لمادا يخاف أبناؤنا من الامتحانات ؟
سئل تلميذ متفوق نال الدرجة الأولى أمام زملائه : كيف استطعت الحصول على هذه المرتبة ؟ فقال بكل بساطة : لأن لحظة الامتحان لم تفارق مخيلتي طوال العام الدراسي فعملت لها باستمرار. فليت تلامذتنا يستوعبون هذا الدرس ويشتغلون طوال العام الدراسي بالبحث والحفظ والتجريب كل حسب شعبته وميولاته وقدراته ، لكن المرجح عندنا أن تلامذتنا ينتظرون نهاية السنة ليحاولوااستدراك ما أهدروه من وقت ثمين ، بل ومنهم من يضع نصب عينيه الغش والتفنن فيه ، وينسى أننا أمة فيها نبي جاء بحديث للبشرية جمعاء ( من غش فليس منا ) وينسى أنه يغش نفسه ويهوي بها إلى مصير مجهول ، فلنفترض نجح غشا فماذا سيقول وما عساه فاعلا عندما ينقطع حبل الغش في مسيرته الدراسية ، إن ما بني على باطل فهو باطل ، والحقيقة أن هذا الأمر يحز في النفس ، فالأمة في حاجة إلى متعلمين باحثين مبدعين ومتفوقين ، همهم طلب العلم وحيازة مكانة لائقة في مجتمعهم ، إنه زمن المتفوقين إما أن تكون أو لاتكون في خضم هذا العالم المتسارع التطورات الباحث عن النبهاء والمصتدرين للصفوف الأمامية ، يحتاج هذا الوطن إلى من يدافع عنه بالعلم والفكر النافع والتربية الحسنة وليس محتاجا للغشاشين الذين قد يرتقون دون علم ولا أخلاق فيفسدون في الأرض ولا يصلحون
أقول للآباء والأمهات والتلميذات والتلاميذ ليس العيب أن نكرر السنة لننجح عن جدارة واستحقاق ولكن العيب أن ننجح بأساليب الغش وليس معنا من التعلم ما يؤهلنا لنكون صالحين مصلحين
أقول لأخواتنا الأستاذات ولإخواننا الأساتذة ولكل العاملين بحقل التعليم ينبغي أن تسهموا في نشر هذا الخطاب فإن أبناء وطننا أمانة في أعناقنا ويمرون بظروف تجعلهم لايدركون مصلحتهم ولا ينتبهون إلى دور العلم والتعلم ، فمنهم من ينحدر من أسرة غير متعلمة أو لها ظروف اجتماعية مزرية ، ومنهم من قد ينحرف مبكرا حين يلتقي برفاق السوء
ونحن جميعا ندرك دور المدرس إذا كان حسن الخلق متفان في العمل يحب الخير للتلاميذ يصبر على مشاكلهم ليصوب أخلاقهم وينمي تعلمهم
ينبغي أن يلتزم الجميع بالتتبع التعلمي لفلذات الأكباد منذ بداية العام الدراسي إلى نهايته فهذه ليست قضية فرد أو جماعة ولكنها قضية أمة ولنتتبع مواطن الخلل منذ البداية ولننبذ الحلول الترقيعية والحسابات المصلحية الضيقة
فاللهم علم أبناءنا وبناتنا وانفعهم بما علموا إنك ولي ذلك والقادر عليه
Aucun commentaire