متى ينتبه المسؤولون لمعاناة عمال شركة الحراسة والنظافة بالمؤسسات التعليمية بنيابة جرادة
أمام قلة الأعوان المكلفين بالنظافة والكنس والطبخ والحراسة بالمؤسسات التعليمية، ونظرا للتأثير السلبي الذي يحدثه الخصاص في أعوان النظافة والحراسة والطبخ على تدبير الأقسام الداخلية والخارجية لهذه المؤسسات. ومع استنفاذ إمكانية توظيف هذا الصنف من الموظفين – كما تقول وزارة التربية الوطنية – لجأت هذه الأخيرة إلى تفويت خدمات الحراسة والتنظيف إلى القطاع الخاص.
وفي هذا الإطار قامت الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين بإبرام 110 صفقة مع شركات خاصة استنادا إلى دفاتر تحملات منذ 2007. وقد ربحت صفقة الحراسة والتنظيف بنيابة جرادة الشركة المسماة سوشابرو ، والذي يوجد مقرها بوجدة، حيث تقوم ومنذ بداية الموسم الدراسي 2007- 2008 بالحراسة والنظافة والطبخ بعدد من المؤسسات التعليمية بالنيابة كإعدادية جرادة – إع سيدي محمد بن عبد الله.
إع حاسي بلال- إعدادية ابن الهيثم- ثانوية الزرقطوني – ثانوية جابر بن حيان- نيابة جرادة كما في المؤسسات التعليمية بعين بني مطهر وتويسيت و..
شركات الحراسة الخاصة بجرادة تمتص دماء الشباب العاطل تحت صمت المسؤولين:
يعاني عمال وعاملات هذه الشركة، ومعظمهم من الشباب المعطل الذي داسته عجلات قطار البطالة الممتدة سككه على طول البلاد وعرضها، من العمل في ظروف وأجواء قاسية ودون توفر أدنى شروط العمل التي يخولها لهم القانون المنسي على الرفوف . فراحوا يعانون في صمت ويلفظون آخر نفس للكرامة التي سلبهم إيّاها انتماءهم لهذا الوطن.
فهم يعملون بالمؤسسات التعليمية المذكورة لمدة تزيد عن السنتين دون أن يتمكنوا من الحصول على وثيقة تثبت عملهم بها، وحتى عقد العمل الذي وقعه هؤلاء مع الشركة لم يكن لهم الحق في الاطلاع على بنوده، حيت يخفي مسؤولو الشركة هذه البنود ويترك للعامل فقط مكان التوقيع. أما الراتب الشهري فلا يتعدّى1000 درهم بالنسبة للحراسة و 500 درهما بالنسبة للنظافة والطبخ بالداخليات، ( رغم أن الحد الأدنى الشهري للأجور المطبق منذ دخول مدونة الشغل حيز التطبيق في07 يونيه 2003 هو 1917,76دهـ )ويعمل معظم هؤلاء 12 ساعة أو يزيد. ( رغم أن مدة ساعات العمل اليومية حسب مدونة الشغل لا ينبغي أن تتعدى 8 ساعات). وهم غير مؤمنون لدى الضمان الاجتماعي،ولا يستفيدون من التعويضات العائلية رغم أن بعضهم متزوج وله أطفال. وبعضهم أصبح يعاني من أمراض عصبية ونفسية جرّاء الإرهاق الناتج عن عدم النوم والعمل لساعات طويلة. وفي كثير من الأحيان يتماطل صاحب الشركة في أداء » مستحقات » أو قل إن شئت دريهمات هؤلاء المستضعفين لمدة الشهرين والثلاثة أشهر، مستفيدا ولا شك من غياب أي تدخل للجهات المسؤولة ، ومن إغفال الجمعية الحقوقية بالمدينة والنقابات العمالية الدفاع عن هؤلاء.
ومن اضطرار هؤلاء العمال المغلوبين على أمرهم للزوم الصمت خشية العودة لأحضان البطالة القاتلة، عملا بالمثل الشعبي القائل : » اللي ما اقنع بخبزة يقنع بنصها » .
يحدث كل هذا على مرأى ومسمع المسؤولين. وداخل فضاءات يراد لها العمل بمقاربات جديدة كالمقاربة الحقوقية ، ومرصد القيم، والسلوك المدني ،والتربية على المواطنة و… وعلى مرأى ومسمع مفتشية الشغل التي لم تحرك ساكنا .
ولقد سبق للسيد عامل الإقليم أن وعد في اللقاء الذي جمعه بممثلي النقابات التعليمية بحضور السيد رئيس المجلس الإقليمي والسيد ممثل المجلس البلدي بجرادة يوم 19/11/2008 بوضع حد لهذه التجاوزات.
– فمتى يتحرك المسؤولون لإنصاف هؤلاء العمال والعاملات بتخفيض ساعات العمل، واحترام الحد الأدنى للأجور، والاستفادة من التأمين حتى لا تبقى بنود مدونة الشغل حبيسة الرفوف ولا يرى لها أثر على أرض الواقع؟
– ومن الذي يحرك مسطرة المتابعة القضائية ضد شركة سوشابرو التي بات لا هم لها سوى تحقيق الأرباح على حساب الكادحين المحرومين المستضعفين؟
ومتى يستيقظ الضمير ، وتعلو كلمة الحق انتصارا للحق، للعدل، للكرامة الآدمية التي داستها شركة سوشابرو؟والتي أمر الله تعالى أن تحفظ وتصان. قال تعالى: ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ).وقال عز من قائل: ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعضكم لعلكم تذكرون). أتمنى أن يكون ذلك قريبا. وإلى مقال آخر في نفس الموضوع أستودعكم الله . لا إلاه إلا الله محمد رسول الله .
جرادة في : فاتح يناير
Aucun commentaire