهو يتحدث عن الجدال في الدين الإسلامي.فكم كان موفقا , وكم كان مركزا ومفيدا….لن أدخل في تفاصيله , بل أتمنى أن يتفضل بنشره للقراء الكرام ….إنما استوقفتني شخصية السيد محمد الشركي الذي يجمع بين الكثير من الصفات المميزة, منها :

   – قول الحقيقة ولو كانت مرة .أذكر أنه في بداية برمجة التكوينات المستمرة والتي يستحين أن نسميها حاليا « الماراطونية »وفي لقاء لمفتشي الجهة بكل أطيافهم وبحضور مدير الأكاديمية السابق ونواب التعليم, تحدث السيد محمد الشركي في تدخل مثير , قائلا :ألا يستحسن صرف هذه الأموال لبناء المرافق الصحية بمؤسسات البادية وتسويرها وتوفير ظروف مناسبة للدراسة بها.؟…وقتها أجابه السيد مدير الأكاديمية على أنه مستعد لذلك ,إن كان المفتشون لا يرون مانعا . بطبيعة الحال الجواب فيه دهاء ومراوغة ,,,,لكنني اليوم وقفت على كلام السيد محمد الشركي عندما اتضح عدم جدوى الكثير من هذه التكوينات ..

 – دفاعه عن الحق كمبدأ . وهنا أذكر أستاذي السيد محمد الشركي أيام كنا نعمل معا بثانوية الشريف الإدريسي , عندما فكرنا في تأسيس لجنة لمحاربة الفساد بمشاركة السيد عبد الرحمان الزخنيني ,إلا أن الظروف شاءت أن غادرنا جميعنا المؤسسة لمهما أخرى.

  – دفاعه عن المظلوم إذا اقتنع بظلمه. لن أسرد القضايا العديدة التي عايشته فيها يدافع عن فئات ظلمت أو وقع تعسف في حقها,وكلما تتبعت ملفا من هذه الملفات , أجد السيد محمد الشركي ما دافع عنها إلا دفاعا عن الحق .

   – جرأته على الاعتذار. ان السيد محمد الشركي من القلائل الذين يملكون الجرأة على الاعتذار أمام الملأ , إن اقتنع أن ما توصل اليه من معلومات خاطئة, وأنه أخطأ في حق غيره . أظن أن عامة الناس يتشبثون بآرائهم ويبحثون عن حججهم ولو كانت واهية.وليس من السهل الاعتذار, بل هي سمة الأتقياء.

  – حبه وتفانيه في عمل الخير. لن أذكر أحداثا بعينها حتى أترك العمل خالصا لله سبحانه وتعالى,ولكنني أعهد فيه مواقف لا توجد في عامة الناس ,حيث كان لا يتراجع عن تقديم المعونة بكل ما أوتي مهما كلفه ذلك,وليس الأمر حديثا وإنما يعود لسنوات.مما يدل على أنها خصلة من خصاله.

  – التنزه عن حب الظهور. أذكر أننا وبعد مراسيم تشييع جنازة السيد محمد راشد رحمه الله ,وفي لقاء بحضور السيد المفتش العام ومسئولين آخرين .تناول الكلمة ممثلون عن نقابة المفتشين من مختلف الجهات ,ولولا إلحاحي عليه لما تدخل كممثل للجهة الشرقية. أنه يعمل بتواضع وفي صمت ولكن بكل جدية وتتبع.

 – ليست له طموحات شخصية . ان القراء الكرام يعلمون ما يمكن أن تقدمه الادارة لتشتري الأصوات التي تقف في وجهها,فلا داعي لأن أحدثكم كثيرا في هذا الموضوع…….

    قد يتساءل قارئ ,ولماذا اخترت هذا الخيار؟ أرجو أن يسامحني أستاذي السيد محمد الشركي,لأنه ليس من السهل تناول سيرة رجل ما سيما من حجم السيد محمد الشركي ,وأنني لم أستشره في الموضوع , وأنني قد لا أفيه حقه. وإنما عندما حضرت هذا الدرس الذي أثار فيه الجدال محاولا ابراز مساوئ الجدال العقيم,تذكرت بعض الاخوة الذين كانوا يردون على مقالات السيد محمد الشركي ويتهمونه وكأنه يفقه في كل شيء.الحقيقة يفقه في كل شيء. أذكر أيام كنا بثانوية الشريف الإدريسي وقبل أن ينتقل الى التفتيش , كنت أبحث في قصائد لشاعر أندلسي يدعى  » ابن الأبار القضاعي الأندلسي » ورغم بحثي يمينا ويسارا وفي الكلية ,لم أجد سوى السيد محمد الشركي والذي شرح تلك الأبيات وكأنه عاصر شعراء الأندلس وبلاغتهم في الرثاء والهجاء والغربة. ولمن حضر درس الخميس الماضي ودروسه عامة يعلم ما لهذا الرجل من تمكن . حري بنا أن نعترف للرجال بخصالهم وكفاءتهم , من نقد يكون في غالب الأحيان منطلقا من  موقف دون دراية بخاصيات من ننتقد.

  

     

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *