الفرقة الموسيقية لجمعية الامل الثقافية تاوريرت ظروف النشاة وسياق التكوين – الجزء الثاني : بدايات تكوين المجموعة قبل تاسيس الجمعية .
في الأول كانت المجموعة تنشط أفراح الحي بالغناء الشعبي وكان يقودها الأخ عماري محمد لأنه كان بالإضافة لإتقانه العزف على آلتي الغيتار والبانجو, حفظه لمجموعة من الأغاني الشعبية والعصرية المغربية ويرافقه الإخوة الآخرين بالإيقاع وكان الجميع تقريبا يغني سواء أكان يعرف أو لا, لأن قانون ’’ميزان الشعبي’’ المعروف انذاك كان يفرض ذالك وكانت الطريقة هي ان الجميع يردد هذا المقطع :
– ميزان الشعبي يعجبني كثير # مع نجوم المغرب الدايرين بيه.
– فلان –أي اسم يكون حاضرا- كا يعجبني # فلان كا يعجبني.
-يعجبني حيت يغني ويبدا يقول أش يقول ؟
-يعجبني حيت يساوي ويبدا يقول ,,أش يقول؟
ويرتجل الشخص المنادى باسمه مطلع الأغنية ويتبعه الجميع ……
استمر الحال طويلا على هذا النمط الغنائي حتى ظهرت المجموعات وانتشر صيتها على الصعيد الوطني ,و كان لهذه الظاهرة تأثير كبير على مسار فرقة الحي وخصوصا مجموعة ناس الغيوان وكانت منعطفا نحو صقل مواهب أعضاء الفرقة في العزف والإيقاع والانضباط للغناء الجماعي وتوزيع الكلمات على الأعضاء كل على حسب طبقاته الصوتية ,حتى أصبح النمط الغيواني هو الطاغي في الأغاني التي كانت ترددها المجموعة.
بعد ذهاب أعضائها إلى مدينة وجدة لمتابعة دراستهم الثانوية بدا صيتها ينتشر فكان أول نشاط لها خارج المدينة هو مشاركتهم في حفل بثانوية عمر ابن عبد العزيز بمدينة وجدة نظمته داخلية الثانوية بمناسبة اختتام الفصل الأول من السنة الدراسية والفضل لهذه المشاركة ان ثلاثة من التلاميذ الداخليين بالمؤسسة كانوا اعضاء في الفرقة واقترح احدهم على اللجنة المنظمة للحفل ,استدعاء المجموعة وكانت مشاركتهم بارزة ادوا خلالها اغاني ناس الغيوان ,,, ومع توطد علاقات أفراد المجموعة مع أصدقائهم من مدينة تاوريرت سواء عبر الدراسة في الجامعة او الاعدادية ,بدأوا يشاركون أفراح هؤلاء الأصدقاء ثم أصدقاء الأصدقاء. حيت كانت تتلاحق عليهم الدعوات طيلة فصل الصيف
,كانوا يحاولون تلبيتها قدر المستطاع .
والسلوك البارزفي أعضاء المجموعة, انه بالرغم من أن أعضاءها كانوا آنذاك كلهم طلبة وتلاميذ وليس لهم لا مورد ولا دخل مالي وكانوا يمتلكون فقط آلاتهم الموسيقية المتواضعة جدا ,,كانوا يرفضون رفضا قاطعا وصارما أخد أي مقابل لتنشيط تلك الأفراح والمناسبات , بل كانوا يوقفون الموسيقى والغناء بطريقة متفقين عليها بينهم بمجرد أن يتقدم شخص وهو يرقص ويضع ورقة نقدية فوق الطاولة أمامهم بحيث كانوا يطلبون منه بأدب أن يأخذ تلك الورقة النقدية حتى يواصلوا العزف والغناء – طبعا هذه حالات كانت تقع حينما يكون الشخص المعني لم يسبق له أن حضر من قبل أفراحا نشطتها المجموعة, أما الأصدقاء فكانوا يعرفون هذا المبدأ وكانوا يحترمون إرادة المجموعة , وأتذكر انه طلب منهم أحد الأصدقاء أن ينشطوا عرسا لصديقه في الحي القديم واقترح العريس الذي كان يشتغل اطارا في معمل الاسمنت بالنعيمة ولم يكن يعرف اعضاء المجموعة من قبل ,أن يأخذوا مقابلا ماديا لتنشيط ذلك العرس ولكنهم رفضوا رفضا صارما رغم اصرار العريس الذي رضخ لإرادتهم مستغربا من هؤلاء الاشخاص الفريدين من نوعهم ,,يتعبون أنفسهم وهم يرددون طيلة الليل الأغاني بما اوتوا من ابداع وحرفية يعثون البهجة والفرح أمام الحاضرين حتى -يصبح الحال – ليختموها باغنية الختم المتداولة انذاك * تبقاو على خير راحنا مشينا ولي بغانا يسال علينا * يجمعون آلاتهم المو سيقية المتواضعة ويغاادرون بهدوء مكان الفرح بعد ان يباركوا ويتمنوا للعريس السعادة والرفاه والبنين. وهذا دون ان ياخذوا مقابلا ,ولو درهما رمزيا.
.استمر الحال هكذا حتى كانت مشاركة المجموعة في نشاط غنائي ومسرحي نظم في المدينة والذي كان انطلاقة لتكوين جمعية الأمل للمسرح والموسيقى. وهذا ما سأتطرق له لا حقا …
عبد السلام بوروح غشت 2018
يتبع..في الجزء الثالث.
Aucun commentaire