عبدالعزيز بروح عنوان للإبداع بجميع تجلياته، الكتابة والمسرح والموسيقى عشقه الابدي
محمد حطحوط
دعواتكم بالرحمة والمغفرة وفسيح الجنان لاخينا المرحوم عبدالعزيز بوروح
اللهم اغفر له و ارحمه واسكنها فسيح جناتك،اللهم جدد عليه الرحمات .اللهم نقه من الذنوب و الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس واغسله بالماء والثلج والبرد.اللهم أبدله دارا خيرا من داره و أهلا خيرا من اهله،اللهم نور قبره بنور القرٱن ٱمين يا رب العالمين
وبهذه الايام المباركة نعيد عليكم نشرة ذهوالورقة في حق الاخ بوروح عبدالعزيز
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى ٱله وصحبه اجمعين
احييكم ايها الأحبة الكرام متتبعي صفحتي التي خصصتها دائما للنبش والغوص في ذاكرة الزمن الجميل لمدينة تاوريرت بداية من الميدان الرياضي والان الميدان الثقافي ونطلب من الله طول العمر للمزيد من البحث والتنقيب عن أشخاص ابدعوا وتألقوا لكن سرعان ما طواهم الزمن والنسيان
أخواتي إخواني مازلنا على وعدنا على تقديم شخصيات أبدعت في الميدان الثقافي خاصة مع الفعل الثقافي المتميز والراقي لجمعية الأمل الثقافية التي مهما وصفناها ومهما ذكرنا بصداها فلن ننصفها نظير ما قدمته لناشئتنا ومثقفينا ٱنذاك ايام الزمن الجميل
حلقتنا اليوم بعنوان عبدالعزيز بوروح الجامع المانع المربي الفنان الكاتب الشاعر السياسي المناضل،نعم انه الصديق والأخ العزيز الذي رحل عنا ذات يوم وهو في اوج العطاء والبذل بسخاء ،اللهم ارحمه واغفر له وانس وحشته ووسع قبره ،اللهم اجعل في هذه الأيام المباركة عيده في الجنة أجمل ،اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة وارحمه رحمة تسع السماوات والأرض واجعل قبره في نور دائم لا ينقطع واجعله في جنتك ٱمنا مطمئنا ،
نعم لقد استطعنا بعون الله وبعون من الاخ عبدالسلام بوروح شقيق سي عبدالعزيز الذي بدوره كانت له أدوار مهمة ومرموقة بجمعية الامل و له عدة كتابات وتدوينات على صفحات المواقع الاجتماعية تؤرخ لهذا الفعل الثقافي الساطع بمدينة تاوريرت وخاصة الفرقة الموسيقية ،نعم كما قلت استطعنا ان نوفر لمتتبعينا ولو قسطا يسيرا من السيرة الذاتية الغنية بالإنجازات والاستحقاقات والنضالات للمرحوم عبدالعزيز سواء مع جمعية
الأمل او في مجالات اخرى كثيرة ومتعددة، سي عبدالعزيز وباقي ابناء دوار المخزن من جيلي كإنسان اعرفه جيدا سواء بالمدرسة او بالمدينة او بالملتقيات التي كان يقوم بتنشيطها او المشاركة فيها هو طيب جدا خلوق خدوم لا يتوانى في التعاون والنصيحة تستفيذ منه اذا جالسته،
المرحوم عبد العزيز بوروح من مواليد سنة 1957 في دوار « ابرارت » بقبيلة اجزناية دائرة اكنول في الريف الأوسط. * في نهاية الخمسينات انتقل ابوه الذي كان في صفوف القوات المساعدة للعمل في مدينة وجدة وفي بداية الستينات انتقل الى مدينة تاوريرت. واستقر في داور المخزن وفي هذا الحي الشامخ البسيط والمطل على المدينة عاش المرحوم مرحلة الطفولة والشباب بهذا الحي البسيط الذي عاش فيه مع اصدقائه والذين قدموا تقريباً من كل مناطق المغرب وفي رصيدهم فقط عاداتهم وثقافاتهم وثراتهم الشعبي والذين كانت تجمعهم لحمة كبيرة ولا يفترقون الا لولوج منازلهم فتحية لجميع المجموعة كل واحد باسمه ،، في هذا المحيط الغنى بالموروث الثقافي والفني ترعرع المرحوم وأبناء جيله من أبناء الدوار وطبيعي ان ينعكس هذا على عطاءهم الثقافي والفني ،بدا سي عبدالعزيز مساره التعليمي بالمدرسة الابتدائية العريقة علال بن عبدالله الابتدائية ثم إعدادية علال بن عبدالله والتحق بعد ذلك بمدينة وجدة بثانوية عمر بن عبد العزيز ليلج بعد ذلك مدرسة المعلمين ليعين بعد ذلك في مجموعة مدارس تابعة لمدينة ڭرسيف – سطح لمغاسل – فريطيسة وبعدها عين في تالوات نواحي تاوريرت ليلتحق بعد ذلك بمدرسة العرفان بتاوريرت وبعد إحداث نيابة مدينة تاوريرت سنة 2000 التحق بقسم الانشطة الثقافية والفنية والرياضية وختم مساره المهني كمقتصد بالثانوية الاعدادية حمان الفطواكي إلا أن توفى رحمه الله وهو على عتبة التقاعد يوم 17 يناير 2017.
