العلامة الأستاذ مصطفى بنحمزة…..عالم زمانه وشخص قل مثيل له في أيامه…. VIDEOS
عندما تعتزم تناول سيرة رجل ما تترد كثيرا,لأن ما تدلي به يعتبر شهادة قد لا توفي الرجل حقه,وكلمة قد لا تعبر عن حقيقية ما يجب قوله. لكنك مع ذلك تجتهد, فإن أصبت فلك أجران,وإن أخطأت فلك أجر واحد.
إنما عندما تقدم لشخص قل مثيل له في زمانه,وقل ناكر لجميله في مكانه,فإن الوزر يكبر, لكبر قيمة هذا الشخص ومكانته واعتباره بين أصناف المجتمع. رجل جمع بين العلم والعمل ,وبين الخير والإصلاح ,وبين الكلام والفعال,وبين الصدق والصراحة,وبين المرح والجد,وبين الأخلاق والخلق الحسن ,وبين الحب للجميع والوئام مع كل الفصيل,وبين كل الأخلاق الحميدة والصفات المجيدة, التي يمكن أن تتصورها في رجل فاضل.إنه العلامة الدكتور المحترم السيد مصطفى بن حمزة.
سأحاول بسط وجهة نظري في هذا الشخص المنزه عن ملذات الحياة , والذي كرس جهوده لخدمة الناس بكل أمانة وصدق,وبعيدا عن الإشهار والمجاهرة . قلما تجد مثيلا له,لا يقنط من رحمة الله ولا يكل لخدمة مجتمعه في سبيل الله.
إذا جالسته أحببته,وإن تحدث صدقته. رجل لا يتلكم كثيرا ,اللهم أن يقدم النصح والنصيحة .رجل كرس حياته لخدمة الآخرين ,مضحيا بوقته مع أسرته ومتنزها عن تحقيق طموحاته.
قلما تجد رجلا كله يجمع عليه عامة الناس ,و يشهد له العادي والبادي , لما يتميز به وما يتصف به من صدق وأمانة.
أتذكر أنني زرته مع مجموعة من المفتشين عندما كان مريضا سنة 2006 ,وقتها استقبلنا وتحدث معنا وقدم لنا النصح والنصيحة, رغم أنه كان طريح الفراش.أتذكر وقتها عندما قال المرحوم السيد رشيد الكاتب العام السابق لنقابة المفتشين كلمة في حقه ,اختلف معه البعض عند خروجنا من بيته, كوننا أثقل على السيد بنحمزة الذي لا يكل ولا يمل رغم مرضه . وقتها شعرت بحزن عميق ,لأنني كنت متأكدا أن ما يتمتع به من سمعة ,وما يقدمه من خدمة ,لن تتوفر قطعا في شخص غيره.إنه الوحيد الذي يثق فيه جميع المحسنين ولا يمكن لآي منهم رد طلبه ولا البحث عن مراميه,لأنه يتعامل معهم بالصدق والصراحة,حيث تقدم المعونات نقدا أو عينا الى المعنيين مباشرة ,ومن طرف المحسن شخصيا.
لو أراد الاستوزار لكان وزيرا من زمان , ولو أراد الشهرة لكان من أعظم رجال زمانه,ولو أراد الانزواء في منزل, لاتخذ الناس من سكناه زاوية.
إن أستاذي السيد مصطفى بن حمزة ,رجل لا يبحث عن الشهرة , ولا يعمل ليقال عنه فعل كذا. كم مسجد ساهم فيه بفضل كم من المحسنين من خيرة رجال المدينة ,لن أذكر أسماءهم حفاظا على سرية جهدهم.وكم من مريض ساعده ,وكم من كربة فرجها على مؤمن,بتوفيق من الله وبفضل فريق من رجال الخير جازاهم الله.
أتذكر أنه أصيب بحزن شديد عندما توفي السيد محمد رشيد وحضر يوم العيد الى بيت المرحوم مع السيد الإبراهيمي والي الجهة وقتها,تحدث معه عن المرحوم بأسف وحزن كبيرين .رجل شديد التأثر وفي نفس الوقت شديد الصبر ,حيث استقبل وفاة أخيه السي محمد رحمه الله بصبر وثبات ,رغم أنني أعلم شدة الفاجعة كون وفاة أخيه جاءت بمدة يسيرة بعد وفاة زوجته , رحم الله الجميع.
أتذكر أن السيد مصطفى بن حمزة كان يحضر كل لقاءاتنا التي نظمنا ها في اطار جمعيات المجتمع المدني وكان دوما يمدنا بالمساعدات اللازمة ,بل ويعدنا دوما بأنه مستعد لتقديم أية معونة تخدم التربية والتعليم … إلا أننا كنا دوما دون منتظراته.
أتذكر وفي كل اللقاءات التي جلسنا معه كهيئة للتفتيش ,سعة صدره, ومرحه, وعلمه, وخلقه. بل لم نطلب يوما دعما إلا وتجد الرجل الفاضل يقدمه بكل تلقائية.
إن علامتنا عالم قدير ومفسر جليل ,لا ينفر الناس في الدين ,ولا يتحدث حديث المنتقدين ولا المحبطين.ولعل الجميع يتابع برنامجه عبر القناة الثانية , حيث يجيب على أسئلة المشاهدين الكرام , بحكمة قل من يتحدث بها. ومن ذلك سؤال مواطن مهاجر عن عزمه اقتناء مسكن في الخارج مع عدم امتلاكه المال الكافي وضرورة الاقتراض من الأبناك بفائدة ربوية . أنظروا حكمة أستاذنا الفاضل,عندما أوضح له ما يعانيه العقار في الخارج من أزمة حادة,وضرورة الابتعاد عن مثل هذه المشاريع التي قد تجعله في وقت ما عاجزا عن أداء أقساطها الشهرية, سيما في ظل أزمة الشغل هنالك.إنه الفكر الثاقب ورجاحة العقل والموضوعية في التقدير.
أطال الله في عمر أستاذنا وعلامتنا ,وحفظه لآسرته الصغير والكبيرة.وأبقاه لنا ولخدمة مجتمعنا وصالح بلدنا.
1 Comment
,,,,ونعم الاختيار
كثيرا ما نأخد العبر والدروس من الزمن الماضي بينما
بيننا رجل يحمل من الخصال والعلم مايكفي الامة
لكي تأخده قدوة وتفتخر به
,,,,,,,,حفظك الله يأيها الرجل العظيم