رسائل جلالة الملك محمد السادس من الداخلة
من الداخلة حاضرة واد الذهب يأبى العاهل المغربي إلا ان يربط الماضي بالحاضر على عادة اجداده الملوك العلويين الذين جعلوا عروشهم على ظهور جيادهم للاقتراب من رعاياهم في ربوع المملكة الشريفة والإطلاع عن كثب على احوالهم و كيفية تدبير شؤونهم ,
, وتتواصل سيرة الاسلاف على يد الخلف , فهاهو الملك محمد السادس تتوالى زياراته لكافة اقاليم وجهات المملكة لإعطاء الانطلاقة للمشاريع التنموية والتجهيزات الاساسية و الاواش الكبرى , يحط الرحال بجهة وادي الذهب الكويرة وعاصمتها الداخلة عروس الصحراء المغربية قادما اليها من طنجة عروس الشمال , ويستقبل استقبالا حارا على عادة اهل المنطقة المعروفين بولائهم وتعلقهم بالملكية والجالس على عرشها منذ بيعة وادي الذهب وحفل الولاء الذي ترأسه الملك الحسن الثاني رحمه الله بهاته المدينة وأثناء الزيارات الملكية السابقة , نفس الحماس يعم الجهة ويغمر ابناءها الاشاوس المدافعين عن الوحدة الوطنية والمقاومين لدعاة الانفصال والأصوات النشاز التي تنعق كالغربان من تندوف ومحيطها المجاور الذي يعيش خارج العصر .
من الداخلة وجه جلالة الملك برقية تهنئة للرئيس الجزائري بمناسبة فوزه بعهدة رابعة جدد من خلالها للسيد عبد العزيز بوتفليقة » تأكيد حرص جلالته الشديد على مواصلة العمل معا من أجل تعزيز روابط الأخوة المتينة وحسن الجوار التي تجمع المغرب والجزائر وإعطائها دفعة جديدة في شتى المجالات تحقيقا لما يصبو إليه الشعبان المغربي والجزائري من تقدم وتنمية وازدهار سعيا نحو تدعيم صرح الاتحاد المغاربي على أسس قوية وسليمة تستجيب لتطلعات شعوب دوله الخمس إلى المزيد من الوحدة والتكامل والاندماج والتنمية المشتركة » .
فعلى قدر اهل العزم تأتي العزائم , فالملك في صحرائه ومنها يبعث رسالة مودة وايخاء الى رئيس دولة الجزائر ويؤكد عزمه على التعاون من اجل بناء اتحاد مغاربي شعاره الوحدة والتكامل بين بلدانه , فهل يا ترى وصلت روح الرسالة الملكية الى المرسل اليه وفهم فلسفتها ومغزاها ام تراه يعتبرها رسالة مجاملة برتوكولية وكفى , مخطئ من يعتقد ذلك انها رسالة للتاريخ و لدعاة التفرقة الذين لا تحركهم وشائج العلاقات الاخوية و لا وحدة الدين واللغة والمصير المشترك , ان معاكسة حقوق المغرب في استرجاع اراضيه الصحراوية من طرف النظام الجزائري تقف وراءها خلفيات – كانت ولازالت – ترمي لوضع العصى في عجلة التنمية للمغرب اقتصاديا واجتماعيا خدمة لسياسة الزعامة القطبية والريادة بالقارة الافريقية ودول عدم الانحياز زمن الحرب الباردة التي انتهت بسقوط جدار برلين وسقوط الاحلام التوسعية تحت غطاء الثورات الصناعية والزراعية … الخ في العهد البومدياني تلميذ المدرسة السوفيتية و الكوبية والشيوعية التي تساقطت انظمتها كتساقط اوراق الخريف .
ان زمن الحرب الباردة قد ولى إلا ان مخلفاتها لازالت تعشش في افكار الطغمة الحاكمة من جنرالات وغيرهم , فالمناداة بالانفصال في عهد الوحدة والتكتلات الاقليمية والقارية يعبر عن انفصام في الشخصية وأعراض لمرض الزهايمر يهدد شيوخها الذين سيكون مصيرهم مزبلة التاريخ ,
اياك اعني واسمعي يا جارة , فهذه يدي ممدودة اليك فمدي يدك , و سجل يا تاريخ اننا بقدر ما نسعى للوحدة يسعى اشقاؤنا للانقسام وتشتيت الاهل وقطع صلة الرحم في الجنوب المغربي كما في شرقه , فقد تكررت النداءات وقد يسمع كلامي من به صمم لكن لا حياة لمن تنادي .
رسالة الجزائر سبقتها رسالة الى بان كيمون الامين العام لهيئة الامم والمناسبة تقريره الاخير الى مجلس الامن حول قضية الصحراء والذي كاد يزيغ عن خارطة الطريق لمخطط التسوية الذي قبل به المغرب ويسعى جاهدا لإنجاح مهمة الوسيط الاممي كريستوفر روس على علاتها و لكن اقتراح الامين العام توسيع مهام المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الانسان بالأقاليم الصحراوية هو حق يراد به باطل لان في ذلك طريقة مبطنة لتشجيع انفصاليي الداخل على استفزاز القوات العمومية واستهدافها من خلال المظاهرات و اعمال الشغب التي تنفذ خدمة لأجندة اعداء الوحدة الترابية وبغطاء لوجستيكي ودعم مادي منهم لاستغلال ذلك دبلوماسيا وفي المنتديات الدولية وهو مخطط لمؤامرة لن ينطلي على المغرب مهما كان الثمن و التأكيد على حياد الممثل الاممي يصب في هذا الاتجاه .
وأولى بدعاة الدفاع عن حقوق الانسان بالصحراء ان يلتفتوا الى محيطهم القريب ليروا كيف تداس هذه الحقوق في غرداية وبجاية والقبائل وغير بعيد في مخيمات احتجاز الصحراويين بتندوف وما جاورها و لدى الشباب الخبر اليقين , فثقافة حقوق الانسان هي ثقافة كونية غير قابلة للتجزيء ولا للمساومة و التغطية على ما يحدث في الجزائر لا يضاهيه إلا ما يحدث في سوريا او في الاراضي الفلسطينية على يد الاحتلال الصهيوني الظالم , فكفى ذرا للرماد في العيون فالمغرب لا يفرق بين شماله وجنوبه والقوانين تسري فوق كافة اراضيه حيث المواطنون سواسية واليات المراقبة تتولاها المنظمات الحقوقية المستقلة وهيأت المجتمع المدني ويكفلها الدستور فلا مجال للتشكيك ومحاكمة النوايا و وما شهدنا إلا بما علمنا ,
رسائل الملك من الداخلة واضحة ولا تحتاج الى تأويلات مغرضة , ان المغرب قدم مقترحا جديا للحكم الذاتي اثنت عليه الدول الكبرى وكافة الدول التي تساند المشروعية وهو مشروع واقعي مبني على اسس الديمقراطية والحكامة الجيدة في افقالجهوية الموسعة ,
ما عدا ذلك فهو غير مستعد للتخلي ولو عن شبرواحد من صحرائه التي هي جزء من كيانه ومستعد للذود عن وحدته بالروح والدم , وما ذلك على همة الشعب المغربي بعزيز .
Aucun commentaire