المجلس العلمي ينظم ندوة تحسيسية بثانوية النهضة بتادارت حول خطورة الرشوة
بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الرشوة لهذه السنة، وفي الإطار الانفتاح على تلاميذ المؤسسات التعليمية بالإقليم، نظم المجلس العلمي المحلي بجرسيف ندوة علمية في موضوع « الرشوة ووسائل محاربتها من خلال الشريعة والقانون » بثانوية النهضة بتادارت لفائدة التلاميذ والتلميذات يوم 19 دجنبر 2013م، حضرها أعضاء عن المجلس العلمي والإمام المؤطر بدائرة تادارت ومدير المؤسسة وبعض الأطر التربوية العاملة بها.
افتتح هذا النشاط بترتيل أحد التلاميذ آيات بينات من الذكر الحكيم، ثم ألقى مسير الجلسة الإمام المؤطر يونس طانكو كلمة موجزة باسم المجلس العلمي شكر فيها مدير المؤسسة والعاملين بها والتلاميذ على توفير الظروف المناسبة لإنجاح هذه الندوة التي تنظم لفائدة التلاميذ لكي يتعرفوا على آفة الرشوة وخطورتها ووسائل محاربتها وفق الشريعة الإسلامية والقانون المغربي.
بعد ذلك ألقى رئيس المؤسسة كلمة شكر فيها أيضا مؤسسة المجلس العلمي وأعضاءه، ونوه بهذا النشاط التربوي الإرشادي الذي يسلط الضوء على آفة خطيرة تنخر المجتمع وتسيء لمؤسساته الإدارية والاقتصادية والاجتماعية…، وحث المنظمين على تكرار مثل هذه المبادرات لأنها تصب في مصلحة التلاميذ خاصة وفي خدمة المجتمع المغربي عامة.
ثم ألقى الأستاذ محمد الهشمي عضو المجلس العلمي مداخلة أولى في موضوع « موقف الشريعة الإسلامية من آفة الرشوة »، بيّن من خلالها مفهوم الرشوة وحكم الدين الإسلامي في التعامل بها في العادات والمعاملات بين الناس وعدد أسماءها وبعض أشكالها المنتشرة في عصرنا الحالي. وذكر أدلة من القرآن والحديث تبين علل تحريمها وتجريم مرتكبيها والساعين في انتشارها داخل المجتمع، كما حدد مضارها وآثارها السلبية على الوطن والمواطنين مثل: سلوك لا ينسجم مع المقاصد السامية لديننا الحنيف (حفظ الناس في دينهم وأنفسهم وأعراضهم وعقولهم وأموالهم)، وتغتصب الحقوق المشروعة لمستحقيها، وتفسد الود والاحترام والثقة المتبادلة بين المواطنين ومؤسسات الدولة…
لهذا كله، وامتثالا للأمر الإلهي العام الناهي عن أكل المال الحرام: »ولا تاكلوا أموالكم بينكم بالباطل » (سورة البقرة)، فقد توعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المتعامل بها بعقوبة اللعنة الإلهية التي تعني « الحرمان من رحمة الله »، كما ورد في الحديث الشريف: « لعن الله الراشي والمرتشي والرائش الذي يمشي بينهما » (رواه أحمد وغيره).
وختم مداخلته بوصية جامعة مانعة مفادها أنه: « على كل مسؤول أو موظف في وظيفة أو مهمة معينة أن يبتعد عن المال الحرام والسعي وراء المنفعة الشخصية واغتصاب الحقوق من أهلها، لأن نتيجته ماحقة للبركة والثواب، وجالبة للضرر والفساد لنفسه ولأمته ».
أما الأستاذ عبد العزيز الحفياني، فقد تحدث في مداخلة ثانية عن « آفة الرشوة في القانون المغـربي والواقع الاجتماعي »، حيث وضح للحاضرين أن المغرب حرص منذ الاستقلال على تخليق الحياة العامة وسائر الوظائف الإدارية والمصالح والمؤسسات العمومية، وسن تشريعات تعاقب بصرامة كل المرتكبين لجريمة الرشوة مهما كانت وظائفهم ومناصبهم، وحدد في القانون الجنائي عقوبات متنوعة (عقوبات أصلية أو إضافية) تختلف حسب درجة خطورة الجرم (جنحا أو جنايات) وصفة مرتكبيه وأهدافهم.
كما عرض الأستاذ على التلاميذ أفلاما تربوية وتحسيسية هادفة، تبين خطورة هذه الآفة وكيفية الحد من تفشيها بين كل فئات المجتمع المغربي. ودعا الجميع إلى التعاون قدر المستطاع من أجل الإصلاح والقضاء على كل مظاهر الفساد بتقوى الله تعالى والالتزام بتعاليم الشرع الحنيف وبالتربية الصافية والتحلي بالأخلاق الحسنة داخل الفصل الدراسي، المسجد، الشارع، الإدارات، المقاولات… مع احترام القوانين المنظمة التي تفرض على الجميع القيام بالواجبات وتمنحهم الحقوق بالعدل والإنصاف.
واختتمت هذه الجلسة المباركة بالدعاء الصالح لأمير المومنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وولي عهده مولاي الحسن، وصنوه مولاي رشيد، وسائر المغاربة والأمة المسلمة.
Aucun commentaire