مساره الفني والثقافي بدأه منذ التحاقه بإعدادية علال بن عبد الله حيث بدأت أولى بوادر الكتابة والإبداع تنمو لديه ,وترعرع في دوار المخزن الذي اجتمعت فيه ساكنة قادمة من كل جهات المغرب محملة بعاداتها وثراتها من فنون وأهازيج والتي كانت تغنى في الافراح والمناسبات وحتى في اللقاءات بين شباب وشابات الحي ,هذا ما دفع الشباب من جيل المرحوم من تكوين فرقة موسيقية برزت مع الفترة الغيوانية ,وكانت هذه الفرقة مكونة بالاضافة للمرحوم الذي كان الكثير من الشباب يلقبونه بباطما تيمنا بالمرحوم العربي باطما , من الاخوة عماري محمد مايسترو الفرقة ومصطفى غربي ولشهب ناجم وعماري عيسى ,هذه الفرقة التي شاركت افراح الكثير من العائلات في المدينة انطلاقاً من حفلات الزواج حتّى نجاح التلاميذ في الاقسام الاشهادية ,كل هذا من دون أن تأخذ أي مقابل لذلك بل كانت ترفضه رفضاً قاطعاً حينما يعرض عليها ,طبعاً مع تاسيس جمعية الامل الثقافية , اتجهت هذه الفرقة في مسار آخر في التأسيس للاغنية الملتزمة بالمدينة وشاركت هذه الفرقة في مهرجانات الاغنية الشعبية في وجدة وفي كل الأسابيع الثقافية التي نطمت في المدينة وفي جامعة فاس وفي مدينة جرادة , لا يسعنا المجال هنا للتطرق لكل مساهمات هذه الفرقة في المجال الابداعي والثقافي والفني للمدينة .وكان المرحوم من العازفين على الالات الوترية إضافة إلى مشاركته في التأليف والتلحين, اما عن كتاباته فقد كان يكتب في العديد من الجرائد الوطنية والجهوية. وفي مقدمتها جريدة أنوال وجريدة المنظمة وجريدة الأنوار وجريدة الصباح وجريدة الخبر وجريدة الشرق وجريدة السياسة الكويتة الصادرة بالمغرب وغيرها .وكان يوقع مقالاته وكتاباته بـ: أبو وليد ,ابو اسماء وابو ريم. وهي اسماء ابناءه الثلاثة.
وخاض تجربة المسرح المدرسي منذ التحاقه بسلك التعليم و كان من الوجوه البارزة في الجهة الشرقية في هذا المجال خصوصاً عندما كان مكلفاً بالانشطة بنيابة التعليم بالمدينة ومن أهم مسرحياته: المدينة الوحش و التي نالت الجائزة الأولى في المهرجان الجهوي للمسرح سنة 1995.
