Home»International»نصيحة إلى دعاة الخير بالجزائر والمغرب

نصيحة إلى دعاة الخير بالجزائر والمغرب

0
Shares
PinterestGoogle+

وهابي رشيد

إلى الجميع أقول لقد إنتهى زمن الإستعلاء بالترسانة الحربية، إنه زمن الإستعلاء بالثقافة، إنه زمن بلوغ الأهداف النبيلة، إنه زمن حوار الحضارات، إنه زمن التعايش السلمي فلا يمكن لأي كان أن يزايد أو يتشدق بغير هذا الهدف ولو كان بإمكاننا المحاسبة على النيات لحاسبنا من ليست له نية الإنخراط في زمن التعايش السلمي وحوار الحضارات.

إن الآخرين يتحدوننا بكوننا لا نمتلك أي موقع لما يواجهه العالم من إشكالية الثلاثي -الحوار-السلم-الحضارة- إن العالم اليوم يشرعن في غياب تام لدولنا لكوننا مقصيون، وخارج اللعبة بل وخارج حلبة العيش السلمي ومثال ذلك الجزائر والمغرب بحيث لم يبق للحوار الجاد بينهما سوى حيز ضيق جدا نتمنى من الله أن يستغل بعيدا عن الحسابات الضيقة لشردمة تعمل في صالح العمل الكلاسيكي للقرن التاسع والقرن العشرين لكون الإستقلال يجب أن يبدأ من الأذهان دون أن نتجاهل جانب التبعية الأيديولوجي والديني والتربوي والثقافي….

أولا وبدون تشنج وكلامي للجميع فمبدأ الحوار الذي عهدناه في المتزن هو الحوار دون جدال، بكل ما له من معاني وإمكانات واسعة، وله مبادئ يجب على الطرفين تقديم نقد ذاتي وبناء لمجتمعاتها وأول شرط هو توزيع العدالة الإجتماعية على مستوى كل وطن على حدة المغربي والجزائري، تشجيع التواصل داخل كل بلد، ترسيخ مفهوم إحترام نظم الكرامة والتسامح والحرية، إلغاء مبدأ إحتكار الديمقراطية تشجيع مبدأ الإختلاف البناء، ثم أخيرا العمل والضرب بيد من حديد على من تسول له نفسه منع وعدم الترخيص للجمعيات وتشجيعها للإنخراط في دعم الحوار من أجل السلم وإرساء نظم الديمقراطية.

اليوم وبحكم تواجدي داخل المنطقة فالحوار بين الجانبين شبه منعدم ودليلي ما يكتب بصحف الجانبين، وحتى القابلية للتفاهم شبه منعدمة، وبعد إستدعاء سفير المغرب من الجزائر أصبح شيئا ما من الصعب الوصول الى حل أو ربما حتى تصور شكل الحوار الذي بمقتضاه نضمن……

فإغلاق الحدود من طرف الجزائر ساهم في إبعاد طرق التنمية بين البلدين والتي تعد من أبرز الدلائل بل التنمية هي العمود الفقري للحوار وغياب سبل التنمية والمشاريع بين البلدين أدى إلى فجوة كبيرة اللهم بعض مواد التهريب التي لا تخدم البلدين في شيء يذكر.

هذه الفجوة تعمقت أكثر لسيطرة أقلية والذين لهم إستفادة والسبب أن مشروعيتهم مهتزة وأكثر من هذا حتى كفاءتهم تعتبر مهترئة، والنظام الدولي وفرضه لتدابير قهرية هو المستفيد لكونه يعمل على تقوية السياسة العسكرية، حتى يتمكن من إستغلال خيرات بلداننا، وهناك شردمة تتحكم في القرار يعملون على إفقار الشعب والإغتناء حتى تسبب لهم في التخمة المالية.

اليوم على الشعبين ومن يعمل لصالحهم أن يدققوا النظر في ما يدور داخل بلدانهم وعندها فسيستطيعون معرفة هذه الشريحة من الأغنياء والمترفين الذين إستغنوا من فرقة الشعبين، وأن مستوى العيش عند الأغلبية في تدني مستمر بحيث أنه أصبح يلامس درجات خطيرة جدا، فصمت المجتمع يعد بمثابة دعم لهم، إن العابثين بسياستنا وسياستكم يستهلكون 70 في المائة من خيرات البلاد بينما الباقي يستهلك 30 في المائة إنها فوارق كبيرة لا يمكن أن ينجم عنها سوى صراعات وصدام دائم.

