تعيش بعض الدول العربية حالة يرثى لها , من جراء قتل وسلب ونهب, ومن جراء هدم منشآت وبنايات ,ومن جراء أحلام أصبحت مجرد أفلام.

     –  انطلقت الاحتجاجات من تونس ليسقط نظام بنعلي بسرعة البرق…. لتشتهر عدة فيديوهات , منها » بنعلي هرب… » ومنها  » هرمنا… » ومنها… ومنها…

    – انتقل  السيناريو الى ليبيا ليتدخل الجناح العسكري الغربي بشكل مباشر, لما كان يتمتع به القذافي من سمعة سيئة سهلت استقطاب الرأي العام بسهولة , ولما سيحققه الغرب من مكاسب اقتصادية بعد هذا التدخل .

   – ثم انتقلت العاصفة الى مصر ليدبرها العسكر وبتواطؤ ممنهج مع الأجانب وبتمويل مالي ضخم ,حتى أن المتظاهرين كانوا يتلقون إتاوات يومية . أزيل مبارك وليس نظامه واعتقد الجميع أن ما حصل يوم 25 يناير ثورة شعبية . لكن وللأسف لم يكن الإخوان المسلمون على دراية كبيرة بأمور السياسة , لما يميز فكرهم من صدق وتصديق لبعض الأماني, معتقدين أن الفرصة قد حانت لتغيير المنكرات ببلد الكنانة. لكن هيهات… هيهات … كانوا مجرد مطية استخدمها العسكر بدهاء كبير وأسقطهم بسرعة البرق .

  – في اليمن قامت الاحتجاجات والمظاهرات , غير » حمو » ب « طامو »  فهدأت العاصفة وعادت دار لقمان الى حالها.

   – في سوريا الوضع خطير ,أكثر من 100000 قتيل , والبلد يسير نحو الخراب الشامل.والعالم يتفرج وإسرائيل تحتفل.

  – وهكذا…..

   إذن هل نحن في إطار ثورات شعبية لمحاربة الفساد والرشوة والاستبداد والمحسوبية والانتهازية ونهب الثروات …. أم نحن في إطار مخطط صهيوني رهيب, تخطط له أجندة أجنبية وأيادي خفية … مما ساهم في إنعاش الاقتصاد الغربي عموما والأمريكي خاصة وتحقيق أمن إسرائيل لمدة قد تفوق العقود.

    – هل حققت هذه الدول استقرارا يذكر؟ وأمنا يحتذى به؟

    – هل تحققت العدالة الاجتماعية في هذه الدول؟ بل هناك علامات وإشارات لمثل هذه العدالة؟

    – هل هناك تطبيق لما يسميه الغرب ديمقراطية حقيقية تنطلق من صناديق الانتخابات وتقوم على أساس المساءلة والحساب؟

   – هل تحركت عجلة الاقتصاد لما يحقق الرخاء لشعوب طمحت لما هو أحسن , فسقطت فيما هو أفضع ؟.

   – كيف عاش نظام الرئيس مرسي أزمة خانقة في الغاز والكهرباء على سبيل المثال. لتحل يومين فقط بعد عزله؟

   – من يقتل المعارضين يوميا في تونس وليبيا؟

   – ألم تحتكم هذه الدول الى صناديق الاقتراع؟ لماذا لم تستقر الأوضاع الى يومنا هذا؟

   – لماذا تدخلت الدول الأجنبية عسكريا في العراق وليبيا , دون غيرها؟ أليست هناك مصالح اقتصادية مباشرة؟

   – ولماذا تركت شعوبا أخرى تقتتل فيما بينها؟ أليست هناك مصالح إستراتيجية واضحة؟

   …. إذن من الخطأ الاعتقاد أن الشعوب العربية قامت ضد الفساد والاستبداد كما يروج لذلك البعض. ولعل ما يحصل في مصر دليل على ذلك , من مروجي الديمقراطية والشفافية الى مروجي ضرورة حماية الجيش ووصايته. هل هناك ثورة يقودها الجيش ويتحكم في زمام أمورها ؟ وهل هناك ثورة وثورة مضادة؟

       ما تعيشه الشعوب العربية تدخل أجنبي واضح المعالم وتمويل من هنا وهناك لخدمة أجندة معينة وتحقيق أهداف بعيدة المدى, باستخدام شعوب مغفلة لا تميز بين الحق والباطل ولا  تعير اهتماما لمصلحة البلاد. بل استخدمت دروعا بشرية مأجورة  لتحقيق أغراض لا يعلمها سوى الخالق . …

                                       والأيام ستبدي لك ما كنت جاهلا……