بدر المقري
لعل مما يمكن استخلاصه من شخصية هذه الحلقة من سلسلة (ذاكرة وجدة المعرفية)، ما يأتي:
1- ضرورة إنجاز عمل أكاديمي يختص بمدينة وجدة، في إنتاجات الكتاب والأدباء والفنانين والرحالة الغربيين.
2- وجوب استثمار المساحات الثقافية التي يوفرها مسار مدينة وجدة التاريخي، سواء أكان قديما أم وسيطا أم حديثا أم معاصرا أم راهنا، في أشكال متنوعة من الصناعة الثقافية. ولعل الأولوية يجب أن تعطى لإنشاء متحف الفن والتاريخ بالمواصفات المعتمدة دوليا.
وقد اجتبيت في هذه الحلقة أنموذجا يوطد ما دعوت إليه. إنه رجل الدولة الفرنسي (أوجين روار)، الذي ولد يوم 22 غشت 1872 وتوفي يوم 6 يوليوز 1936.
وليس هناك شك في أن علاقة (أوجين روار) بمدينة وجدة ليست مرتبطة بمساره السياسي في إطار اليسار الديموقراطي، أو بباعه الطويل في القطاع الزراعي، بل هي مرتبطة بمجال الكتابة الأدبية.
فقد كان (أوجين روار) من خلص أصدقاء الكاتب الفرنسي المشهور، (أندري جيد)(1869-1951). وقد اكتشفت في الجزء الثاني من المراسلات المتبادلة ما بينهما (1902-1936)، والتي صدرت سنة 2006 في مدينة (ليون) الفرنسية في حوالي 616 صفحة، أن (أوجين روار) كان مقيما بوجدة ما بين أواخر يوليوز وبداية غشت 1911. وليس مستبعدا أنه كان في مهمة شبه رسمية لدى الجنرال (توطي)، قائد الجيش الفرنسي في مدينة وهران.
ولما كان الخيال فسحة جائزة في انتظار تأسيس متحف للفن والتاريخ بمدينة وجدة، فإنه لا بأس أن نحلم بأصل الرسالة المتبادلة ما بين (أوجين روار) و (أندري جيد) والتي ورد فيها ذكر مدينة وجدة، معروضا في ذلك المتحف.