سر تعثر السسياسات التعليمية العربية
التعلم فعل فطري في الانسان بدليل قدرته على مص الثدي منذ الولادة فيأتي التعلم تدريجيا مع النمو , و يصبح في مرحلة ما هذا الفعل مكتسبا نظرا لبذل مجهود في تحصيله , بعدما امدنا الله عز و جل بعقل ميزنا به على سائر خلقه
لذلك يكون التعليم و التعلم من أجل إقامة الحق و العدل على الأرض بتعمير الأرض و تسهيل تطبيق الشرع . و ما وصلت الأمم المتقدمة إلى ما هي عليه إلا بتحكيم العقل و حب الخير و التفاني في العمل و نكران الذات و ترك الكذب و التجمل و يتناسى المسلمون أن في القرآن الكريم (كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون ) لذلك مطلوب من امتنا العربية مراجعة نهج سياساتها التعليمية و تكييفها مع واقع الحال و طرح السؤال الطويل العريض : ما الذي تريده هذه الأمة من منظوماتها التعليمية ؟؟ لتكون انطلاقتها صحيحة مرضية , و يكون جوابها على هذا السؤال دقيقا ممنهجا مخططا له بعزم و إرادة تدفع في اتجاه تخطي الصعاب و ليس التخبط و الارتجال . و إحكام استراتيجية طويلة الأمد يكمل فيها كل اصلاح و استثمار في التعليم ما قبله أو الذي يليه
فلحد الآن لا نسمع إلا الأشياء الجميلة المنمقة كتعميم التمدرس , محاربة الأمية أقسام التربية غير النظامية استغلال منظومة الاعلام … هذه أمور جميلة جدا و يصرف عليها مال كثير و لكننا في واقعنا و في حديثنا و في ترتيبنا بين الأمم و في نقدنا الذاتي لا زالت أميتنا بنسبتها المرتفة , و مؤسساتنا بمستواها المعروف الذي لم يستطع أحد أن ينكره . لا شك سنبرح مكاننا ما لم يتطور و ينموا التعليم و التعلم
فكلما استمر الانسان العربي كيفما كان تموقعه في جسم المنظومة التربوية أو حتى في باقي القطاعات يحب نفسه و يحرص على منصبه و على ترقيته و لا يلتفة للمصلحة و لا يجتهد بحكمة و لا يأبه للعطاء الحقيقي المتميز و لا تكون نيته الاصلاح مع التروي و حب الخير للجميع , لا الإفساد و الحقد (( إن أريد الا إلاصلاح ما استطعت و ما توفيقي الا بالله عليه توكلت و اليه أنيب)) صدق الله العظيم
و الحمد لله ان كرم هذه الأمة بهذا الدين ((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر )) فالمحور في كل هذا و الذي ينبغي أن يجري الاستثمار فيه هو الطفل و الصواب أن يشغل الأمة تعلمه في مكان التعلم فتبسط له المناهج و الطرق و تلزم أسرته بتتبعه و كذا الساهرين على هذا الحقل بمضاعفة الجهود الصادقة التي تروم تخريج متعلم نافع صالح تنتظره مكانته في المجتمع حسب ما حصل من المعرفة و حسب الميدان الذي تفوق فيه و إلا فإن الأمة تستمر في تخريج أجيال من العاطلين و من الأميين ليس فقط في القراءة و الكتابة و انما في شتى مجالات الحياة , و يستمر الاعتماد على الغير في كل شيء و يغيب الاعتماد على النفس و تستمر العجلة تدور في مكانها و سيضل صاحب العقل اللبيب يدعوا إلى مثل هذا الكلام عله يجد آذانا صاغية و يذكر غيره أن للعرب مثالا كلماته تكتب بماء الذهب : لأن تكون ذنبا مع أهل الحق خير من ان تكون رأسا مع أهل الباطل
Aucun commentaire