تشهد مدينة تاوريرت ثورة  تنموية واقتصادية  ملفتة  للنظر واقلاعا  بينا في كثير من القطاعات لكن مهما  كان هذا الاقلاع لم يكن يخلو من عقبات وصعوبات تعترض مسيرته واشواك تلقى تحت اقدام من يرغبون في دك المفاسد والمفسدين  في هذه  المدينة التي  تشهد  اصلاحات هامة على مستوى بنيها التحتية ومرافقها الاساسية التي غيرت وجه هذه المدينة التي كانت عبارة عن بؤرة للفساد المتجذر وقرية قلما تتوفر على ادنى ما يمت الى التمدن بصلة

انه من باب الانصاف وليس  مجاملة نقول ان  عامل الاقليم الى حد ما استطاع الحسم في كثير من الملفات واتخاذ القرارات الاصلاحية التي قلما كانت ترضي بعض المفسدين الراغبين في ترك الحال على الحال وابقاء هذه المدينة مستنقعا لكل الرذائل سيما تلك العينة المنتسبة لا كلي التراب وقوارض الارض البشرية لم يكن  الاعلام المحلي منذ زمان راغبا عن  مواكبة هذا التطور ومرافقة هذه  المنجزات بكل امانة ومصداقية والتصدي لمثل هذه الممارسات التي تكبح العزائم وتخمد القرائح وتوقف العربة امام الحصان وتجعل المواطن في هذه المدينة يصفق للمصلحين  ويصفرعلى الفاسدين  وانما  قد يكون لهذا  الاعلام  مبرراته التي جعلت دوره محتشما الى حد ما ومحدودا في مجالات ضيقة  لاسباب عدة من اهمها تغييبه عن الساحة وابعاده عن المشاركة في مثل هذه الاوراش باعتباره حامل رسالة نبيلة تجعله  قبل ان يكون مع او ضد هو العين البصيرة التي يرى بها المسؤول صورته كما هي على مسرح الاحداث دون تنميق او روتوش فان كان الدافع لذلك تخوفه  من المغالاة  في  الإطناب وعد المساوئ وابراز السلبيات وحجب الايجابيات قد يكون ذلك الى حد بعيد ليس من شيم الاعلام الحر النزيه والرزين الذي  يسخر آليا ته الذهبية فيما لايليق  بالمقام  ولا يعمل على كشف  الفاسدين المتمترسين وراء الابواب المغلقة و المتخفين  وراء المسوح الزائفة  وايضا تسليط الضوء على  مكامن المصلحين الذين يغطي عنهم الفساد بعيدا عن التملق والمجاملة دون انسياق وراء الاهداف السياسية والاغراض الشخصية تلك هي الرسالة النبيلة للاعلام الحر النزيه لسان حال الاغلبية الصامتة من المخلصين الشرفاء الاوفياء لهذا الوطن الذي هو احوج ما يكون اليهم في زماننا

اجل  لقد شهدت مدينة تاوريرت نهضة تنموية مشهودة على كل المستويات  الادارية والاجتماعية وإصلاحات بينة على مستوى البنية التحتية تستحق التنويه  بالمجهودات المبذولة من طرف السيد العامل  وكل المسئولين الوطنيين كلا من موقعه رغم البلبلة  التي ربما قد تمسك باطراف خيوطها  بعض الايادي  القذرة من اجل النيل من نزاهتهم  لكن  ذلك سوف لن يثنيهم  عن الاستمرار في نهج  دموقراطية سليمة  ونهضة تنموية شاملة

وجدير بالإشارة  ان هذه المجهودات المبذولة في هذا السبيل ستظل دون المستوى المطلوب ولاترقى الى طموحات الساكنة مالم  تتظافر جهود كل الفعاليات الثقافية والوطنية التي تتلوى حرقا وغيرة على هذه المدينة التي تتطلع بشغف الى اليوم الذي ستحضى فيه بشرف استقبالها لقائد الامة جلالة الملك نصره الله  في القريب العاجل والذي سيعطي دفعة قوية لهذا الاقليم الذي نراه بما حباه الله من مؤهلات اقتصادية وطبيعية وبحكم موقعه الجغرافي المتميز الذي سيجعله قبلة المستثمرين من كل انحاء العالم وقطبا اقتصاديا رفيعا