فاس : لغة شعرية راقية معتمدة في الدورة الخامسة من المسابقة الشعرية التلاميذية الكبرى بالأكاديمية
على الساعة الثالثة بعد زوال يوم الجمعة 28 مارس 2008 ، بقاعة المحاضرات بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين –جهة فاس بولمان ، وأريج التاريخ يختزل الزمن حقبا وأجيال متعاقبة عبر شاشة العرض الكبرى، يستحضر 1200 سنة من تماهي حاضرة فاس العالمة مع التاريخ ، وسحر جغرافياه ، و عبق الربيع الطلق ينساب زاهيا عبر الخمائل و الأنفاس الزكية ، يحكي همسا لوعة الشعر ، صوت الحياة وعشقها الأبدي ، ليمنح الفضاء سحرا وفتنة وحميمية .كان الموعد مع الشعر . بحضور الشاعر المغربي الكبير محمد الواكيرة ، ووالي فاس ، إلى جانب شخصيات ادراية و عدد من المبدعين والباحثين الشعراء والنقاد والطلبة والقراء عموما ، انطلقت فعاليات المسابقة الشعرية الكبرى في طبعتها الخامسة وذلك تحت شعار"الإبداع الأدبي واجهةٌ أخرى للنجاح المدرسي" في موضوع فاس الحضارة..فاس الملهمة" . احتفاء بمرور 12 قرنا على تأسيس مدينة فاس .وتزامنا مع اليوم العالمي للشعر. الأمر جميل حقا ، لقد صدقت نبوءة الأرصاد الجوية، حيث سيكون الشعر رفيقا للربيع هذه الدورة ، وسيغدو للقصيد بلا ريب طعم آخر في هذه الجغرافية أو تلك من ربوع الوطن الشاسعة، الغنية بتعددها الثقافي والطبيعي. أستاذ اللغة الاسبانية حميد لمنيعي افتتح الأمسية بإعطاء الكلمة الى السيد الدكتور حسن أمزيل مدير الأكاديمية الذي رحب بالحاضرين خاصة ضيف الأمسية الكبير الشاعر المغربي محمد الواكيرة مؤكدا على أهمية الشعر التلاميذي ضمن الأنشطة الثقافية والتربوية للأكاديمية ، منوها بلحظة المصادفة مع التاريخ .وقال ما معناه " نحن هنا معا من أجل تبجيل الشعر، ومن أجل ذلك كانت المسابقة الشعرية .
وهي مناسبة لفرحنا وإياكم بالحياة وبمعاني الجمال فيها "وأضاف " من حقنا في أكاديمية فاس بولمان أن نبتهج ، ونحن نصل الى الرقم 5 من عمر المسابقة الشعرية الكبرى، وقد صادفت هذه الدورة أجواء الاحتفال بمرور 1200 سنة على تأسيس مدينة فاس العريقة واعتمادها أول عاصمة للدولة المغربية. وكانت الأكاديمية قد عرفت خلال الأشهر الماضية حركة دؤوبة على مستوى استقبال النصوص المتبارية بكل وسائل الاتصال الممكنة ، إذ بلغ عددها حوالي 200 نص من مختلف مؤسسات الجهة "مدائح وعزليات هامسة في فاس" . "وليس غير فاس- يا بودويك- مصدرا للإلهام ومقاما للعبقرية والهيام محج ابن عربي وابن رشد وابن طفيل وابن خلدون وابن الونان ولسان الدجين ابن الخطيب ومأوى العلماء والصلحاء والمتصوفة والشعراء والظرفاء والإنس الصانع البارع والماهر الذائع" ويرى المهتمون بالدورة و بمجال الإبداع على نحو خاص ، إن وفرة المساهمات، وحماس الشعراء التلاميذ من الجنسين جاء تعبيرا عن التقدير والحب الذي يُكِنُّونَه لمدينتهم، وللشعر كجنس إبداعي مميز.و سيظل التاريخ يذكر أنها أمسية لافتة عميقة وشاعرية، تكامل فيها العمل الإبداعي المتكامل مع التربوي المحكم ، أو بمعنى آخر" تكامل فيها الإبداعي الشعري، مع السياسي الوطني".فإذا فاس قصيدة واحدة تناوب على كتابتها أكثر من مأتي شاعرة وشاعر مرصعين إياها بلؤلؤ الكلام وزمرد العبارة وماس الاستعارة وذهب المجاز وياقوت الإشارة"على حد تعبير الشاعر محمد بودويك .
