Home»Enseignement»الأب المعتدي على الأستاذ ينال عقابا مناسبا

الأب المعتدي على الأستاذ ينال عقابا مناسبا

0
Shares
PinterestGoogle+

          سبق أن تحدثت في مقال سابق عن اعتداء أب على الأستاذ الذي يدرس ابنه , بواسطة عداد الماء ,أدى الى إحداث جروح على مستوى أنفه . الواقعة حصلت بمجموعة مدارس الزعالبة التابعة لنيابة سيدي سليمان . التلميذ كان معروفا بتعنيف أصدقاء فصله . وبدل أن يتفهم الأب سلوك ابنه ويحاول التساؤل عن سر هذه التصرفات المنحرفة والتي ستجر على ابنه لا محالة عواقب غير محمودة, ونظرا لجهله أو فهمه الخاطئ ,أخطأ التقدير وانهال على الأستاذ بعنف لا يليق بأب تلميذ ولا يستحقه مدرس ابنك الذي تضع بين يديه فلذات أكبادك لتربيتهم وتنشئتهم وتكوينهم وتعليمهم.

          في ظل هذه الجريمة النكراء قضت المحكمة الابتدائية بسيدي سليمان بسنة سجن نافذة على الأب المعتدي. لسنا لنفرح لمثل هذا الحكم الذي سيحرم عائلة من ممولها الرئيسي , ولكن العواطف في مثل هذه الحالات غير مستحبة لتكون عبرة لمن يعتبر.

         كثير من الحالات المماثلة بل أحيانا أكثر عنفا من هاته خرج الجاني بريئا وربما توبع المجني عليه لما زوره الجاني من شواهد طبية قلبت الأمور وعكس المظالم.

          أعتقد أن هذا القاضي يتميز بالشجاعة والنزاهة والعدل الواجب توفره في رجل العدل من تحكم في القضايا التي تعرض عليه ودراستها بتأني وحكمة وتبصر. فحتى السرعة التي صدر فيها الحكم إنما تدل على نزاهة القضاء الذي نعتز به رغم بعض الهفوات التي تحصل بين الفينة والأخرى هنا وهناك.يبقى هذا الحكم القضائي قطعة من الثلج ستثلج صدور رجال التعليم لا محالة من مثل هذه الظواهر المشينة التي تنصب عليهم وتنال من كرامتهم.

       أعتقد أن من شاهد صور ذلك الأستاذ الشاب وهو ينزف دما لن يصدق وسيستنكر لا محالة مثل هذا العنف الذي تعرض له,وأظن أن من شاهد الفيديو الذي يظهر الدم الذي تهاطل من مكتبه الى باب القسم , ستشمئز نفسه وتهتز عزته لنصرة رجل تعليم كهذا, ذنبه استدعاء الأب لتنبيهه الى تصرفات ابنه الشاذة.

    وبالمناسبة لا بد من الإشارة الى الظروف التي يعمل بها الكثير من رجال التعليم خاصة بالمجموعات المدرسية وفرعياتها حيث تتواجد هذه المؤسسات في الخلاء والعراء بدون سياج ولا حارس ولا مرافق صحية ولا حماية أو أمن . إن تعرض هؤلاء الأساتذة العاملين بها الى مثل هذه الاعتداءات لمن شأنه تحريك المسئولين للنظر بجدية في مثل هاته الحالات التي يندى لها الجبين , بدل حملات شكلية وصورية تعقد هنا وهناك لتفسير ظاهرة العنف, في حين يعاني الكثير من رجال التعليم بالبوادي الى التعنيف واللامبالاة والإهمال , بل يتخبطون وحدهم في حراسة هؤلاء المتعلمين وتربيتهم وتعليمهم وحمايتهم من المخاطر سيما الفتيات منهم وتنظيف قاعات الدرس وحمايتها من السرقات والعيش في ظروف قل من يعلمها.

    حال ليس بحال ومآل لا زال ضمن المحال. فإلى متى ينتبه المسئولون الى أن تفريخ مثل هذه المؤسسات يتطلب دراسة ميدانية مستفيضة تقيس كل شيء بعيدا عن ضغوط من المنتخبين والسلطات الذين لا هم للبعض نهم سوى إرضاء هذا الطرف أو ذاك دون النظر الى مصلحة البلاد والعباد. ولو أن الظاهرة ليست عامة , لكنها تبقى وقفة تأملية يجب دراستها من كل الجوانب , إن كنا فعلا نغار على تعليمنا وعلى أبنائنا وعلى أساتذتنا.

فهل من مستمع؟ وهل من مجيب؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *