جرح غائر
في زمن البحث عن الصواب بعد العيش الطويل في القهر و والاستبداد تجد نفسك أيها الباحث عن الربيع العربي تدور وتدور تصعد وتنزل يلاحقك عقاب سيزيف تحمل ثقلا ، هما وغما ، إياك أن تصلح وضعك ، هكذا قدرك أية لعنة تلاحقك ؟، يأتيك الموج من كل مكان يبدد كل الأحلام ، تأسيس وطن حرترضى فيه بأهون الحقوق ، لباسك بعد عري ، سد رمقك بعد الجوع ، بيتا يأويك لألا تبقى عالة على أبيك ، عمل تحس فيه أنك تقدم شيئا لأمتك ، شاركت في الثورات حسبت فيها الخلاص وحسبت أن العرب قد عزموا على تخطي زمن القهر والنكوص ليضعوا أرجلهم بالقرب من ركاب غيرهم ممن عزموا حقا وأمرهم بأيديهم ، خاب السعي وتعسر الأمر ، أين الخلل إذن ؟ قد يكون في مدارسنا ومناهجنا ، في تربية الاستعمار لنا ، في عقلية الإنسان العربي يحب نفسه ومنصبه ولا يلتزم دينه ، سئل الإمام الشافعي عن سر انشغال الناس به ، فأجاب باستغنائي عن دنياهم وحاجتهم لعلمي . جرح مصر على سبيل المثال – من بين دول الربيع العربي – سببه واضح للعيان ، ضيق صدر بعض الجهات بتحقق الشرعية والصواب ، لماذا لا يصبر الجميع على ما أفرزه الصندوق وسيبقى الصندوق هو الفيصل بين الفرقاء وهو محدد التناوب ، والنزاهة فيه تعطي الشرعية لمن يكد ويجد ويخدم الوطن بصدق وتفان وتبعد أصحاب المصالح واللاهثين وراء المناصب وأصحاب التلميع والتزييف في حين مدعاة الربيع العربي هي إعطاء المصداقية والشرعية لجيل يعبر بالأوطان إلى شط النجاة . أوطان لكل الناس يضرب فيها على الأيادي السوداء وتقام على أرضها نهضات الكرامة والعز والإشعاع ،هذا مخاض سيكون بإذن الله ما بعده خير من حاضره بدليل عقلي مفاده أن الحق يعلوا ولا يعلا عليه وان ما بني على الاستبداد مآله الزوال والانهيار، ودليل نقلي في قوله تعالى : (( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون )) وأيضا : (( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك وتركوك قائما ))
العقل الديموقراطي وإن نجح الإسلاميون فإنهم مواطنون مصريون وإذا أثبت الدهر فشلهم فستسقطهم الصناديق ، وإلا فما حدث خوف من نجاحهم وسيعطيهم مصداقية أكثر ويترك الداخل والخارج يبحث عن الحقيقة في الأمر
فاللهم اجمع شمل المسلمين ووحد صفوفهم وآمن روعهم واحف عليهم وحدة أوطانهم إنك ولي ذلك والقادر عليه
Aucun commentaire