أثير موضوع اختيار أقسام التميز جذع مشترك بثانوية عبد الكريم الخطابي نيابة الناظور, خلال لقاء التفتيش الذي انعقد بمقر أكاديمية الجهة الشرقية للتربية والتكوين يوم 21 شتنبر 2010 ,ومعايير الاختيار, إثارة عادية لمجرد التساؤل التربوي البناء,فكان جواب السيد مدير الأكاديمية,كون تلك المؤسسة قدمت عرضا مستوفيا لكل الشروط ,بينما بقيت المؤسسات الأخرى بالجهة خارج التغطية, كما أنه يمكن اختيار مؤسسة أو مؤسسات أخرى مستقبلا لنفس الغايات.
لن أخوض في معايير الاختيار ولا في ما أثير بين رجال التعليم من سجال وحوار.وإنما سأتناول الموضوع من زاوية مختلفة. ذلك أنني زرت هذه المؤسسة يوم الجمعة 17 شتنبر في إطار جولة جهوية لتتبع الدخول المدرسي.وخرجت بالانطباع التالي:

1 – على مستوى الأكاديمية.
برمجت المؤسسة واختيرت بعد أن قدمت عرضا مقنعا واستعدادا لتلقي هؤلاء المتميزين والذين من المفروض أن تقدم لهم كل الظروف المناسبة للدراسة في جو تربوي متميز يساعدهم على الإبداع والاختراع.إلا أن الإدارة الجهوية برمجت إصلاح المؤسسة بمبلغ يفوق المليار والنصف وعلى أساس إصلاح شامل يضم الخارجية والداخلية .

تمت الصفقة دون علم المسئولين إقليميا ومحليا , ثم قيل إنها ستعاد لاحقا كون أيا من المزودين لم يكن مستوفيا للشروط المطلوبة, لتبرمج الصفقة في الثامن من أكتوبر 2010. إذن العمليات كلها متأخرة مع أن اختيار المؤسسة يعود لأكثر من سنة, ومما يعني استهتار الإدارة الجهوية بالشأن التعليمي ,وعدم تعاملها مع الأوضاع حسب الظروف والأوجاع,ومما يعني تحكم الدارة الجهوية في كل العمليات وبانفراد وبدون شفافية وبدون موضوعية وبدون اعتماد مبدأ الأولوية,وبدون….وبدون….انها العربدة في التدبير والفوضى في التسيير والغرابة في التعليل.

– أيعقل أن تبرمج مؤسسة للإصلاح بمبلغ خيالي مع أنها أصلحت من قبل وعبث المقاول السابق أيما عبث, بل وأفسدها أيما فساد؟

– هل يعقل أن تبرمج المؤسسة للإصلاح في بداية السنة مع أنها اختيرت كمؤسسة التميز منذ السنة الماضية؟
– ألا يمكن القول بأن القائمين بهذا الشأن اختاروا ما اختاروا من شروط في الصفقة,لكسب الوقت وإعادتها من جديد حتى تقام الإصلاحات وقت الدراسة والتصرف في الأشغال تصرفا أيما تصرف ؟

– هل يعقل أن تنطلق المؤسسة وتتخبط وحدها ,حتى أن مديرها اقتنى بعض تجهيزات الداخلية من ماله الخاص ضمانا لانطلاق الدراسة في جو طبيعي؟
–

هل يعقل أن يظل تعليمنا يعتمد الوثائق والوعود الكاذبة ؟…..والأسئلة طويلة؟بل الخفي منها يفوق بكثير ما هو علني ….
2

– على المستوى المحلي.
زرت المؤسسة يوم الجمعة 17 شتنبر 2010 مع فريق جهوي لتتبع الدخول المدرسي ,وجدت مديرها يتسلم وينقل بيده بعض التجهيزات التي وفرتها النيابة الإقليمية بالناظور للمؤسسة.مدير لبق أنيق المظهر ورقيق الكلام,تظهر على محياه علامات الجد ,متفائل مبتسم. خلاصة المر يحاول تدبير شئون المؤسسة بما ه_و موجود مع البحث خارج الحدود.أثير موضوع أقسام التميز ,وفي غياب أي دعم جهوي تبين ما يلي:
–

بفضل تظافر الجهود بين النيابة الإقليمية في شخص السيد النائب الإقليمي الذي وقف على العملية بنفسه, تم تجهيز ثلاثة أقسام منفردة في جناح خاص بتلاميذ التميز,وفرت فيها كل الوسائل بما فيها المختبر ,حتى يتسنى للتلاميذ الدراسة بنفس الجناح ولجميع المواد وبعيدا عن كل التخصصات الأخرى بالمؤسسة.

– بعد أن تقدم الكثير من الأساتذة الراغبين في التدريس بأقسام التميز من مبرزين ومتمرسين,توقفت طلباتهم جهويا ولم تصل الى الوزارة لأسباب مجهولة ,فأقيمت حركة إقليمية ,على إثرها تم اختيار أساتذة محليين. وبعض تفحص ملفاتهم من طرف أعضاء اللجنة الجهوية التي كانت تزور المؤسسة تبين ان الاختيارات كانت سليمة وأن الكثير منهم يتوفرون على كفاءات مميزة ,مما يعنى أن اللجنة الإقليمية وبمشاركة إدارة المؤسسة قد حرصت على اختيار الأنسب,ولا زالت في طريق البحث عن بعض الأساتذة المبرزين لدعم المؤسسة وفي غياب الأكاديمية التي لا تتفنن الا في البرمجة المالية والتوثيق والتحدث والنيابة عن الجميع.

– رغم أن المؤسسة ستصلح لاحقا ,إلا أن إدارة المؤسسة وبتعاون مع النيابة الإقليمية قد أوجدت حلولا للداخليين من إقامة ونقل التزمت به السلطات المحلية ,مما سيحل كل المعضلات ويوفر للتلاميذ تمدرسا في ظروف مقبولة.
ان المؤسسة على المسار الصحيح بفضل مشاركة الجميع إدارة وأساتذة ,بفضل لجنة للتتبع شكلت للوقوف على كل العمليات وإيجاد الحلول في حينها ,سيما بعد الدعم المادي والمعنوي الذي قدمته النيابة الإقليمية والذي أظنه سيساهم في رفع التحدي وتجاوز الصعوبات.
أتمنى التوفيق لكل من يسعى الى إعداد جيل يتمدرس في ظروف مواتية بكل الوسائل الممكنة بعيدا عن الضوضاء والانتقاد المجاني والنظرة الضيقة . والله الموفق للجميع.