Home»Enseignement»نحو توحيد عملية الإعلام المدرسي والمهني والجامعي

نحو توحيد عملية الإعلام المدرسي والمهني والجامعي

0
Shares
PinterestGoogle+

نحو توحيد عملية الإعلام المدرسي والمهني والجامعي

بقلم: نهاري امبارك، مفتش التوجيه التربوي، مكناس.

مقدمة:

يعتبر الإعلام المدرسي والمهني والجامعي أحد المكونات الأساسية للتوجيه التربوي، كما يعتبر عملية تربوية تتجلى في تزويد التلميذ بمعلومات حول نفسه ومحيطه المدرسي والمهني والجامعي. هذه العملية التربوية يجب أن تتوفر فيها شروط ومعايير الفعل التربوي حتى تفي بالأغراض المنتظرة منها نفسيا وتربويا، قد تدخلت فيها وسائل أخرى موازية من مجلات وصحف وجرائد ومحطات إذاعية وتلفزية ومواقع متعددة على الشبكة العنكبوتية. وقد أضحت مؤخرا جميع الوثائق والدعائم الإعلامية الموزعة على التلاميذ، سواء بالمؤسسات التعليمية، أو خلال التظاهرات والأيام الإعلامية والأبواب المفتوحة، أضحت تحمل سلسلة من عناوين مواقع على الشبكة العنكبوتية، تحت يافطة: «مواقع متخصصة في الإعلام والتوجيه». وقد تعددت هذه المواقع وتنوعت شكلا ومضمونا: فما أثر تعدد هذه المواقع على عملية الإعلام المدرسي والمهني والجامعي؟ وما هي انعكاسات هذا التعدد على الأطر المتخصصة والأطراف المعنية؟ وكيف يمكن توحيد عملية الإعلام المدرسي والمهني والجامعي؟

سنحاول الإجابة، قدر الإمكان، على هذه الأسئلة الفرعية المشكلة لآثار وانعكاسات تعدد مواقع الإعلام والتوجيه على كل من الأطر المتخصصة والفرقاء المعنيين بالتوجيه التربوي على امتداد جميع الأسلاك الدراسية والتكوينية، وذلك من خلال الفقرات التالية:

    I.             غياب جهاز رسمي مسئول:

لقد نادت منابر متعددة إلى إحداث جهاز رسمي، يشرف على الإعلام المدرسي والمهني والجامعي من حيث الشكل والمضمون والوسائل والتعليمات التربوية، حتى يفي بالأغراض التربوية المسطرة له ضمن منظومة التربية والتكوين. لكن غياب هذا الجهاز الرسمي فتح الأبواب على مصراعيها، ومنذ مدة زمنية غير يسيرة، لعدة وسائل وعدة مواقع على الانترنيت تدعي التخصص في الإعلام والتوجيه المدرسي والمهني والجامعي، التي تكاثرت بشكل مضطرد، فتنوعت أسماؤها واتخذت أشكالا حسب طبيعتها وأهدافها ومقاصدها وخطها التحريري. وفي ظل عدم وجود بديل رسمي مؤسساتي وخاضع لمراقبة تربوية وإدارية وقانونية، على غرار البرامج والمناهج والمقررات التعليمية، حتى يحافظ الإعلام المدرسي والمهني والجامعي على طابعه التربوي، فقد أضحت هذه المواقع تستقطب كلا من أطر التوجيه التربوي والتلاميذ والطلبة وأولياء أمورهم والمعنيين بأمر التوجيه التربوي، الذين يتنقلون بين هذه المواقع المتعددة، وينفقون وقتا وجهدا في الولوج والبحث والتنقيب والتحميل ومراجعة المعلومة والتأكد من صحتها وأغراضها.

II.            آثار وانعكاسات تعدد مواقع الإعلام والتوجيه:

إن المطلع على صفحات هذه المواقع، يسجل بجلاء تطابق شكلها هندسة وبنية، انطلاقا من الصفحة الرئيسية إلى مختلف المكونات والأركان، كما تتطابق المعلومة المعروضة هدفا وقصدا، لكنها غالبا ما تختلف مصطلحات وصيغا لأغراض ما، الأمر الذي يؤدي بالزائر المتصفح، إلى طرح عدة تساؤلات تحت وطأة الارتباك عند إحساسه بلبس أو غموض يكتنف إعلانا أو خبرا، ما يؤدي إلى الشك والحيرة، ويحدث نشازا وتنافرا معرفيين يؤديا إلى حالات تردد مستمرة  تجعل الحسم واتخاذ القرار صعبا أو مستحيلا.

