حضرت يوم الاثنين 9 مارس صحبة فريق المصاحبة الميدانية للمديرين الجدد ،في إطار المرحلة الثانية من التأطير والمتمثلة في زيارة ميدانية جماعية لإحدى المؤسسات التعليمية،وكنت سابقا قد كتبت عن بعض المؤسسات النموذجية بالمدينة وخارجها ،منها مدرسة علال بن عبد الله ،كما التقيت اليوم ببعض المديرين الذين تم إقرارهم في السنة الماضية وأخبروني ببعض المنجزات داخل المجموعات المدرسية التي اشرفوا أخيرا على تدبيرها ومنها مجموعة مدرسية بأولاد على بالقاسم والتي علمت أن الكثير من معالمها قد تغيرت بفعل إرادة إدارتها وجهازها التربوي نحو الأفضل مما يعني الحديث عن الوسائل المادية والمالية بكل تجرد أمر غير أساسي ،فقد تكون لدينا إمكانيات متواضعة ومع ذلك بالإرادة وتضافر الجهود يمكن تحقيق الكثير.

من هذه الديباجة ومن خلال تصوري لم أكن أعلم بالكثير من المفاجئات والتي ربما لا زال بعضها خفيا ،ومنها مدرسة المسيرة الخضراء بمدينة تاوريرت،بمدير لا تتعدى أقدميته أربع سنوات وبطاقم تربوي علمت البعض عنه من خلال هذه الزيارة وشاهدت بعضه الآخر،مما يدفع الى الكثير من التفاؤل.
إنها مدرسة قل مثيل لها في المغرب،نظرا لتواجدها بحي متواضع الا أن طاقمها وبفضل تضافر جهود العاملين بها وجمعية آباء وأولياء تلامذتها والذين لم يكن لي شرف مقابلتهم بعد ،تمكنوا من قلبها إلى مؤسسة لامعة جميلة مبتهجة تبهرك بمنظرها وأناقتها ،إنها تلك الحمامة البيضاء التي تفيض حبا وسلاما :
– بفعل جوها التربوي الأخوي وبفعل تعاون العاملين بها،أذكر من ذلك قسما للتعليم الأولي لم أشهد مثله من قبل بفعل كراسيه ومقاعده المتميزة حسب سن التلاميذ وصوره الفريدة ولعبه العجيبة ….

– قسما للدعم التربوي مخصص للتلاميذ المتعثرين في اللغة الفرنسية من عدة مستويات تؤطره موجزة متطوعة،وفق مشروع يهدف الى إعادة المتعثرين دراسيا الى ركب التلاميذ العاديين وربما أكثر من خلال جهود الدعم والتقوية.

– ومن خلال قسم لذوي الاحتياجات الخاصة وهو قسم قل مثيل له شكلا ومضمونا،شكلا نظرا لأناقته وجودة فضائه من كراسي تلاءم نوعية التلاميذ وصور ولعب وأشكال هندسية متميزة،ومضمونا بتواجد أستاذ شاب يحمل إجازة متخصصة في هذا المجال ،ورغم قلة الوقت الذي قضيناه معه ،الا أنني استقيت من كلامه اطلاعا واسعا بهذه الحالات المتعثرة والتي يعمل جاهدا على إعادة إدماجها ضمن المتمدرسين العاديين ومن خلال تعرفه على حالة 13 تلميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة حالة بحالة وما يناسب كل تلميذ نظرا لحبه واحتضانه لهم،رغم أنهم يواجهون صعوبة التنقل والمرض,ومن هذا المنبر أدعو المحسنين لتوفير سيارة نقل خاصة بهم. قسم جميل متألق اعد من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بكل المواصفات الجيدة من فضاء جذاب الى مرافق صحية ملائمة لحالتهم وكل متطلبات التمدرس الجيد الى تهيئ نفسي اجتماعي يلاءم وضعهم.

– ومن خلال اتفاقيات الشراكة التي أبرمتها إدارة المؤسسة وجمعية الآباء والنيابة الإقليمية وعمالة الإقليم في اطر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من بناء قسم مجهز لذوي الاحتياجات الخاصة ومرافق صحية لهم وأخرى أحدثت هذه السنة لباقي التلاميذ ومن النوع الجيد المبلط بالزليج والمزركش النظيف الذي لا يوجد مثيل له حتى بأكاديميتنا.

– ومن خلال أساتذة متميزين بأقسام كلها نظيفة تحمل صور محببة للدراسة ،أجملها قسم لأستاذة بمعالم أقول بكل صدق قل نظير لها في المغرب من فضاء مبهر يتمثل في متحف يحمل آثار وأدوات تاريخية ناذرة،ومتحف ثاني لبعض الأعمال التطبيقية اليدوية الرائعة والمصنوعة من طرف التلاميذ بتوجيه من أستاذتهم في إطار ما يسمى بالحس المقاولاتي حسب فهمي الخاص،ومن خلال مدخل القسم الخارجي المزركش بالورود ،وخاصة من خلال طرق بيداغوجية تجمع بين الإبداع والتفنن من ذلك مثلا أن الأستاذة تتعامل بدفتر التناوب الذي يكتب فيه كل يوم تلميذ حصة الدروس،وهو تقليد تناساه الكثيرون رغم أنني أتذكر أننا كنا ننتظر دورنا كما ننتظر يوم النجاح أو الفرح أو العيد لأننا كنا نعتقد أننا نخلد اسمنا…فعلا كنا نخلده..ودفتر الاختبار الذي لا زالت الأستاذة تتعامل به وتسلمه للآباء قصد توقيعه وليس تلك الأوراق المتناثرة التي يقلد فيها بعض التلاميذ توقيع أبيهم ويرجعونها الى المدرس،ومن خلال طريقة جلوس التلاميذ بطريقة ما يسمى دينامية الجماعة ،أن كنت فهمت القصد،المهم طريقة أربعة أربعة في شكل دائري..ولكم التعليق…

إن العمل الجماعي الذي تباشره إدارة المؤسسة مع جمعية الآباء هذه يعتبر نموذجا للتدبير الجيد ،والشفافية التي تصاغ بها بعض العمليان من خلال إشراك مجالس المؤسسة والعمل بالمشروع ومخطط العمل السنوي ومنح الجمعية التعاونية والجمعية الرياضية صلاحية تدبير أمورها عن طريق مكتبها ،يعتبر من النماذج الجيدة التي نتمنى أن تعمم في مؤسساتنا لتحبب الدراسة الى أبنائنا بمساهمة طاقمها الإداري والتربوي وشريكها الأساسي وهو جمعية الآباء خدمة لصالح أبنائنا جيل المستقبل وأملنا في النهوض وسبيلنا الوحيد لتجاوز الحدود …والله الموفق لكل من يسعى الى الصالح العام….كما أتمنى من الصديق قدوري المشرف الأنيق على هذه الجريدة المتميزة زيارة هذه المؤسسة وإعداد تصويروتقرير خاص بها ،وله مسبقا جزيل الشكر،إن سمحت ظروف عمله بذلك.
والسلام.