Home»Correspondants»رحيل الناقد السينمائي مصطفى المسناوي

رحيل الناقد السينمائي مصطفى المسناوي

0
Shares
PinterestGoogle+

رحيل الناقد السينمائي مصطفى المسناوي

فريد بوجيدة

فقدت الساحة السينمائية ناقدا كبيرا ومثقفا من جيل السبعينات ، ساهم إلى جانب العديد من مثقفي المرحلة في بناء الثقافة الجديدة والتي راهنت على الدور الفعال للتعبيرات الثقافية في تغيير الواقع ومجابهة الثقافة الرجعية. إنه الناقد السينمائي مصطفى المسناوي . وأقدم هنا للسينمائيين الشباب ورقة تعريفية بفقيد السينما المغربية وملخصا مركزا لأهم كتبه  .
مصطفى المسناوي من مواليد البيضاء سنة 1953، كاتب، جامعي، ناقد سينمائي وباحث في التواصل السمعي البصري، من مؤسسي مجلة « الثقافة الجديدة » 1974 ـ -1984 ، فهو ناقد سينمائي متميز ومتمكن، له حضور في الحقل الثقافي والسينمائي كتابة ونقدا وبحثا، بالإضافة إلى مساهماته في الدراما التلفزيونية وبعض المنولوغات الكوميدية الجادة. أصدر إلى جانب بعض القصص كتبا نظرية مترجمة مرتبطة بحقل الإبداع، مثل « المنهجية في علم اجتماع الأدب » و »سوسيولوجيا الغزل العذري » بالإضافة إلى مساهمات مترجمة أخرى، كالبنيوية والتاريخ، وتشي هذه الترجمات بتشبع الباحث بثقافة معاصرة متينة، غير أن قربه من المجال السمعي البصري جعله قريبا من مجال السينما، وكان كتابه « أبحاث في السينما المغربية » خلاصة لممارسته النقدية في هذا المجال.
والكتاب كما هو واضح من العنوان، يشتمل على بحثين الأول تاريخي محض سماه « المغرب فضاء للسينما، السينما الكولونيالية 1919-1956″، والثاني تتقاسمه نزعتان الأولى تاريخية، والثانية اجتماعية إلى حد ما، ويسيطر في البحثين معا (الفصل الأول والثاني من الكتاب) هاجس تاريخي واضح، حيث توصل في المبحث الأول إلى إبراز أن كل الأفلام التي تم إنتاجها بين 1919 و1956 هي أفلام مرتبطة بالاستعمارولا مجال لتضمينها في الفيلموغرافيا المغربية إلا إذا حددنا الانتماء بفضاء التصوير، لأن هذه الأفلام صورت بالمغرب. ويستخلص مصطفى المسناوي أن « الشيء الوحيد الذي ربحه المغرب في الأفلام الكولونيالية وخاصة منها المرحلة الأخيرة الموجهة إلى الجمهور المغربي، هو إنشاء المركز السينمائي المغربي » واستوديوهات « السويسي » بالرباط إضافة إلى استوديوهات « عين الشق بالدار البيضاء ».
أما المبحث الثاني يتسم كذلك بنفحة تاريخية واضحة بالرغم من عنوانه « السينما المغربية: عنف الواقع ورهان المتخيل » فهو حينما يتحدث في عنصره الأول عن بدايات السينما المغربية، يهتم أساسا بالتأريخ لهذه السينما جاعلا من هذه المهمة إشكالا أساسيا، ويتجه في العنصر الثاني إلى البنيات الأساسية للسينما المغربية ليبحث أيضا عن تاريخ المؤسسات السينمائية بالمغرب (المركز السينمائي، بنيات التوزيع والاستغلال، الرقابة)، وهو في كل هذا يبحث عن بداية التأسيس ومراحله ، غير أنه في العنصر الثالث يتجه إلى الإبداع السينمائي مذكرا ببعض الخلاصات الخاصة بالإخراج السينمائي والمتسمة بعدم الاستمرار، وهيمنة الدولة على مستوى الإنتاج وانعدام التكوين في المهن السينمائية وغياب التخصص، وحضور تيمات معينة في الفيلم المغربي (كالهم الاجتماعي، الهجرة من البادية إلى المدينة، والهم الاجتماعي، السياسي…  )
تتسم مساهمة مصطفى المسناوي بالجدية وتجمع بين الحس النقدي المباشر في تناول الأفلام والحس التاريخي التاريخي ، فارتباط الباحث بالجامعة جعله قريبا من الأرشيف والمصادر، و أهله بالتالي أن يطرح بعض الإشكالات الخاصة بالسينما المغربية مثل بدايات السينما المغربية، وتاريخها، كما أن قربه من الفضاءات الثقافية جعله لصيقا بالقضايا الحقيقة للمجال السمعي البصري بالمغرب. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. ص.ن
    19/11/2015 at 07:50

    من المساهمين في اغناء الساحة الثقافية بمجلة الثقافة الجديدة التي توقفت بسبب غياب التمويل و المساعدة التي يقدمها المسؤولون بسخاء لا نظير له للمغنين المنحرفين الاتين من الغرب.عاش في صمت و مات في صمت بدون ان نسمع عنه في وسائل الاعلام الرسمية انه غادر هذه الدنيا الى دار القاء.اذا كان الاعلام الرسمي لا يهتم بكتابه و مثقفيه و مفكريه و يحتفل بهم في حياتهم و يعقد ندوات من اجلهم لانهم هم راسمال الامة الحقيقي فلماذ نلوم المغاربة انهم شعب لا يقرأ.التلفزة لا تهتم الا بنقل الراقصين و الحفلات الغنائية من خارج المغرب هي التي تعطي لها الاهمية اما من يحمل مشعل الثقافة و الفكر فيموت دون ان يعلم به احد.رحم الله السيد المسناوي مؤسس الثقافة الجديدة كمجلة و الناقد السنمائي رحمة واسعة و رحم الله كل مفكرينا المغاربة و كل مساهم في اغناء الساحة الادبية او الفكرية و رحل في صمت بلا بهرجة و لا هرج

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *