على هامش برنامج ،،أمودو،،
بعد شوق طويل، أتيح للمشاهدين من سكان تاوريرت وسيدي لحسن، أن يتمكنوا ليلة الأحد الماضي من الاقتراب من بعض معالم التراث المتناثرة هنا وهناك ، والتي كان عليها أن تنام قرونا قبل تفقدها.
لعل المستفيد الأول من البرنامج في جانبه المخصص لسيدي لحسن هم ابناء البلدة أنفسهم، وعبد ربه واحد ممن ظلوا يتحينون هذه الفرصة.
لقد رأينا النور في تلك الربوع، ولكن ،،لمقام،،ظل قلعة مجهولة بالنسبة لنا، حيث لم يتح لنا أن نجول بين تلك البنايات التاريخية التي تشكل اول مظهر للتمدن.
كنا نسمع عن المغارات والكهوف ، ولكن معرفتنا بها ظلت مقتصرة على الروايات المتداولة، لأن التقاليد والأعراف ظلت تحول دون التفكير في زيارة الأماكن التي تناولها البرنامج، ولعل المانع الرئيسي كان أخلاقيا،ذلك أننا توارثنا احترام مقام الشرفاء الى درجة أن عابر السبيل كان يتعجل الابتعاد عن الدور حتى لا يثير حفيظة السكان الحريصين يومئذ على مظاهر المحافظة التي تحظى بها مكانة المرأة.
لا أظن أن التشدد مازال قائما اليوم، كما لا أظن ان الناس سيمنعون الباحث عن القيام بعمله، وهو ما نتمناه على الأقل.
لقد قام الأخ سيداين بالعمل اعتمادا على مجهود فردي قدم فيه بعض المعلومات والأخبار المتواترة، لكنها تظل بحاجة الى اغناء رغم اكراهات المصادر.
أعتقد أن المطلوب مستقبلا هو استدعاء مختصين في الاركيولوجيا لاستقراء المكان من أجل تفسير الاثار التي خلفتها يد الانسان هناك.
وبالمناسبة، يجب الا نغفل ،؛لمقام العلوي،، الذي يزخر بدوره بمجموعة من المعالم لاتقل أهمية عما ورد بنظيره السفلي، حيث تنتصب بنايات عريقة أو بقاياها ناهيك عن مغارات كان أحدثها تلك التي اكتشفت خلال توسيع مرافق الولي الصالح سيدي علي بن سامح، والتي زارتها لجنة من المهتمين بالاثار، لكنها لم تكمل عملها.
الى جانب ذلك، فان ضريح الولي يحتاج الى اضاءة تاريخية، والى ابراز أهمية تواجده في التئام شمل الدواوير من أجل لقاءات روحية وحل المشكلات الطارئة بمساعدة الشرفاء، دون أن ننسى الحديث عن،،عين الدرج،،التي ملأت شهرتها الافاق، ونسجت حولها الاساطير.
نحن لا نحمل الاخ بالقاسم المسؤولية وحده، فقد كان في الموعد، لكن العمل المونوغرافي يظل ناقصا، والأمل معلق على ابناء المنطقة الذين يحملون شهادات في التاريخ والجغرافيا أن يكملوا العمل.
في الختام، لابد من الاشارة بأن للمنتخبين دورا في مجال تسويق الأوجه التراثية لبلدتنا من خلال التشارك مع الجهات المعنية، علما بأن هناك أسرارا أخرى عديدة بعيدا عن المقام، فهل يلتفت اليها احد؟
Aucun commentaire