مديرو المؤسسات بتاوريرت …..قادرون على التحدي…..
انتقلت الى مؤسسة علال بن عبد الله الابتدائية للمساهمة في تأطير يتعلق بالتكوين المتمحور حول النتائج يخص مدبري المؤسسات التعليمية . وجدتها مؤسسة نظيفة أنيقة تذكرك بأيام العز والرخاء عندما كان المعلم ضمن طبقات المجتمع المميزة،مؤسسة يشهد تاريخها بمجد عامر وحاضرها برقي غامر .وجدت أيضا مديرا أنيقا لطيفا شابا متألقا بشوشا مبتسما كله حيوية وإبداع ،وجدت قاعة من النوع المتميز قد لا توجد بأية مؤسسة كانت على الصعيد الوطني من كراسي نصف أريكة تتسع لأكثر من 70 فردا وحواسب من المستوى المتطور وتلفاز جيد ومكيف للهواء وكل مستلزمات العمل ،انها قاعة بمؤسسة ابتدائية شيدت بفضل جهود إدارتها وما استقدموه من مساعدات عن طريق المحسنين وبرنامج التنمية البشرية.
بعد الثامنة بقليل بدأ السادة المديرون يتوافدون على القاعة ,وكنت أتأمل في كيفية انجاز هذا العمل الذي يحتاج الى دقة وصبر وإشراك وتوضيح وتمليح ،إن لم توفر له ظروف مناسبة فسيخرج المدبرون خاوي الوفاض .
بصدق كنت أتساءل مع نفسي هكذا. حوالي الثامنة والنصف حضر السيد النائب الإقليمي لنيابة تاوريرت وألقى كلمة بالمناسبة ثم غادر القاعة ،وما فتئ يتتبع جل فقرات التكوين بين الفينة والأخرى.
جل فقرات التكوين كانت عبارة عن لمحات عامة لبعض فقرات التدبير المتمحور حول النتائج والذي يعتبر نمطا أصبحت تعتمده بلادنا في مجال الميزانية والتربية الوطنية. يعتمد هذا الأسلوب على سلسلة نتائج يعدها المدبرون داخل وحدتهم انطلاقا من مدخلات تتجلى في الوسائل المادية والمالية والبشرية ،وأنشطة تتجلى في الأعمال التي من شأنها تحقيق النتائج المسطرة والتي تتمثل في المخرجات وهي النتائج الأولية القصيرة المدى وآثار وهي النتائج المتوسطة المدى ووقع كأن يتعلق الأمر بتعميم التمدرس أو محاربة الهدر المدرسي وغيرها من النتائج التي يمكن تسطيرها والعمل على تحقيقها ،ولكل ذلك لا بد من توقع مخاطر قد تحول دون تحقيق النتائج المسطرة والتي قد تكون ضعيفة على مستوى النتائج الأولية القصيرة المدى ومعتدلة على مستوى النتائج المتوسطة المدى وقوية على مستوى الوقع أي النتائج البعيدة المدى .ولابد اذن من توقع إستراتيجية التخفيف لهذه المخاطر التي تختلف حدتها وتأثيرها من الضعف الى الاعتدال الى القوة.
وعندما انتقلنا الى العمل بالورشات أبان السادة المديرون على جدية وكفاءة عالية وتفاني في العمل مما مكنهم من تحضير سلسلة نتائج لم أكن أتوقع إن يصلوا حتى الى نصفها ، ومن ذلك مثلا سلسلة
الورشة 4 والتي رسمت وخططت لتحقيق :
– وقع يتجلى في تقليص نسبة الهدر المدرسي بمؤسسة تعليمية.
– الآثار :
ثم تقليص نسبة الهدر المدرسي ب 50 في المائة.
– المخرجات: – أي النتائج الأولية- ظهور بوادر التحسن لدى بعض التلاميذ .
تحسين الكفايات القرآنية.
الرفع من مستوى التحصيل.
الرغبة في التحصيل لدى المتعلمين.
تقلص نسبة الغياب ب….
–
هذه النتائج تحتاج الى مدخلات تمثلت في :
– تعبئة الموارد البشرية.
– توفير الموارد المالية واللوجستيكية.
– البحث عن شركاء وفاعلين
– وضع خطط عمل ممنهجة.
– ….
ولابد أيضا من قيام أنشطة لتحقيق تلك النتائج وانطلاقا من الوسائل المتوفرة أي المخلات وهي حسب اقتراح نفس الورشة:
– ثم تكثيف حصص الدعم.
– ثم تحفيز المتطوعين في العملية.
– ثم تنظيم أنشطة موازية.
– ثم التواصل بين المؤسسة والمحيط.
– ثم التحسيس بأهمية بيداغوجية الدعم.
– ثم توفير فضاء ملائم للدعم.
اخترت نتائج هذه الورشة و عن طريق الصدفة ودون تعليق على عملها على اعتبار أنها كانت أول سلسلة إلا أنها وكغيرها من الورشات تحمل بصمات رسمها السادة الذين تحدثوا باسم كل ورشة بحنكة وكفاءة عالية ومقدرة متميزة .
وفي مجال آخر يتعلق بتحمل المسئولية والذي تميز أكثر من غيره بحوار ساخن بين أعضاء الورشات حول مفهوم تحميل المسئولية وحدوده وأبعاده ،ومن هذه الورشات اخترت واحدة بالصدفة أيضا والتي أتفق أعضاؤها على ما يلي :
– اعتماد الشفافية واقتسام المعلومات.