وكالعادة، غَطَّت المشاركاتُ كُلَّ اللغات المُدرَّسة: العربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية والألمانية والأمازيغية، وغير المدرسة ، فَنَّ الزَّجَل أو لغة المحكي المغربي . وهذا يدل على أن الشعر يبقى دائما الوسيلة الأرْقى للتعبير عن المشاعر والمواقف مَهْما اختلفت اللغات وتباينت الألسِنة. إنه الجوهر الذي يسمو بالحياة ويحولها إلى لحظاتٍ مُتوهجة بالغِبْطة والسمو بالفكر والأخلاق. في كلمته التوجيهية للشعراء التلاميذ نوه الشاعر المغربي محمد الواكيرة -يبدع بالفرنسية -بالتجربة مؤكدا أن الشعر صوت الحياة ، تمرين لغوي مفتوح وقيمة نبيلة تحتاج الى خيال جامح ، مؤكدا على ضرورة امتلاك التلاميذ الشعراء آلية الكتابة عبر قراءات متعددة ومفتوحة على كل اللغات ،على رهان الشعر . وفي ذات السياق ذكر الواكيرة بإبداعات الشعراء العالميين أمثال رامبو وبول فاليري… ، وقرأ بعضا من قصائده باللغة الفرنسية ، والمحكية المغربية . المعهد الموسيقي بفاس، الشريك الدائم للأكاديمية في دورات المسابقة الشعرية، أثث فقرات الأمسية الشعرية ،وأضفى على حفل توزيع الجوائز عبر موشحات ومقطوعات من أداء طلبته المتميزين مسحة من عبير الروح ، بقيادة الأستاذة حسنية الحاضي التي شدت أنفاس الحضور للحظات . وكان اقتراح السيد والي مدينة فاس خلال كلمة له بالمناسبة والقاضي بإحداث دار للتلميذ بالمدينة العتيقة تعني بالأنشطة الإبداعية للتلميذ ،على أن تتكفل الولاية بترميمه حتى يستوعب كافة الأنشطة التلاميذية المرتبطة بالإبداع لقي ترحيبا كبير ا وتجاوبا ملحوظا ، إيمانا من الجميع بان المدرسة والشعر ورشان كبيران للإبداع من شانهما أن يؤهلا جيلا في مستوى تحديات العولمة، مع التشبت بالهوية والانفتاح على عالم المثابرة والإبداع .وهي مبادرة لافتة و شعرية في عمقها وأسلوبها . لتتوالى بعد ذلك القراءات ، بكل اللغات ، وكان لافتا ،ارتجال الشعراء التلاميذ مقدمات لقصائدهم بلغة مبدعة وراقية تنم عن امتلاك جيد لأسلوب الكتابة وفن الإبداع .
من جهته قدم الشاعر محمد بودويك كلمة أكد من خلالها عزم الأكاديمية مواصلة مسعاها النبيل في احتضان الشعر وتبتي التلاميذ الشعراء ، ديدنها الوفاء ، ورهانها دع مائة زهرة تتفتح". وأضاف " إن المتبارين في موضوع الدورة استوعبوها للاستيعاب التام بدليل السلاسة الشعرية وذوب بالمشاعر والأفكار الصاعدة من ذوات تنفست عبق المكان وضوع الفضاء وعطر التبر والتراب. وقال مخاطبا العشر الفائزين " انتن أيتها الشاعرات الواعدات وانتم أيها الشعراء الواعدون ياأحفاد من هام واستهام بها من القريض ونظم الجمان، طوبى لكم، لأنكم اعتصرتم مخزونكم وراودتم اللغة لتستوي شعرا رائقا بالعربية الفصيحة والأمازيغية والمحكية المغربية والفرنسية والانجليزية والاسبانية والألمانية. وأوضح عضو لجنة التحكيم أن النصوص الفائزة بمختلف لغات تعابيرها والنصوص المنوه بها وتلك التي أدركتها حرقة الشعر سيحتضنها ديوان شعري تتولى طبعه الأكاديمية. بعد ذلك أعلن عن الأسماء الفائزة والتي جاءت كالتالي : . لائحة الفائزين في المسابقة الشعرية الكبرى 28 مارس 2008 الجائزةاسم الفائز(ة)الثانوية اللغة العربية (الجائزة الأولى) زينب المنصوريثانوية عبد الكريم الرايس اللغة الأمازيغيةنعيمة بوكرينثانوية أم البنين الزجل (الجائزة الأولى)الطاهر حالويثانوية مولاي إدريس اللغة الفرنسية (الجائزة الأولى)سارة شليحثانوية مولاي سليمان اللغة الأنجليزيةحنان كروميثانوية علال الفاسي اللغة الإسبانيةهاجر عوشيثانوية علال الفاسي اللغة العربية (الجائزة الثانية)هاجر الشياخيثانوية تيشوكت الزجل (الجائزة الثانية)محمد الكيحلثانوية مولاي رشيد اللغة الفرنسية (الجائزة الثانية)سلمى لوكيلثانوية عبد الكريم الرايس اللغة العربية (الجائزة الثالثة)ياسين الذهبـيثانوية علال الفاسي اللغة العربية (الجائزة الرابعة)سناء أوشـروثانوية تيشوكت الجائزة الخاصة بمؤسسة محمد الخامس لإنقاذ الضرير بفاس للتلميذ محسن سامح تنويه (العربية)وائل متاويثانوية ابن رشد تنويه (العربية)محمد الفلاقيثانوية ابن سودة تنويه (العربية)رضوان المرضيثانوية ابن هانئ تنويه (الزجل)مصطفى الشرقانيثانوية ابن سودة هنيئا مريئا بالفائزات والفائزين من تلاميذنا الشواعر والشعراء ، من مسهم جنون الشعر فلبوا النداء ، وتوجوا الدورة بعذب القريض ، وفاس تقتبل الربيع والشعر والجمال، وتستحضر ذكرى التأسيس التي تصادف 1200 سنة. والى اللقاء في الدورة السادسة بحول الله. أعضاء لجنة التحكيم الأساتذة: محمد بودويك عبد السلام الموساوي محمد فريسي احمد العناني أمينة مجذوب أمينة الوردي محمدبربيش وحميد لمنيعي . .
عزيز باكوش
1 Comment
je t aime fes tres tres fort