وإضافة إلى اختلاف الصيغ والمصطلحات، يطبع بعض المواقع تعقيدات تقنية في الولوج إلى المعلومة وعملية تحميلها على الخصوص، التي تتطلب طاقة ونفسا ووقتا، قد تؤثر نفسيا في المتعامل معها، جراء الانتظار وضياع الوقت خصوصا بالنسبة للتلاميذ الذين تنتظرهم واجبات مدرسية واختبارات، وعلى الخصوص، لما يتم اكتشاف أخطاء ترغم على البحث والعود إلى مراجع أخرى، ليجد نفسه تتقاذفه المواقع، فترتفع درجات حالة القلق والتوتر العصبي، وتتشكل مواقف النفور والسخط، إلى درجة تقريره التخلي نهائيا عن تلك المعلومة ولو كان مصيره مرتبطا بها.

III.            توحيد برامج الإعلام المدرسي والمهني والجامعي:

لقد فاق عدد مواقع الإعلام والتوجيه على الشبكة العنكبوتية عدة عشرات، تتنافس في تقنيات الاستدراج والاستقطاب باعتمادها صورا زاهية الألوان، وإعلانات ومواضيع مثيرة، موازاة مع إخبارات حول الشعب والمسالك الدراسية والتكوينية من خلال وثائق وأقراص معقدة التحميل تتطلب تقنيات ووقتا، ما يؤدي بالزائر إلى الاشمئزاز والانقباض، رافعا، أين ما حل وارتحل، التساؤلات التالية:

1.   ألا يمكن توحيد برامج الإعلام المدرسي والمهني والجامعي على غرار البرامج التعليمية؟

2.   ألا يمكن وضع كراسات موحدة المحتويات والمضامين رهن إشارة التلاميذ والطلبة منذ انطلاق الموسم الدراسي؟

3.   هل من الصعب إحداث موقع وطني رسمي يتسم بالمصداقية والموثوقية وسهولة الولوج تشرف عليه جهات متخصصة ومسئولة، وتشتغل وفق إستراتيجية وخطة وطنية؟

4.   أليس من مسئوليات الجهات الرسمية مراقبة الوسائل والمواقع غير الرسمية والمضامين الإعلامية التي تقدمها للتلاميذ والطلبة؟

5.   و………..

خاتمة:

إن تعدد مواقع الإعلام المدرسي والمهني والجامعي، وتعدد واختلاف الوجبات الإعلامية التي تقدمها، وصعوبة الولوج إليها، واستحالة تحميل الوثائق أحيانا، تجعل التلميذ والمهتم في قلب دوامة ومتاهة دون نهاية، وتؤدي إلى ضياع مصالحه وأهدافه كرها. لذا بات من الضروري إحداث جهاز رسمي للإعلام والتوجيه التربوي، وإصدار كراسات رسمية وموحدة، تشمل معلومات رسمية حول الدراسة والتكوين على امتداد جميع الأسلاك الدراسية والتكوينية، توضع بين أيدي أطر التوجيه التربوي والتلاميذ والطلبة …على حد سواء، منذ انطلاق السنة الدراسية وعلى امتداد جميع مراحلها، ليتفرغ أطر التوجيه التربوي إلى مهام المساعدة السيكوبيداغوجية والمؤازرة والمواكبة وتتبع التلاميذ والطلبة التي تندرج ضمن اختصاصاتهم الرئيسية، وليست من شأن أي جهة أخرى، حيث نالوا تكوينا خاصا من أجل القيام بها.

 

المراجع:

 

الميثاق الوطني للتربية والتكوين، 2000، الرباط؛

البرنامج الاستعجالي 2009-2012، الرباط؛

المذكرات الوزارية المنظمة لمجال التوجيه التربوي، 17 و18، و19 فبراير 2010، الرباط؛

v   الدكتور أحمد أبو سعيد والدكتورة لمياء الهواري، التوجيه التربوي والمهني، الطبعة الأولى 2008، دار الشروق، عمان، الأردن.

 

بقلم: نهاري امبارك، مفتش التوجيه التربوي، مكناس.

 

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *