لماذا التسيب في بعض مؤسساتنا التعليمية ؟
لماذا التسيب يسود بعض مؤسساتنا التعليمية؟
قرأت مقالا عن ثانوية عمر بن عبد العزيز بوجدة وما آلت إليه هذه المؤسسة العزيزة علي بماضيها العريق البراق حيث تخرجت منها أفواج من رجالات ساسوا المغرب لسنين ومفكرين كبار مغاربة . حتى أصبحت اليوم حديث العادي والبادي.
وقرأت التعليقات والتعليقات المضادة , ولاغتناء الموضوع قررت كتابة مقال علني أساهم في تسليط الأضواء على هذه المعضلة.
إن ثانوية عمر بن عبد العزيز ليست وحدها التي تعاني من هذه العوائق بل مثلها كثير.التساؤل المطروح:
أين يكمن الخلل؟
– لو سألت الآباء لقالوا لك إننا نصرف كل ما نملك من اجل دراسة أبنائنا نحضر لهم الأكل واللباس ونبحث لهم عن الساعات الإضافية و و و ….فماذا نفعل أكثر من ذلك.
– لو سالت التلاميذ لقالوا لك إننا لا نحب المدرسة ولا نذهب إلا إرضاء لوالدينا ,فلماذا ندرس وإخواننا حملة الشواهد العليا يتسكعون في الشوارع أو يبيعون على الطرقات .
– لو سألت الأستاذ لقال لك, مع من نتعامل, إنهم تلاميذ حاضرين جسديا وغائبين عقليا, لا ينتظرون إلا دقات الجرس للخروج قصد ملاقاة أصدقاء السوء للهو والمرح.
-لو سالت الإدارة لقالوا لك إننا نراقب حركات وسكنات التلاميذ ونسجل الغياب ونستدعي الآباء فلا يحضرون ,فماذا يمكننا أن نقدم لجيل لا يحب أن يدرس؟
– لو سألت الدولة لقالت لك إنني اخصص ربع ميزانية الدولة لتعليم مكلف لا ينفع, وقطاع غير منتج.وان البرنامج يسير وفق ما اخطط له. أبناؤنا يدرسون في الخارج وأبناؤهم يقضون أيامهم مترددين بين المؤسسات إلى أن ينقضي بهم الأمر في الشوارع.
– لو سألت المنظومة التربوية لقالت لك إنني قد هيأت لهم احدث البرامج والمناهج والطرائق التعليمية المتطورة والتعليم يسير من حسن إلى أحسن,وهي تجربة قد نغيرها بتجربة أخرى مستقبلا.
إذن من المسئول؟
الكل بتهرب من المسئولية ويرمي بها إلى الجانب الآخر.وكأن الأمر يتعلق بتصفية حسابات ,مع أنهم جميعا يتحملون جانبا من هذا التعثر.
– الأب يتهرب من مساءلة أبنائه ويفضل التحدث في العموميات وأن يقال له بأن الدراسة على خير ,فحتى وان رجعت بنته متأخرة فانه يتفادى رأيتها أو يقنع نفسه بأنها كانت تراجع مع صديقة لها,حتى لا تضيع عليه مشاهدة فيلم أو الذهاب إلى المقهى.
– التلميذ منشغل بالانترنيت وما أدراك وا الانترنيت ……أو بمصاحبة كلها أو الجزء الكثير منها في أمور شيطانية.
– الأستاذ في محنة مع تلاميذ جلهم لا يتابع دروسه والكثير منهم أصبح لا يهمه ضبط الدرس بقدر ما يهمه أن تمر الساعة دون مشاكل تذكر.ولو أن هذه ليست ظاهرة بل هي موجودة فعلا.
– الدولة بمختلف أجهزتها , المهم أن تمر السنة بسلام ويجتاز التلاميذ الامتحانات مهما كانت النتائج ولو رسب الجميع ومهما كانت الطريقة التي مر لها الامتحان النقل أو الهاتف النقال أو التسرب و و و …
وكأن البلاد ليست بلادنا والوطن ليس وطننا والأبناء ليسوا أبناءنا….بل وكأننا مستثمرون تهمنا الربح ولا نقبل بغير ذلك ,ونعمل جاهدين على تحقيق المكاسب بأية طريقة كانت.
لن أدخل فيما يجب أن يكون يكون لأترك للقارئ الكريم فرصة التعليق على المقال واغنائه بآراء بناءة.مع اعتذاري مقدما إن كانت بعض العبارات قد لا تناسب البعض. إنها أريحة أب ومواطن ورجل تربية قد أكون مخطئا في بعض ما قلت ولكن الأكيد إنني لست مخطئا في كل ما قلت.