كما انخرط مبكرا في العمل السياسي كمدرسة أخرى، فاحتضنته منظمة العمل الديمقراطي الشعبي. وكتب على صفحات جريدة أنوال و جريدة المنظمة وفاء لخطهما التحرري والنضالي مستحضرا واقع مدينته تاوريرت كنموذج. و كان من المؤسسين لحركة الشبيبة الديمقراطية بالمدينة . وبفضله قدمت للمدينة إشعاعا قل نظيره . فتتلمذت على يده العديد من الأطر وفي مجالات مختلفة (الكتابة والمسرح والزجل والغناء الملتزم و العزف. وقد أهلته فاعليته وأنشطته بجد واجتهاد إلى أن ينتخب عضوا بالمكتب الوطني لحركة الشبيبة الديمقراطية وساهم في تطوير أداء هذا الإطار الشبيبي محليا ووطنيا.وقد اصدر هو ورفاقه في هذا الاطار جريدة « حشد » والتي كان يرأس تحريرها وقد كانت تجربة إعلامية متميزة احتضنت الكثير من الاقلام المحلية التي كانت تتماشى مع خطها التحريري.
وقد جمع بعض كتاباته الزجلية في كتاب اختار له عنوان: » الخبزة » و كان له مشروع ديوان جاهز للطبع عنونه » برنامج انتخاباوي لمرشح خاوي » . و له مجموعة من الإبداعات في القصة القصيرة والخواطر و الرسومات الكاريكاتيرية .
كما كانت له حوارات ممتازة بالإذاعات الجهوية والوطنية المسموعة والمرئية وبالخصوص القناة الثانية والثامنة مدافعا عن مؤهلات المدينة الثقافية والتراثية.
مساهماته في المجال الفني والثقافي في المدينة لم تتوقف فهو من كان مديرا لمهرجان تاوريرت, كما أن فكرة القيام بمهرجان المنكوشي السنوي هي من فكرة المرحوم و هو أول من أثارها للتعريف بالتراث المحلي وأنجز العديد من الأعمال الكبرى داخل جمعية واحة الإبداع مع الصحفي و الكاتب بوعلام غبشي.
وفي مجال النهوض بالعمل الثقافي أسس المرحوم إطارا ثقافيا يحمل اسم : جمعية رابطة القلم للثقافة والفن .
ومواكبة للحركة الثقافية والإبداعية على الصعيد الوطني والمتمثلة في تأسيس صالونات ثقافية وإبداعية و فكرية لاحتواء الإبداع و الثقافة كان حريص أشد الحرص على الاشتغال داخل هذا الإطار
افتقدته المدينة التي قدم لها الكثير في المجال الثقافي والفني وكل ذلك بصمت و لم يأخذ أي شيء بالمقابل كان نموذجا للمثقف الملتزم المضحي الذي يحترق لينير دروب الآخرين. افتقده المسرح المدرسي تأليفا و إخراجا و تتبعا وتدريبا.
طبعاً لا يسعنا هنا المجال لتسليط الأضواء على كل ما قدمه المرحوم للمدينة في مجال الابداع والثقافة والفن, هذه فقط بعض المعلومات التي استقيناها من ما كتبه اصدقاءه عنه في مواقع التواصل الاجتماعي ،سي عبدالعزيز الذي كانت لا تفارقه الابتسامة كما كانت كذلك لا تفارقه محفظته حتى في ٱخر ايام حياته نظرا لتشبثه وتشبعه بالكتابة والبحث واغناء المجال الثقافي بتاوريرت ،رحمك الله اخي عبدالعزيز رحمة واسعة تسع السماوات والأرض ورزق جميع اهلك وابنائك جميل الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون،والشكر الكبير موصول للأخ عبدالسلام بوروح شقيقه الذي أغنى هذا المقال بتعاون و سخاء وكما جاء على لسان عديد الأصدقاء فمن أرتوى من ينابيع بوروح عزيز واسرته هو سي عبدالسلام الذي استلم المشعل وتفنن في نظم الشعر والنثر والكتابة رغم عمله كبنكي منغمس بين الرموز والأرقام التي لم تمنعه من تتبع سيرة أخيه عبدالعزيز رحمه الله ،ونعدكم متتبعينا أننا بصدد البحث لتقديم شخصيات اخرى من جمعية الأمل اولا بأول انجاز
Mohamed Hathout
Aucun commentaire