الفرقة الموسيقية لجمعية الأمل الثقافية
ظروف النشأة وسياق التأسيس
الجزء الثالث : تكوين الفرقة الموسيقة للجمعية.

في أواخر السبعينيات شاركت المجموعة في مسابقة غنائية نظمت في دار الطالب بين فرق موسيقية بالمدينة , غنت فيها أغاني ناس الغيوان فقط, أغنية ’’الصينية ’’ و أغنية ’’سبحان الله صيفنا ولا شتوة ’’ والتي تعتبر من أجرأ أغاني ناس الغيوان ,تتطرق فيها لجور الحكام وظاهرة للرشوة ,أمام ذهول الحضور وأعضاء اللجنة. رغم أنها غنت بطريقة متميزة لكن اللجنة لم يكن يصح لها آنذاك أن تمنحها الفوز بالمسابقة لان الفرقة الفائزة ستغني في حفل في المسبح البلدي أمام السلطات المحلية وحسنا فعلت.

هذه المسابقة كانت مناسبة للقاء بين أعضاء المجموعة وأعضاء من فرقة مسرحية كانوا حاضرين هناك وبتشجيع من طرف طلبة يتابعون دراستهم الجامعية بمدينة فاس ومدينة الرباط أسست جمعية الأمل للمسرح والموسيقى كان مقرها في الأول بالحي القديم وحددت هدفا لها هو’’ بعث الثقافة ونشر الوعي التربوي ورفع مستوى الفكر الاجتماعي بين طبقات الشعب’’

الفرقة المسرحية أخذت مسارها موازاة مع الفرقة الموسيقية وساهمت بشكل كبير في نشر الثقافة المسرحية بالمدينة وحققت قفزة نوعية في النهوض بالمجال الثقافي في المدينة.
-وهذا ما سأتطرق له لاحقا في مقالات تخص أنشطة جمعية الآمل الثقافية التي كان المسرح عمودها الفقري –

الفرقة الموسيقية ستعرف بعد ذلك مسارا أخر في تطورها ونقطة تحول مهمة في تاريخها بعد اشتغالها في إطار جمعية الأمل للمسرح والموسيقى- جمعية الأمل الثقافية لاحقا- كان يفرض عليه المزيد من البحت والتكوين والانضباط لتقديم غناء ملتزم شكلا ومضمونا أمام جمهور في القاعات يريد أن يسمع الجديد وهي بذلك لا تمثل نفسها فقط وإنما تمثل جمعية لها أهدافها.
كان أول نشاط قدمته الفرقة مع الجمعية هو مشاركتها الفرقة المسرحية أمسية بدار الطالب قدمت فيها بالإضافة لاغاني ناس الغيوان و لأول مرة أوبيريت تحت عنوان السمسار أضافت لأعضائها تجربة جديدة في المسرح الغنائي استفاذت منه في التحرك فوق الخشبة وتحطيم سكونية الفرجة ,, طبعا لن تقدم الفرقة بعد ذاك عملا مسرحيا إلا أن الأخ عماري والذي يعتبر عضو بارز في الفرقة سيشارك بدور رئيسي في مسرحية ’’نجوم وقمر’’ لعب فيه شخصية ’’لمسيح’’هذه المسرحية قدمتها الجمعية في إطار المهرجان السنوي لمسرح الهواة بوجدة ونالت هذه المسرحية المرتبة الثانية بعد جمعية المسرح العمالي.التي فازت بدورها بالمرتبة الاولى على الصعيد الوطني ومثلت المغرب في الملتقى العربي للمسرح في العراق.
مقابل ذلك كان كذلك أعضاء من فرقة المسرح يشاركون أحيانا الفرقة الموسيقية الغناء.

كانت حصص تداريب الفرقة مستمرة دائما في الحي وفي نفس الأمكنة ورغم أن روح الدعابة والمرح -التي يخلقها الأعضاء أنفسهم أو نخلقها نحن- والذي لا بد إن يرافقا تلك الحصص إلا أن أعضاء ها -لشعورهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم -كانوا يحاولون ما أمكن الانضباط والتركيز على التدريب خصوصا حينما تصادفهم صعوبة بعض الأغاني,, استحضر هنا مقطعا موسيقيا صعبا من أغنية جديدة لناس الغيران حاول الأخ عماري محمد أن يفك رموزه وهو يداعب مرارا وتكرارا آلة البانجو السحرية الشيء الذي دفعه أن يأخذ مكانا مواريا للتركيز مبتعدا عن شغبنا , بعدها عاد ألينا وعلامات الارتياح تبدو عليه وهو متجه نحو أعضاء الفرقة ليعزف ذلك المقطع الصعب كما تعزفه فرقة ناس الغيوان طبعا هذه هي اكراهات ’’ معهد الهواء الطلق للموسيقى ’’
كان أول نشاط بارز قدمته الفرقة وهو مشاركتها مع الفرقة المسرحية بسينما الملكي بالحي القديم وقدمت أول أغنية من تأليفها وتلحينها بعنوان ’’كفانا من النوم’’ بالإضافة لبعض أغاني ناس الغيوان. الفرقة الموسيقية قدمت مسرحية ’’ السوايع بدالة’’ من تأليف الأخ جمال هاشم ومن إخراج الفرقة المسرحية.

عبد السلام بوروح غشت 2018

يتبع في الجزء الرابع والأخير