بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
أيها الحضور الكريم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد
أصالة عن نفسي ونيابة عن بقية أعضاء مكتب جمعية آباء وأولياء تلاميذ ثانوية عمر بن عبد العزيز بوجدة اسمحوا لي أن أشكرك حضوركم الطيب، وتلبيتكم السريعة لدعوتنا وأثمن مشاركتكم الفعالة في احتفالاتنا بالذكرى الماسية لتأسيس ثانويتنا العتيدة…
أيها الحفل المبارك….أنتم ونحن نشارك في صناعة التاريخ الاجتماعي لثانوية عمر بن عبد العزيز، هذه المؤسسة التي أكدت الأبحاث أنها أول مؤسسة تعليمية تأهيلية بنيت في المغرب من طرف السلطات الاستعمارية… لقد خرجت هذه المعلمة الوطنية أجيالا من الأطر ومن جنسيات مختلفة خدمت بلدانها ومن مواقع متقدمة… ولا زال قدماء تلامذة عمر بن عبد العزيز يزورون المؤسسة من حين لأخر، اعترافا بالجميل واستحضارا لسنوات الدراسة الحلوة، …إن مؤسستنا مرت بفترات مد وجزر خاصة بعد تقاعد مديرها السابق الدكتور » مولاي عبد الحميد اسماعلي » حفظه الله وأطال عمره،حيث دخلت  الثانوية ما يعرف ب « مرحلة الفترة »بسبب عدم الاستقرار الإداري ،فسابت المؤسسة ، وتحولت  إلى ملجأ للمشردين الذين استعمروا بعض مرافقها،و ملاذا آمنا لتعاطي الخمور والمحذرات، فاستصرخنا القوم ، فقالوا لنا  » فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ».واعتبرنا ذلك قضاء وقدرا امتثالا لقوله تعالى  » كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ « ، والحمد لله الذي أذهب عنا الحزن وجاد علينا بجيل جديد من المديرين في شخص الأستاذ « الحسن ماني »، الذي تمكن بحنكته ولباقته وحسن تصرفه وطيبوبته وتضحياته، أن يِؤلف بين الشركاء،و يدعم العلاقة التعاونية وروح المشاركة بين أفراد جماعته من خلال الجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل، و أبان عن قدرته على الارتباط بالناس والتواصل معهم،ونجح في  إدارة وتحويل الصراع من شيء سلبي إلى وضع إيجابي، وبفضل تضافر جهود الجميع خرج المارد من قمقمه،وها نحن نحتفل بانبعاث الفينيق من رماده ا…إنه عيد الانبعاث، وصدق نابليون حيث قال » جيش من الأرانب يقوده أسد… أفضل من جيش من أسود يقوده أرنب »….وتلك الأيام نداولها بين الناس لعلهم يتفكرون.
أيها السادة …أيها السيدات…بناتي وأبنائي الأعزاء
التكريم اعتراف وتحفيز ومسؤولية، التكريم لغة حضارية …ليتنا نعي جيدا المغزى المعنوي منها،وندرك بأن أجمل تكريم للمرء هو ذلك الذي يأتي في حياته و من صلب مكانه وتاريخه وتضاريسه وجغرافيته، لهذا قررت اللجنة المنظمة تكريم ثلة من المخلصين الذين قدموا خدمات جليلة لثانوية عمر بن عبد العزيز ومن مواقع مختلفة، ونتمنى أن تكثر مناسباتنا لنكرم كل الذين يخدمون مؤسساتنا العمومية
أيها الحفل الطيب… « لا يشكر الله… من لا يشكر الناس ». وهو حديث صحيح ، فيه ذم لمن لم يشكر الناس على إحسانهم، وفيه أيضا الحث على شكر الناس على إحسانهم.وشكر الناس على إحسانهم يكون بالثناء عليهم، وبالكلمة الطيبة وبالدعاء لهم.أود أن اشكر شريكنا مؤسسة عمر بن عبد العزيز في شخص رئيسها وتلميذنا المهندس الشاب « جواد بنعدي » ونثمن غاليا العمل الجبار الذي يقوم به، كما نشكر الأيادي البيضاء لفضيلة الدكتور العلامة سيدي مصطفى بن حمزة حفظه الله،الذي يكرمنا كلما ضاقت بنا السبل وطرقنا بابه ، الحمد لله على نعمة شفاءه الحمد لله الذي من توكل عليه كفاه،ومن طلب الشفاء منه شفاه،والشكر موصول لمدير هذا الفضاء الجميل الدكتور »سمير بودينار »، وإلى الأخوات جنديات الخفاء اللواتي أشرفنا وفي ظروف صعبة على توفير مختلف المواد التنشيطية وهن الاخت سعاد مرزاق وجميلة غولام والحاجة أمينة عبد القوي ونزهة برنيشي… ولن أنسى أبدا المجهود الجبار الذي بذلها أبناؤنا و بناتنا رغم اكراهاتهم الزمكانية، وأقول لهم …إنني متأكد وكثير من الحضور،من عدم حضور الألفية الثانية، لهذا أمانة عليكم، اذكرونا بالخير عند أبنائكم وأحفادكم ولا تنسوننا بالدعاء…. وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ » صدق الله العظيم والسلام عليكم .