العلاقة بين أصحاب السماوي و أصحاب الحال علاقة جدلية و عضوية.فهي تشبه العلاقة بين الثعبان و بين الضفدعة في المثل الفرنسي(عندما ترى الضفدعة فان الثعبان ليس بعيدا).و أصحاب الحال بعيدون كل البعد عن منطق اللغة في الإعراب.علمنا المدرس أن الحال :اسم منصوب، فهل يبين حالة الفعل أم حالة الفاعل؟ والثعبان لا يستعمل من الأسلحة إلا عيونه الصغيرة التي لا تغلق حتى في النوم..

أصحاب الحال هم بشر عاديون مثلنا،ولكن خارج النوبة(الأزمة)،ولكن عندما يدخلون في (الحال) يصبحون غريبي الأطوار،خاصة أمام (مول السماوي الله يداوي أصحاب الحال… إن هذا ما يردده المغني  الشعبي المغربي  »فيصل » في أغانيه الراقصة).

-لالة ،صباح الخير،أريد أن أسألك أكرمك الله.أنت امرأة طيبة و من أهل الخير و الجود و الرضوان،و الله يحبك. و هذا ظاهر على محياك.و أنت (لالة) مهمومة و حزينة و هموم الدنيا كلها عليك. مسكينة أنت .ليس لك حظ مع الناس. وهم يحسدونك.و الكل يغار منك….و غيرها من عبارات المدح و الثناء و الشفقة و الرحمة و العطف و المواساة و المشاركة الوجدانية…أصحاب السماوي دائما يفتحون القاموس اللغوي في الصفحات الأولى ، منها يتلون  على مسامع أهل الحال تراتيلهم .فيطير عقلهم و يسبح في السماء السابعة. وهي كلمات ليست كالكلمات،تطيح بالفريسة نهارا جهارا بوداعة و سكينة وبدون لجوء إلى العنف أوالى أسلحة(لا خنجر أو سيف أو مسدس أو عصا أو حبل ولا حتى قطعة قماش) فقط كلمات  لها قدرة خارقة تشبه  القدرة الخارقة لعيون الثعبان أمام الفريسة(أليس ما يقال عن الثعبان انه ينوم فريسته بنظراته؟)

-(لالة ، ملالة) استسلمت و  في غياب العقل و الشعور بما تفعل، سلمت له الحقيبة ليباركها، وهو الرجل  الطيب المحسن، حتى لحيته توحي انه من أهل التقوى و الورع و السجود الركوع(ولكنه من السماوي) . الحقيبة تحتوي على 13مليون سنتيم ،كانت تنوي حبسها في حسابها البنكي.انه المحصول الزراعي لسنة كاملة من الجهد و البخل و التقتير و شد الحزام. اخذ ما في الحقيبة، برمش عين. و ترك لها الحقيبة و البركة و التبرك…لقد أقنعها انه رجل مبارك أينما حل و ارتحل ،فكل ورقة نقدية ستلد 100ورقة أخرى بإذن الله؟و دخلت في غيبوبة الحال تمني نفسها بالملايين و الثروة و الثراء  و القصور و الحشم و الخدم،وتحلم و الحلم مجان، أن تكون سيدة القصر.

كنت داخل المكتبة عندما  سمعت الرجل يرد في ذهول:كل المال  أخذه وذهب؟ كيف حدث ذلك؟ وأين كنت؟ .. و مئات الأسئلة…في رمش عين طارت 13ملين سنتيم،و طار معها الرجل السماوي إلى ..وتركها تندب حظها و سذاجتها..ونحن بدورنا نتساءل هل هذا العمل يدخل صاحبه في باب المسلم أم المؤمن العاصي؟..

في قنوات فضائية تصادف المعالج الروحاني فلان المغربي،يعالج الأمراض الروحانية ،منها جلب العريس و الحماية من النحس و العنوسة والعبوسة ،وفلانة المغربية قارئة الفنجان و الحظ و لها التجربة الطويلة في الميدان، في جلب الحبيب الغائب…كما تجد ذلك على موقع الشبكة العنكبوتية، و مغاربة بالضبط و التحديد، يخرجون السحر و الجن من الإنس، سواء كان الجني مسلما أو يهوديا أو مسيحيا أو ملحدا ، ذكرا أو أنثى ، و بالدليل الحسي؟؟

فهل بقي لنا أن ندافع عن أنفسنا و نقنع الآخرين ببراءتنا من فعل السحر و الشعوذة و السماوي،؟الم يقل الصحافيون المصريون إلا الحقيقة عنا أن المغرب بلد السحر و الشعوذة؟ أليست الليلة الكناوية واحدة من الليالي التي تخرج فيها الأرواح الشريرة من جسد المرأة المسكونة(ليلة الحضرة حتى الإغماء )….