إحياء ذكرى استقلال المغرب فرصة لشكر نعمة الحرية
ككل شعوب العالم العربي والإسلامي التي ابتليت بالاحتلال البغيض ؛ وتخلصت منه بقدرة الله عز وجل وتضحيات الشهداء يحيى مغربنا الحبيب ذكرى استقلاله ؛ وهو استقلال نحمد الله عز وجل عليه ؛ ونتمنى أن يكتمل بزوال الاحتلال البغيض لمدينتي سبتة ومليلية والجزر الجعفرية ؛ وبالافرج عن رعايانا المحتجزين في معتقلات الموت بتندوف التي لا تختلف عن معتقلات العار في مثل كوانتنامو ؛ وبتحرير فلسطين كل فلسطين وبعودة أهالينا الأعزاء من الشتات ؛ وبتحرير العراق العزيز ؛ ووقف حمامات الدم فيه ؛ وبتحرير أفغانستان الغالية أرض التضحية .
إن المناسبة تقتضي وقفة لا بد منها فالحرية تستحق وقفات ووقفات ؛ فرب مواطنين لا يقدرون نعمة الحرية لأنهم فتحوا أعينهم ووجدوا أنفسهم أحرارا بلا محتل غاصب ؛ لهؤلاء نقول : من أراد أن يعرف نعمة الحرية ويشكر الخالق عليها فلينظر إلى أحبتنا في فلسطين الجريحة ؛ والى أحبتنا في العراق النازف والى أحبتنا في أفغانستان المكلومة؛ هذه الربوع الغالية التي لن تكتمل لنا سيادة بدونها هي التي تكشف لنا عن قيمة نعمة الحرية . إن الحرية هي حياة بلا وجوه غازية شريرة تضمر الشر لأبناء الوطن تفرق صفهم تقرب هذا وتبعد ذاك ؛ تجعل لهم أسماء وألقاب لتزرع الفتنة بينهم .
لأبنائنا الذين قد ينظرون إلى هذه الحرية بكثير من التجاهل واللا مبالاة ؛ وقد لا يكلفون أنفسهم مجرد استحضار الذكرى للحظات عابرة ؛ ولو دقيقة صمت كما يقال ؛ ولو قراءة فاتحة على أرواح طاهرة كانت بعد الله عز وجل السبب في تمتعنا جميعا بنعمة من أغلى النعم ؛ لهؤلاء نقول : اسألوا من سلبت حريته يقول لكم ما هي نعمة الحرية ؟
الحرية ثمرة الجهاد ؛ والجهاد عقيدة في دين الإسلام ؛ والكلمة من مشتقات فعل جهد يجهد إذا جد وكد وشقي ؛ وهذا يتطلب طاقة ووسعا من أجل غاية ؛ والعربي يقول بلغت الجهد في الأمر إذا أدرك الغاية من خلال بذل الطاقة واستفراغ الوسع. والجهاد في دين الإسلام هو عبارة عن إجراءات وأفعال وأقوال من أجل أن يكون الدين لله عز وجل ؛ بمعنى يكون الحكم السائد على وجه البسيطة للخالق لا لغيره ليستقيم أمر الحياة ؛ فأمر الله يقوم على الحق والعدل ؛ وما سواه باطل وظلم . والصراع المحتدم بين الحق والباطل والعدل والظلم والخير والشر حتمية التاريخ ؛ وهو عبارة عن قتال بين فئتين كما صور الوحي ذلك في قوله تعالى : ( الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا ) كل فئة تستفرغ الوسع في الدفاع عن غايتها فأهل الإيمان يقاتلون من أجل الله وأهل الكفر يقاتلون من أجل الشيطان المتأله.
وقد جعل الله تعالى الجهاد محكا ومعيارا لقياس درجة الإيمان ؛ ولا يمكن لأحد أن يدعي الإيمان وهو لا يمتحن في موضوع الجهاد وهو ما يعنيه قواه تعالى : ( أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولما تخذوا من دون لله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون ).
والجهاد هو تأشيرة دخول الجنة لقوله تعالى : ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ).
والجهاد يعود بالنفع على صاحبه قبل غيره لقوله تعالى : ( ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين ).
