المجلس العلمي بجرسيف : خلية شؤون المرأة التابعة للمجلس العلمي تنظم ندوة حول سن اليأس لفائدة النساء
في إطار الأنشط الثقافية والعلمية للمجلس العلمي المحلي بجرسيف لهذه السنة، وبمناسبة اليوم العالمي لسن اليأس، نظمت خلية شؤون المرأة وقضايا الأسرة التابعة للمجلس العلمي، مساء يوم الأحد 17 نونبر 2013م ندوة علمية في موضوع: « سن اليأس بين الشريعة والطب »، لفائدة نساء الإقليم بدار الشباب بمدينة جرسيف.
افتتح هذا النشاط بترتيل آيات بينات من الذكر الحكيم، ثم ألقت المسيرة نعيمة الحسني كلمة أولى رحبت فيها بالحاضرات وبضيفي الندوة: الدكتور محمد لخلوفي – طبيب اختصاصي في أمراض النساء والتوليد- ، والأستاذة ليلى التواتي. كما قدمت منسقة الخلية أسماء المودن في كلمة أخرى خالص الشكر والامتنان لكل من ساهم في الإعداد لهذه الندوة بما فيهم أعضاء الخلية ومندوبية الشباب والرياضة والمشرفين على مؤسسة دار الشباب وكذلك الأستاذيْن المؤطريْن، ولكافة الحاضرين والحاضرات في هذا النشاط.
بعد ذلك تم عرض ربورتاج قصير يصور سيدة تتحدث فيه عن معاناتها جراء مضاعفات وأعراض صحية لمرحلة سن اليأس، وما يترتب عنها من أزمات نفسية وتغيرات ذهنية وسلوكية في حياة المرأة.
ثم ألقى الدكتور محمد لخلوفي مداخلة في موضوع: « سن اليأس من الجانب الطبي »، عرف فيها سن اليأس بكونها تعبير لفظي عن مرحلة انتهاء عدد البويضات في المبيض وتوقف افراز هرمون الاستروجين في جسم المرأة، كما حدد أسبابها الطبيعية (توقف الإباضة) أو غير الطبيعية (انتهاء عدد البويضات – إصابة المرأة بأمراض معينة – تعرضها للأشعة أو المواد الكيماوية أثناء علاجها لمرض معين…)، وعدّد الأعراض التي تعاني منها المرأة خلال هذه المرحلة، والتي تختلف من سيدة لأخرى حسب عاداتها الغذائية، وطبيعة وظيفتها وأنشطتها اليومية، وحالاتها النفسية والصحية.
واختتم عرضه بتقديم علاجات طبية ووصفات طبيعية في متناول الجميع، قد تساهم بإذن الله تعالى في التخفيف من معاناة المرأة خلال هذه المرحلة، وأكد للجميع أنها مرحلة طبيعية عادية تمر منها كل النساء، ولا ينبغي أن يعتبرنها شيئا سلبيا في حقهن بل هي جزء من الفطرة التي فطر الله المرأة عليها.
وفي مداخلة ثانية حول « سن اليأس من الجانب الشرعي »، قدمت الأستاذة ليلى التواتي تعريفا اصطلاحيا وهو: » انقطاع النساء الكبيرات عن الإنجاب أوانقطاع الرجاء من الدورة الشهرية فقط »، وليس اليأس من رحمة الله تعالى ومن الحياة السعيدة، مؤكدة أنها مرحلة بيولوجية فطرية تتوقف فيها المرأة عن الإنجاب عند وصولها إلى سن محددة، أما اليأس النفسي فلا يرتبط لزوما بمرحلة عمرية أو زمنية، بل إن الإسلام حث على التفاؤل وذم اليأس كمصطلح سلبي لا يليق بالمؤمن(ة) بالله تعالى والقضاء والقدر.
وقد استعرضت تحديدات فقهاء المالكية لهذه المرحلة ما بين سن 50 الى 70سنة، وأشارت إلى بعض الحكم الربانية لهذه المرحلة وقالت أن فيها: – مراعاة عدم قدرة المرأة على الحمل والولادة وتحمل أعباء تربية الأطفال في هذه السن المتقدمة- فرصة التفرغ لعبادة الله وتدارك ما فات – إيلاء عناية خاصة بالزوج – اكتساب المرأة للوقار والاحترام والتكريم داخل الأسرة والمجتمع.
واختتمت عرضها بتقديم وصايا وإرشادات للمرأة لكي تحسن استغلال هذه المرحلة فيما ينفعها في دنياها وآخرتها، مثل ملء أوقاتها بحفظ القرآن الكريم وتلاوته، وذكر الله تعالى، والتفقه في الدين، وفعل الخير…
وبعد أداء صلاة العصر، تم تخصيص حيز زمني في نهاية الندوة للنساء لطرح تساؤلاتهن واستفساراتهن على الدكتور المتخصص الذي قابلها برحابة صدر يشكر عليها.
وقد اختتمت هذه الندوة المباركة بالدعاء الصالح والتمكين لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله وولي عهده مولاي الحسن وصنوه مولاي رشيد وسائر أفراد أسرته الشريفة وللأمة الإسلامية وللشعب المغربي.
Aucun commentaire