– استحضار البعد التشاركي.
– إعطاء القدوة الحسنة.
–
حسن اختيار النواة الصلبة وتوسيعها تدريجيا.
– اعتماد مبدأ التعاقد والمساءلة.
– وضع ميثاق شرف.
–
اعتماد مبدأ الحوار والابتعاد عن منهج التسلط.
– احترام المواهب والميولات في إسناد المسئوليات.
– التحفيز المادي والمعنوي.
– تكوين الموظفين حسب الاختصاص.
– توسيع هامش المبادرة وإعطاء الموظف ضمانات قانونية لحمايته.
انه فقط نموذج من النماذج التي قدمتها إحدى الورشات والتي كانت كلها مبينة على عمل جاد ومتميز ومختلف وإحساس بالمسئولية.
وفي مجال التخطيط الاستراتيجي وضعت عليهم سؤالا حول رأيهم في إطار المنحى الجديد للتخطيط الاستراتيجي لقطاع التعليم المدرسي ،وماذا يمكنهم عمله بطريقة مغايرة؟
وكان جواب إحدى الورشات الأربع كما يلي :
1- ضرورة انطلاق كل تخطيط استراتيجي من القاعدة الى القمة وإشراك جميع الفاعلين المحتملين .
2- استصدار قوانين تلزم كل الشركاء بالانخراط في التخطيط الاستراتيجي في قطاع التعليم.
3- ربط الترقي بالمر دودية.
4- نهج سياسة الاحتضان.
5- تفعيل التوصيات الصادرة عن منتديات الإصلاح.
6 مراعاة خصوصية كل جهة خلال تسطير أي مخطط استراتيجي يهم المنظومة.
7- إعادة النظر في أدوار :هيأة المراقبة- الاستشارة والتخطيط- الخريطة المدرسية.
وكان ضمن محاور التكوين إطار النفقات المتوسط المدى وهي أداة إستراتيجية تهدف الى تخصيص موارد للأولويات الإستراتيجية مع ضمان انضباطي ميزانياتي إجمالي كما أنها أداة برمجة ثلاثية متحركة تمكن من تدبير ميزانياتي متعدد السنوات.وفي هذا المجال انتقلنا الى مخطط العمل المتوسط المدى المميزن وهو أداة إستراتيجية تحدد بصفة ملموسة ،ثم مخطط العمل السنوي المميزن وهو أداة تحدد لكل نتيجة إجرائية ولكل نشاط سينجز الأعمال التي يرتقب القيام بها والمسئولون عن الأنشطة داخل الوحدة ومدة انجازها وكلفتها . ثم لوحة القيادة وهي أداة تدبيرية تمكن من تشخيص حالة تقدم الأنشطة المرتقبة لتحقيق النتائج وتحدد مصدر المعلومة والفارق في حالة وجوده والتدابير اللازمة لتحقيق النتيجة المستهدفة داخل أجل جديد.
ما استوقفني من هذا التكوين والذي أشرت فقط الى فقرات بسيطة مما راج فيه والذي كان متميزا نظرا للكفاءة المتميزة والقدرة على الإبداع والتفكير والتي أبرزها المدبرون من خلال استيقافي عند كل صغيرة وكبيرة كنت أحيانا أؤجل الإجابة للبحث عن بعض المعطيات ،وما أثار إعجابي أيضا الطريقة التي كان يقدم بها أعضاء الورشات ورقتهم بالثقة و المسئولة والدقة المحمولة والطلاقة المليئة بالعبارة ،كما استوقفني حبهم للمشاركة ورغبتهم في المساهمة حتى أننا كنا أحيانا نصل الى سبع ساعات في اليوم وأحس بأعينهم تتدلى وسمعهم يتدنى وصوتهم يخفت فأنهي اللقاء دون أن أسمع منهم كلمة امتعاض أو ملل أو كلل .
صحيح قد يستوفني البعض ويجيبني بأنني أبالغ ،الا أنني أجيبه بأن صور تقارير الورشات بحوزتي وعملهم في الميدان يفوق رغبتي حيث أحضر لي بعضهم أنشطة متميزة وشراكات متنوعة سأعمل مستقبلا إن وفقني الله الى ذلك على زيارة بعض هذه المؤسسات ونشر أعمالها والتي قد تفاجئ القارئ الكريم لما تحمله من إبداع ومن تفنن ومن حيوية ومن نشاط ومن مساهمة من كل طاقم المؤسسة رغم قلة الإمكانيات ورغم فقر المنطقة ورغم …ورغم …
أرجو أن أكون قد بلغت الأمانة أمانة مدبرين فاقوا تصوري ومسيرين قادرين على رفع التحدي إن وفرت لهم ظروف ذلك.
2 Comments
شكرا لادارة ثانوية الفتح التي وفرت لنا الاقامة والتغذية
الاعتذار الذي أرسل الى ادارة ثانوية الفتح التاهيلية كان من طرفي ،وأجدد لهم التحية على جهودهم ومثابرتهم وجديتهم وتوفير كل الظروف المناسبة والتغذية الملائمة والاقامة الدائمة ،أدامهم الله ووفقهم لما فيه خيرهم وخير خلق الله