Aucun commentaire
إنني أحد أبناء هذه المنطقة الشرقية، وقد تشبعتُ بالموروث الشعبي الشفهي لمنطقتنا، وسأبتدئ كلامي انطلاقا من هذا الموروث الشعبي، يحكى – ضمن خرافة طويلة – أن خنزيرة برية أرادت تعليم صغارها وتحجفيظهم القرآن، فلم تجد أمامها؛ لسوء حظها وحظ صغارها؛ سوى ذئب يلبس مسوح العلماء ويدعي القيام على التعليم, فسلمت إليه صغارها آملة أن يصيروا في يوم من الأيام علماء يشار إليهم بالبنان، وأحب هنا أن أتوقف عن سرد باقي القصة لبرهة؛ لأشير إلى أن صورة الذئب وما يمكن أن تستثيره في النفس لا سيما إذا ربطنا – عن قصد أو غير قصد- بينه وبين المسؤولين المخططين للتعليم عندنا, فهذه الصورة- وهي من صميم الخرافة – وهذا الربط بينها وبين القيمين لم يكن أبدا من أهداف هذه المداخلة، ثم أعود لسرد باقي القصة: فلم يجد الذئب؛ بعد أن افترس صغار الخنزيرة- بدا من التمويه على الأم وإقناعها بمواضبة صغارها على التعلم، وكانت وسيلته في هذا التمويه أن يضع نحلا كثيرا في جرة ويسد فاه الجرة بطبقة من التراب، قد تتسائلون عن السبب في ذلك، وإذا عرف السبب بطل العجب، إن الأمر بسيء فهو لم يكن يريد إلا أصواتا طنانة يصدرها النحل للتدليل على تعلم الصغار واجتهادهم. وهنا وجه الشبه الذي أريد الوقوف عنده، فوضع المتعلين في جرار كثيرة؛ أعوذ بالله من النسيان فأنا كنت أريد القول إنها المؤسسات التعليمية؛ وإصدار الأصوات الطنانة عندنا للتدليل على أن الشأن التعليمي يسير على أحسن ما يرام؛ ويستوي في هذه الأصوات طنين المتعليمن أو المعلمين أو الإداريين أو المخططين أو المطبلين ؟ ؟ كل ذلك لا يغطي ولا يحجب ضوء الشمس والحق أن حياتنا وواقعنا وتطورنا يسير في واد وتعليمنا بمناهجه وخططه زمبادئه وما شئت من المصطلحات يسير في واد آخر؛ وهنا وجه شبه جديد لتعليمنا مع الخرافة السابقة: فالجرة المغلقة والملقاة بعيدا لا تختلف عن تعليمنا المغلق على نفسه والملقى في أرض خلاء بعيدا عما نريده ونرجوه من دور للعلم والمتعلمين في النهوض بالحياة وإعطاء الانطلاقة لنهوض نرجو أن يكون حقيقيا. وأعتقد أن التعليم لن يكون حقيقيا وذا فائدة حتى يرتبط بهموم الواقع ومشاغله مستجيبا لمتطلباته بعيدا عن الحفظ والاجترار الذي ينتهي إلى النسيان كما هو شأن كثير من موادنا التعليمية
سلام الله عليك أخي العزيز سيدي محمد المقدم. إن ماطرحته هو جزء من كل، بما يعني أننا نعيش في نسق، يستدعي سؤال: أين العقل فيما نفعل؟ ومن المسؤول؟ وما حدود مسؤوليته؟ وبالتالي؛ تستجلب كل تلك الأسئلة سؤال الوجود في حقنا، بمعنى هل نحن موجودون كالأمم الأخرى؟ بما يحمل الوجود من معنى!؟ المسؤولية في إطار النسق الاجتماعي يتحملها الجميع، ولا أحد يستطيع التملص من نصيبه منها. لذا وجب علينا أن نبحث عن ذواتنا أولا حتى نجد أنفسنا… ويبقى الدعاء للأمة بالصلاح والفلاح واجب علينا. ولك الشكر والتقدير
أنا اقول لماذا لا يسود التسيب جميع مؤسساتنا التعليمية؟ و الخطير في الامر أن هذا التسيب يشعر به الجميع عبر ربوع الوطن.لكن التقارير التي تنجز و توجه للمصالح المعنية لا تشير الى هذه الكارتة و نتائج آخر السنة لا علاقة لها بالمرجعية التربوية بل هي من صنع الخريطة المدرسية و بإسم مجالس الاقسام و هذه قمة التسيب .ففي جميع المستويات بإستتناء السنة التانية بكالوريا تكون النتائج اكثر من 80% و لو تم اعنماد المقاييس التربوية الحقيقية و تحملت مجالس الاقسام مسؤولياتها لظهر الخلل في النتائج الذي لن يتجاوز 30% و تضطر الوزارة للبحث عن الحل.فلقد قمت ببحث بسيط على نتائج السنة الثالثة اعدادي الذي صرح بالنتيجة على انها تمثل 64% و احصيت على من يتوفر منهم على المعدل حسب القرار الوزاري المنظم فالنسبة الحقيقية هي 32% بمعنى أنه على مستوى الثانوي ازاء كل تلميذ يستحق ان يتواجد بالجدع المشترك تلميذ آخر لا يستحق ذلك فماذا ننتظر من هذه الوضعية سوى التسيب فالتلميذ يتحمل ما لا طاقة له به.لاخلص أن المنظومة التربوية يجب اولا أ تتخلص من هيمنة الخريطة المدرسية التي تصنع النتائج حسب ما تشتهيه الوزارة و لا تعكس الواقع و هذه هي قمة التسيب ففي مستوى الابتدائي هناك من ينجح بمعدل اقل من 05/01 (واجد على خمسة) اليس هذا صلب العبث …………
اخي العزيز واستاذي الكريم المحنك السيد المحترم عبد العزيز قريش , والله انني كلما أكتب مقالا الا وأنتظر تعليقك الراقي اللبق الرفيع المستوى والذي يجعلني احيانا احس بالخجل من كتاباتي سيما وأنك تعلم أنني لست من ذوي الاختصاص بل أعبر عما يخالجني أو ما يثير انتباهي من كتابات علني اساهم ولو بقليل لاثراء اي موضوع قد يخدم المصلحة العامة والمنظومة التروية يشكل أخص .وسأعمل على متابعة هذا المحور من خلال اجابات على تساؤلات طرحتها في هذا المقال ومع الشكر العميق للأستادنا الفاضل السيد قدوري الذي فتح لنا هذا المنبر الذي أصبح ضياء يسلط الأضواء على الكثير من القضايا التي كنا نتفرج عليها ولانستطيع التعبير عن موقفنا منها لصعوبة التواصل مع الصحف المكتوبة التي تعتريها الزبونية أحيانا والمصالح الضيقة أحيانا أخرى.