لكل هذه الأسباب كان الجهاد فريضة واجبة لا مندوحة عنها بموجب الأمر الإلهي في قوله تعالى :(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون ) فالتقوى هي وقاية النفس من سخط الله وعذابه من خلال تنكب ما نهى عنه ؛ وهذا الفعل هو ابتغاء الوسيلة إليه سبحانه ؛ وهي الزلفى والتقرب من خلال الإقبال على ما أمر به ؛ والنتيجة هي الجهاد ؛ من خلال استفراغ الجهد في ترك المعصية ؛ وفعل الطاعة ؛ ولا توجد معصية أكبر من استبدال قانون الله عز وجل بقانون الطاغوت وهو ما يترتب عنه العدوان والفتنة لهذا يحرض الإسلام على مقاتلة الطاغوت كما قال رب العزة سبحانه : ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فان انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين )
إن عقيدة الإسلام تقوم على السلم والسلام عندما يخلى بين الناس وبين حرياتهم في الاعتقاد وفي الحياة ؛ فإذا ما تهددت هذه الحرية حصل العدوان وهو ظلم إذ يجعل الأمور في غير ما وضعت له ؛ وهو أمر لا بد من دفعه وقتال أصحابه ليكون دين الله عز وجل هو السائد وقانونه هو المتحكم ؛ ولا يمكن لقانون وضعي أن يسد مسده من حيث الحق والعدل والخير ؛ ولا يطمئن عاقل لقانون وضعي وهو يعلم أنه محكوم بالظرف لزمانا مكانا خلاف قانون الله الذي هو فوق الظرف ؛ وفوق العيب وفوق النقص ؛ لأن ماكان مصدره كامل فهو كامل بالضرورة ؛ وما كان مصدره النقص فهو ناقص بالضرورة.
وعندما يحتدم الصراع بين الحق والباطل تختلف وسائل وطرق الصراع ؛ وقد جعل الله كل تحرك ضد الباطل جهادا وعملا صالحا ؛ ولقد ذكر من ذلك بعض الإجراءات من باب الاستئناس في قوله تعالى في وصف المجاهدين : ( ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين )
فالصبر على الظمأ والنصب والمخمصة ووطء المواطء المغيضة للعدو والنيل منه كلها إجراءات الجهاد وهو عمل المحسنين أهل الإحسان.
ولقد رفع الله تعالى من شأن المجاهدين في الدرجة والأجر فقال جل جلاله : (فضل اله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما )
والجهاد الحق ماكان المرء فيه مستفرغا وسعه في كل الإجراءات ؛ وهو ما أشار إليه الوحي في قوله تعالى : (وجاهدوا في الله حق جهاده ) .
وإجراءات الجهاد تفوق كل إجراء مهما كان من حيث القيمة والأجر لهذا جاء في الحديث الشريف : (رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها ) ؛ ( ورباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه ) وأهل الجهاد خيار الناس لقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم عندما سئل: أي الناس أفضل ؟ :( مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله ).
إن كل هذا الترغيب في الجهاد يدل على أهميته ونفاسة ثمرته وهي الحرية والاستقلال التي يتشوق لها من حرم منها ؛ ولا يعرف قدرها من أسبغها الله عليه.
لقد سمعت مرارا والحسرة تمزق القلب من المواطنين من يقول : ( يا ليت فرنسا تعود فنعيش عيشة كريمة ) بئست الأمنية وبئس القول والقائل؛ أصحاب هذا القول من السذج والعوام والمستلبين الذين لا يبلغ مدى نظرهم ما دون الشبر ؛ فهم قد انبهروا أمام طرقات شقها العدو على أكتاف آبائهم وإخوانهم وحتى على أكتاف بعضهم ممن عاين الاحتلال وسكك وبنايات ؛ أجل لقد ترك المحتل ما بناه وكان يستغله لسرقة الخيرات ولكن بأي ثمن كان ذلك بثمن الشرف وثمن الهوية وثمن الكرامة وهي عملات صعبة لا توجد إلا في بورصة القيم العالية ؛ لا يلتفت هؤلاء إلى ما خلف المحتل من خمارات وماخورات وجرائم ومآسي وأفعال سيئة من قمار ورشوة وفسوق وفجور وحدث ولا حرج.
وبعض الناس يبخسون المجاهدين جهادهم فيقولون لهم ؛ ولمن ذكر جهادهم بكل وقاحة وقلة حياء : ماذا قدمتم لنا ؟؟ أجل من وجد الحرية بين يديه طبقا شهيا لا يهمه من أعد الطبق !!!
