أمين بوجيدة
عندما تسلم المواطن ع,م كناش الحالة المدنية بعدما قام بتسجيل ابنه المولود حد
يثا بطرة رسم الولادة، تفاجأ بمنسق الملحقة الإدارية الثانية وهو يتقدم إليه بشهادة تهنئة تهنئه بهذا المولود الجديد، ذات لون أزرق لكون المولود ذكرا، وهذا معناه أن هناك شواهد تهنئة وردية اللون تسلم عندما يكون المولود أنثى، وقد كتب عليها بألوان زاهية: يتقدم منسق الملحقة الإدارية الثانية أصالة عن نفسه ونيابة عن جميع الموظفين بأحر التهاني إلى السيد ع,م بمناسبة ازديان فراشه بالمولود الجديد…..وقد ختمت الشهادة بدعاء جميل يقول: بورك له في الموهوب وشكرت الواهب ورزقت بره وبلغ أشده وهو مقتبس من حديث نبوي حيث يقال كدعاء في التهنئة بالمولود.
في البداية لم يصدق السيد ع.م  ما سمع ولا ما رأى وظن أنه في بلاد غير بلاده، ولكنه رغم ذلك لم يخف فرحه وسروره بهذه المبادرة المفاجئة التي لا تدل إلا عن أن بلادنا ليست على هامش الأفعال الإبداعية وحسن التعامل مع المواطنين وتقديرهم والتواصل معهم بأفضل ما يكون التواصل، وقد عبر عن غبطته الممزوجة بعدم التصديق أو شيء من الغرابة السارة ولكنه على أية حال، خرج من الإدارة مسرورا والابتسامة لا تفارق وجنتيه.
وقد عبر لي أحد الموظفين بهذه الإدارة عن سبب هذه الفكرة الإبداعية الجميلة فقال: إن هذا المولود الجديد ما دام ولد في دائرتنا وسيسجل عندنا في السجلات الممسوكة لدينا فهو بمثابة ابن لنا، ونحن على يقين أن بهذه التهنئة ومشاركة أسرته الفرح والسرور  بخروجه إلى الوجود، وبعدما يكبر ويأتي إلينا أثناء استلام أي وثيقة سيشعر بنوع من الارتباط الحميمي مع إدارتنا، وسيكون دائما ممتنا لها لكونها سرت بمولده وشاركت أسرته فرحتهم. وعن سؤالنا له عن تكاليف هذه الشواهد والتهنئات من يدفعها وهل تدفعها الإدارة المركزية، لكونها من ورق جيد لامع ومزينة بالألوان والورود، قال إن هذه المبادرة ما دامت مبادرة من  إدارتنا كملحقة فإن موظفيها هم من يتولون اقتناء هذه الشواهد من جيوبهم تقديرا منهم بأن هذا المواطن أو هذا المولود الجديد يستحق كل خير ولا نبخل بشيء كيفما كان هذا الشيء لإدخال الفرحة في قلبه سواء كان ماديا أو معنويا مثل الخدمات التي  نقدمها تلبية لجميع طلباته وحاجياته الإدارية. كما سألناه إن كان الإبداع منحصرا فقط في مثل هذه الشواهد أم أنه يشمل محاولات في تقديم خدمات جليلة ومرضية لهذا المواطن الذي يشكو من العديد من الإبتزاز  والتسويف وسير حتى تجي؟ فكان جوابه أن خدماتنا نفسها نبذل جهودا لنبدع فيها وتكون سلسة سريعة، ودليل ذلك أن السيد المنسق قام بعملية تطهير للعديد من العناصر التي لم تكن صالحة في العمل أو تتماطل فيه، وليس من السهل أن يضحي مسؤول بأكثر من سبعة موظفين فقط من أجل ضمان الجودة في الخدمات والتعويل على كفاءات تحب هذا الوطن وتقدر ظروف المواطنين. ولعل من الصعب التصديق أن بعض موظفينا قدموا خدمات عديدة للمواطن حتى خارج إدارتنا، ففي العديد من المرات يرافق الموظف المواطن إلى إدارات أخرى، أحيانا تكون في مدن أخرى كبني درار أو عين الصفاء، ليقضي حاجته دون أي خلفية ولا يريد منه جزاء ولا شكورا، وسبق لأحد زملائنا الموظفين أن رافع في المحكمة مكان مواطن لم يكن له الوقت لفعل ذلك. أعرف أن هذا صعب التصديق ولكنها الحقيقة فمن أراد أن يصدقها فبها ونعم، ومن أراد ألا يفعل فله ذلك. ولكن في نفس الوقت لا نقول أن إدارتنا قد وصلت إلى مستوى مثالي من خلال موظفيها أو الخدمات التي نقدمها بل لا زال هناك بعض الشوائب والمشاكل التي نعاني منها ونرجو أن يوفقنا الله للقضاء عليها حتى تكون إدارتنا نموذجية لباقي الإدارات.