مدرسة الرازي بتاوريرت….تنظم يوما وطنيا لليتيم بكل مراميه…
بدعوة من مدير مؤسسة الرازي للتعليم الابتدائي ,حضرت حفل اليوم الوطني لليتيم الذي نظم يوم الأربعاء 21 أبريل 2010 مساء بساحة المؤسسة .قبل ولوجي باب المؤسسة كنت أتساءل مع نفسي,يا ترى هل الاحتفال حقيقي أم رمزي كما تعودنا في الكثير من الاحتفالات؟وكنت أتساءل يا ترى هل تم إحصاء اليتامى وإحضارهم لرسم البسمة على محياهم في هذا اليوم الذي وان كان لا يكفيهم وإلا أن التفاتة قد تكون أفضل من عدمها.
دخلت المؤسسة ففوجئت بما يلي :
– مؤسسة نظيفة مؤهلة مبلطة مزركشة حملت حلة جديدة بفضل مساهمة جماعية لطاقمها الإداري والتربوي والجمعوي الذين تجندوا جميعا وباضطراد وبجدية ومسئولية وتطوع لتهيئ يوم لا أظن مؤسسة مغربية قد هيأته بهذا الشكل وبهذه الدقة والأناقة والرشاقة والتنظيم واللباقة.
– مدير أنيق رزين متزن منفتح متخلق منشرح ,يستقبلك بابتهاج وقلب وهاج ونفس مريحة. أشرك معه الجميع ولم يحسس أحدا أنه المدبر الوحيد.
– جمعية الآباء في شخص رئيسها الذي لا تميز بينه وبين رئيس المؤسسة من كثرة التلاحم والتناغم الذي ساعداهما على تدبير حفل رائع متميز بأناقة قل نظير لها.
– أساتذة مجندون جملة وتفصيلا ,يعملون دون كلل ويساهمون دون ملل,غيبوا الذاتية وأحضروا الأريحية والروح الجماعية ,على رأسهم قيدومة المؤسسة والتي قدمت بعض فقرات الحفل رغم أنها على وشك التقاعد ,إلا أنها لا زالت ملتزمة بالتعاهد.
– محسنون حاضرون غائبون.أحضروا جملة من الهدايا لكل يتامى المؤسسة دون أن تعلن أسماؤهم طلبا منهم وحبا في الإحسان الذي يبتعد عن الإعلان.
– يتامى مصطفون جالسون في مقدمة الحفل على جانبها الأيمن مرحين فرحين بما قدم لهم لما ظهر على محياهم من بهجة وسرور.
– شرطة المؤسسة المكونة من بعض تلامذة المؤسسة الذين لبسوا زيا خاصا بهم واشرفوا على حفظ النظام والانضباط.هكذا يكون التشارك والإشراك .
– تلامذة المؤسسة: إنهم بيت القصيد ونجوم الحفلة ونبراسها المضيء,على اعتبار ما قدموه من فقرات والذي يفوق كل التصورات من كلمات قد لا يتقنها حتى الكبار وأناشيد عن اليتيم والآباء قدمت بشكل معبر صادق ناطق .
ومما قدم كلمة لبرعومة صغيرة قالت بالحرف ما يلي:
» بسم الله الرحمن الرحيم,أتقدم إليكم أيها الحضور الكريم باسمي وباسم جميع يتامى مدرسة الرازي وجميع يتامى العالم ,وأخص بالذكر أطفال فلسطين ,أتقدم بالشكر الجزيل والامتنان العظيم على مساهمتكم لإدخال الفرحة والبهجة لقلوبنا الصغيرة المكلومة باليتم وفراق الأحبة,بل أعز الأحبة:الوالدين,فان كان غيرنا يعيش في حضن الأم الدافئ ويلجأ الى صدر الأب الحنون عند الكرب والخوف ونزول الخطوب,فما لنا غير رحمة الكريم المنان نجأر إليه ونحتمي بحماه ونفر إليه.
أيها الحضور الكرام,نحن يتامى مدرسة الرازي رضينا بقضاء الله وقدره وفوضنا له أمرنا,لكن قلوبنا الصغيرة الجريحة تتحرك وتضطرب كلما لمحت زملاءنا الذين هم في سننا يعانقون آباءهم ويرتمون في أحضان أمهاتهم,يبتون إليهم شكواهم ويرتوون من عطف الأب وحنان الأم الذي نفتقده.
لكن إيماننا بالله عظيم وتوكلنا عليه كبير وصبرنا جميل, عسى الله أن يبدلنا خيرا مما أخذ منا.وقدوتنا في ذلك خير الأنام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والذي تربى يتيما وأوصى باليتيم خيرا ,فقال » أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين » وجمع بين السبابة والوسطى……. »
ان هذه العبارات الصادقة الناطقة المنبثقة من أطفال بريئة شاءت الأقدار أن تربى بعيدة عن حنان إحدى الأبوين أو كلاهما ,تؤكد ما تحتاجه هذه الفئة من عطف وحنان وتعويض ما تفتقده من أعز ما في الدنيا ,إنهما الأبوان.
ت
لاميذ المؤسسة كانوا في موعد متميز وبحضور متميز,و من آباء حضروا بكثافة نظرا لنشاط جمعيتهم التي تعمل بسخافة .فقرات قدمت برشاقة براعمها وسهر مربيها ممن سهروا وكدوا ليحصدوا ما جدوا.
Aucun commentaire