لماذا يسكت الناس؟
لــمــاذا يسكت الناس؟
بقلم :ذ.عبد الفتاح عزاوي
يــقول المفكر المصري الدكتور أحمد أبوزيد : »الــــدولة تحب تجاوب الجماهير معها والصمت يحيرها ،وتتساءل لماذا يسكت الناس ،وفيما يفكرون ؟ فأكثر ماتخشاه الدولة شيئين: الثورة والصمت …لهذا أرى أن صمت الأغلبية مــــقاومة ». فهل نعتبر صمت الفئات المهمشة مؤشر على انتقال درجة الخطورة من اللون البرتقالي إلى اللون الأحمر ؟ .
لقد صمتت هذه الفئات أزمنة طويلة ،رغم فشل المشروعات التنموية وتعثر تحقيق العديد من الشعارات الرنانة، وتفاقم الكثير من الظواهر المرضية المزمنة كالرشوة والزبونية والمحسوبية،مما أدى الى اتساع الهوة بينها وبين حفنة صغيرة من الأغنياء، التي استأثرت لوحدها بخيرات البلاد والعباد.
كــما أن دورهـــــذه الفئات – المندسة في أحزمة البؤس والحرمان، في الأحياء القصديرية وفي هـــــوامش المدن الكبيرة والصغيرة – أصبح يقتصر على التصويت الانتخابي باعتــــــبارهم »الـــورقة الرابـــــحة »خلال الإستحقاقات الإنتخـــابية .وما إن تضع هذه الأخيرة أوزارها حتى تنكشف نوايا الإستغلال السياسي لها :إنها توظف لصالح رموز الفساد والإستبداد ولمؤسسات الدولة ،ولكن من دون تلبية حاجياتها الإجتماعية والسكنية والوظيفية …
نفس الشيء ينــــــطبق عــــلى الطبقة المتوسطة التي تراجع مستواها المعيشي نتيجة تراكم واستفحال أزماتها ،ناهيك عن المحاولات الدنيئة الجارية للإجهاز على ماتبقى من مكتسباتها ،مما أدى إلى تصدعها وتضعضعها ومن تم فإن قيمتها قاربت الصفر داخل المجتمع ،وانعدمت فعاليتها بسبب هامشية دورها
هذا الوضع المأساوي الذي تعيشه هذه الفئات ،زاد من تعميق الأزمة القائمة أصلا ، بما يصبح معه القول بوجود طبقة ثرية وطبقة هجينة مكونة من صغار الفلاحين والعمال والمعطلين وباقي فئات المجتمع المقهورة . وطفى إلى السطح السؤال المحير : لماذا يسكت الناس رغم الفقر والتهميش والإجهاز على المكتسبات ؟
إن ســياسة إغنـاء الغني وإفقار الفقير ستؤدي لامحالة إلى تنامي الظواهر السلبية بمختلف أشكالها وإلى انعدام الثقة في مؤسسات الدولة، طالما ليس هناك توازن عادل بين هذه الفئات. كما أن دور الإطفائي الذي يمارسه القائمون على تدبير الشأن العام لن يزيد الوضع إلا تعقيدا ، وصمت الأغلبية المهمشة ليس سلبــية بل مقاومة.
fattahazz@yahoo.fr
Aucun commentaire