هم يعملون على التسلح والعمل على تصدير الحرب الى بعضنا البعض والأسلحة تمنح للبلدين على حساب ثروات الشعب، فمن منا صاحب القضية….وما هي القضية أصلا….فالحوار واجب شرعا ولا حياد عنه ولعقلاء الشعبين العمل به وتغليب الرأي الناضج والصحيح ولكل ذي حق حقه ولا ننسى كلمة الشعبين، ومحاولة وضع الإعلام في الموقف الصحيح ولا مزايدات والجميع يحاسب، وإنه لمن المؤسف أن تصبح بعض وسائل الإعلام تعمل تحت وطأة الضغوط الخارجية سواء بالكذب أو بإلتزام الصمت إزاء أوضاع ربما تؤدي إلى أزمات وحروب تجر وراءها آلاف الضحايا، علينا اليوم جميعا المطالبة بالحوار الجاد باحثين على قيم التفاهم والإحترام المتبادل مع إحترام قيم الأخر مع حسن الإصغاء للآخر وهذا سيجعل منا نتعلم أساليب الحوار الذي سيجعل من شعبينا يضمنون ظروف تعايش ناجعة، وهو هدف نبيل يتطلع إليه الجميع والذي يمكن أن يتحول إلى الإيمان باللا عنف إن شاء الله.

هنا لا بد من التأكيد بأن الخطر الذي يداهم الجزائريين والمغاربة هو الهيمنة الثقافية للغرب، إننا اليوم مطالبين أكثر بالعمل على مواجهة هذه الظاهرة وخصوصا الثقافية وذلك بالرجوع الى ماضينا وتاريخنا ولا عيب فيمكننا الرجوع الى ذلك التاريخ الذي كتبه عنا الأجانب فلا ضير في ذلك، حتى نتمكن من السيطرة على حاضرنا الذي لا نملك الرقابة عليه وحتى نتمكن من المطالبة والعثور على مستقبلنا الذي أصبح بفضل الشردمة المتحكمة فينا بأيدي المؤسسات المالية التي تتحكم في سياستنا ومن خلالها في رقابنا.

إلى الشعبين الجزائري والمغربي أقول حكموا نور العقل فأنا شخصيا جد متفائل بمستقبل أراه آت، فالتواصل عظيم والحوار هو ما يضع البلد المسالم والمتقدم.

للتذكير هذه الأمة العظيمة والشاهد سلفنا الصالح من المقطوع لدى كل عالم درس سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وما تعلق بها من تاريخ السلف الصالح رضي الله عنهم، من منكم لا يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل أفرادا من أصحابه يدعون الى الله، والمدعوون هم المشركون الذين عاشوا في الجاهلية، يقول تعالى « -هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون- » صدق الله العظيم، أرسل صلى الله عليه وسلم عليا الى اليمن، كما أرسل غيره فلما أرسلهم…..

اليوم أين دور علماء الإسلام في الجزائر والمغرب أليس لهم دور يذكر فيما وصلت إليه السياسة….هل ينتظرون أن يعلنوا الجهاد…..أين النصيحة……هل لهم قواعد مخالفة لقواعدنا……هل لا يقبلون طريقة الحكم القائمة….ما حجتهم في السكوت أمام التفريق الذي وصلنا إليه….ما مسؤوليتهم أمام الشباب الضائع…..هل في إستقراء علم الأولين تنعدم النصيحة لولي الأمر…..

وخلاصة القول الإمام مسلم رحمه الله يرى أن التلميذ الذي يروى عن شيخه معاصرا له ولم يعرف بالتدريس فالمعاصرة في هذه الحالة كافية لإثبات الإتصال فإذا كان هذا الكلام صحيح فأين المعاصرين من منعهم من الكلام عن من عاصروهم من رجالات الجزائر والمغرب……….

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *