المجلس العلمي بجرسيف ينظم ندوة حول التكريم الإلهي للإنسان بدار الطالب بجرسيف
في إطار الانفتاح على المؤسسات الاجتماعية والتربوية بالإقليم، وبمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، نظم المجلس العلمي المحلي بإقليم جرسيف ندوة علمية مساء يوم الإثنين 08 دجنبر 2014م بمقر دار الطالب والطالبة بمدينة جرسيف على الساعة السابعة والنصف مساء، حضرها رئيس المجلس وبعض أعضائه ورئيس الجمعية الخيرية الإسلامية المشرفة على المؤسسة وأعضاء المكتب المسير وأطر المؤسسة ومستخدموها والتلاميذ المقيمون بها.
افتتح هذا النشاط بتلاوة أحد التلاميذ آيات بينات من الذكر الحكيم، وبعده تلا مسير الندوة ذ.عبد الله بهير عضو المجلس كلمة باسم المجلس العلمي المحلي بجرسيف بيّن فيها الإطار العام الذي ينظم فيه هذا العمل الثقافي التربوي، وشكر كل من ساهم في إعداده وتنظيمه وخص بالذكر رئيس المؤسسة ومكتبها المسير والقيمين عليها والتلاميذ القاطنين بها.
ثم ألقى ذ. امحمد بن حليمة عضو المجلس مداخلة أولى في موضوع « مظاهر التكريم الإلهي للإنسان »، استهلها بشرح مفهوم التكريم لغة واصطلاحا، ثم عرج نحو التفصيل والتحليل لأهم مظاهر تكريم الله تعالى لبني آدم انطلاقا من قوله عز وجل » ولقد كرمنا بني آدم … » (الآية 70، الإسراء)، وذكر سبعة مظاهر أساسية أقرها القرآن الكريم ووضحها الشرع الحكيم وهي: أن الله خلق آدام عليه السلام ونسله في أحسن تقويم، ونفخ فيه من روحه، وأمر الملائكة بالسجود له، وفضله على كثير من المخلوقات، وجعله خليفة في الأرض، وسخر له خيراتها المتنوعة، وعلّمه الكثير من الأمور والأسماء وبينها له. كما ذكّر الحاضرين بنماذج من حقوق الإنسان في الإسلام كما جاء في نصوص قرآنية وأخرى حديثية، وأنهى كلامه بالتأكيد على حمد الله تعالى وشكره في كل وقت وحين على هذا التكريم العظيم وكل فضله العميم.
بعد ذلك عرض ذ. عبد العزيز الحفياني شريطا وثائقيا قصيرا عن قصة نضال البشرية من أجل نيل حقوقهم قبل إصدار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948 وبعده، ليمهد به لمداخلة في موضوع: » حقوق الإنسان في الإسلام: مظاهر عامة وخاصة »، عرف في مستهلها بالحق وخصائصها ومبادئه، كما بين نظرة الشريعة للحقوق بوصفها منظومة يتساوى فيها الجميع ومطالبون بواجبات مقابل منحهم حقوقا، ولا تفاضل فيها إلا بالتقوى والعلم والعمل الصالح. ثم ذكر بعض مظاهر الحقوق العامة لكل البشر (المساواة، العدل، الحرية…)، ومظاهر أخرى لحقوق خاصة مركزا فيها على حقوق المرأة والطفل اعتمادا على نصوص قرآنية وحديثية، مشيرا إلى ضرورة الاجتهاد في التحصيل ومحاربة كل أشكال التمييز والجهل بالأحكام والحقوق الشرعية والقانونية.
كما شارك رئيس المجلس العلمي بمداخلة ثالثة شكر في مستهلها الجمعية والمسيرين لها، وثمّن هذه المبادرات العلمية التي تهدف إلى إفادة التلاميذ بما ينفعهم في دينهم ودنياهم باعتبارهم جيلا صاعدا يخدم أمتنا ويحمي مقوماتنا الدينية والوطنية تحت القيادة الرشيدة لأمير المومنين نصره الله. ثم وضح مفهوم حق المساواة في الإسلام بذكر نماذج من سلوكاتنا اليومية التي ينبغي تصحيحها لأن كثيرا من الناس يخطئون في تفعيل حق المساواة وفق ما ورد في النصوص الشرعية والقانونية. أعقبه بالحديث عن حق التعلّم الذي يعتبر في نفس الوقت واجبا دينيا ووطنيا، يجب على كل مكونات الأمة المساهمة في إنجازه وإنجاحه بدءا بالدولة ثم المجتمع، المقاولات، الأسرة، أهل العلم، المحسنين … كما قارن ظروف التحصيل العلمي لدى التلاميذ بين الأمس واليوم، مبينا أنها تحسنت كثيرا، لذلك يجب على الطلبة شكر الله تعالى واغتنام فرصة الإقامة في هذه المؤسسة الاجتماعية للاجتهاد أكثر، وأوصاهم بتقوى الله وبالدعاء المتواصل بالخير وحسن الجزاء لكل المحسنين والجمعية المسيرة والمتطوعين الساهرين عليها من أبناء هذا الإقليم جزاهم الله خيرا.
ولكي يكون التلاميذ على بينة ببعض الحقوق المنتهكة في كثير من دول العالم، عرض ذ. عبد العزيز الحفياني شريطا قصيرا لأطفال محرومين من عدة حقوق أساسية: التغذية السليمة، العلاج، الرعاية الاجتماعية، التعليم. أعقبه بشريط حول « آثار الابتسامة » بين فيه كيف يمكن للابتسامة البريئة أن تعالج كثيرا من المشاكل وتضمن كثيرا من الحقوق للإنسان وبيئته.
واختتمت فقرات هذه الأمسية المباركة بالدعاء الصالح لأمير المومنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وولي عهده مولاي الحسن، وصنوه مولاي رشيد، وسائرأسرته وشعبه، وكل المحسنين والساعين في الخير لكل المغاربة والناس أجمعين.
Aucun commentaire