إن الحرية كنز لا بد أن يصان ويحفظ بمواصلة الجهاد على مستوى البناء بالنسبة للأمة التي حصلت على حريتها بعد الجهاد على مستوى القتال. والخيانة كل الخيانة أن يركن المتمتع بالحرية التي ضحى من أجلها غيره إلى الخمول والكسل وتغليب مصالحه الخاصة على المصلحة العامة فيتلف مال الأمة ويدمر بنيتها التحتية ويخرب القيم والأخلاق ويسعى إلى تعطيل شرع الله لصالح شرع الطاغوت.
لقد كانت ذريعة المحتل الفرنسي البغيض لاحتلال أرضنا هي محاولة تقليص الفارق بيننا وبينه حضاريا وماديا وتكنولوجيا ؛ هكذا ادعى وصدقه المغفلون حتى كشفت الأيام عن نواياه الخبيثة المتمثلة في استنزاف الخيرات وطمس الهوية الإسلامية واستبدال شرع الله بشرع الطاغوت لضمان استمرار الاحتلال أكبر فترة ممكنة. فمن عمل على تخلف الأمة وتأخرها مع الدعوة إلى أيديولوجيا المحتل فهو خائن بامتياز لدينه ولوطنه ولأمته .
ما أكثر عبر الاحتفال بالاستقلال ولكن عبرة واحدة تجزي عن كل العبر إنها شكر نعمة الحرية ؛ والشكر لا يكون باللسان بل بالحال والفعال .
رحم الله شهداء الاستقلال واسكنهم فسيح الجنان وبارك الله فيمن عاش من المناضلين وعاش المغرب حرا أبيا لا يهدأ لأحراره بال حتى ينكسر قيد المدينتين والجزر وقيد المحتجزين وقيد فلسطين والعراق وأفغانستان ويزول كابوس الطغيان في كل مكان وكل عام والمغاربة بألف خير .
30 Comments
الله ……..الوطن…………الملك
je veux un article de aïd al istiklal du maroc
الاستقلال هو تحرير البلاد من المستعمر .
je vx un sujet pour istiklale
أشكركم على هذه المقالة لكني اطلب منكم أن تلخصوا ولو قليلا حتى يسهل علينا نقله او طباعته
ANA BARA LES FOTO DE 3ID LISTI9LAL
vive le maroc et le roi mohamad 6
i ya po de plu mieu ke le maroc ! vive le marooooooooc
c bien le sujet ,, bon courage
BON COMMENTERE CHER OMAR
أتمنى منكم عرض شعارات حول هذا الموضوع و يحيى مغربنا الحبيب
inna l hourriata hiya ni3ma
svp y’aurai pas des articles sur el istiklal lil maghreb j’ai un dev a faire merci d’avance ^^ lol
allah alwatane almalik
c’est ce que nos jeunes doivent savoir que nos martyres ont sacrifie leur vie pour qu’ont vive libre et que tout les marocains doivent se mobiliser pour conserver notre indepondance de nos innemis voisins et quelques intrus vivr le mroc uni et fort qu’on reste fidels a notre devise eternelle dieu roi patrie el hassane mesho presidant de la federation des assotiations culturelles amazighes
حياة الاستقلال والحرية شارفت على الانتهاء بعد اعمال ابتزاز اسبانيا للمغرب اثر شغب لعيون.فالله المعين
merci le maroc c est la vie
merci le maroc oui c est la vie
chokran 3ani anas
brit lmoula5s dial 3n hadihi al ma9ala bach tshl 3lina kitabatouha et nachrouha merci vive le marooooooooooooooooooooooooooc c est la vie
tahiyati lkol li ssaham hta sta9l lmaghri ou kmlat lwaha torabiya dyalo
alah alwatan almalik
dima al marrib o allah alwatan almalik
vive le Maroc_ et merci
VIVE LE ROI
:D :D :D
vive maroc et roi mohamed 6 et et tout le roi de maroc .merci
vive le maroc
c’est très bon
ya laytana kouna nahissou bi dif9 bladni kouna 3arfna 9imatahou
XOKRAN 3ANI ALMA9AL LAKIN 3ALAYKOM TALKHISO8