فوائد المسرح المدرسي و أهميته
فوائد المسرح المدرسي و أهميته:
1-1 على المستوى التعليمي:
يمكن أن تفيدنا ممارسة المسرح المدرسي كدعم و تقوية في التدريس، و هو ما يمنحنا إياه التعليم المصغر باعتباره نموذجا للتعليم الفردي في التقنيات البيداغوجية سواء في إطار التمارين الإعدادية أو التمهيدية، و لعل من المفيد هنا أن ننقل ما قاله » مارون النقاش » عن دور المسرح التعليمي الأخلاقي بقالب ترفيهي في سياق حديثه عن مسرحية البخيل1847م قائلا: » إن للمسرح وظيفة تعليمية الهدف منها نقل درس أخلاقي ضمن موقف درامي معين »
1-2 على المستوى النفسي:
يرى كثير من علماء النفس أن التمثيل من أهم الوسائل المستخدمة لتحقيق الشفاء النفسي، و من الظواهر النفسية التي يمكن معالجتها عن طريق التمثيل: الخجل و الانطواء و عيوب النطق، كما أن معناه لا يرتبط بالترويح عن النفس و التسلية فحسب بل يتعدى ذلك إلى ربط الاتصال الفعال للتعبير عن فكرة أو مفهوم أو شعور ما عن طريق اللغة و حركة الجسم و تعبيرات الوجه و الاشارات و أسلوب الكلام. و ما إثارة المشاكل والاضطرابات و السلوك غير السوي لدى بعض الأطفال إلا نتيجة لعدم الاهتمام بمشكلة التلاميذ و حبس مواهبهم و طاقاتهم و عدم استغلالها عن طريق تفجيرها.
1-3 على المستوى الاجتماعي:
يسعى المسرح المدرسي إلى تعويد المتعلمين على كيفية الاندماج في الجماعة و ربط حياتهم اليومية مع الوسط المدرسي، و ذلك عن طريق الاهتمام بقضايا المجتمع و بالاحتفال بالذكريات و الأعياد و غرس القيم المجتمعية السامية كتنمية روح التعاون و المشاركة و اكتساب مهارات مختلفة.
يعتبر المسرح المدرسي خطابا تربويا يعلم الأطفال اكتشاف الذات و من خلالها تتم عملية اكتشاف العالم من هنا تبدو أهمية الأنشطة المسرحية التي عكف خبراء التربية و التعليم على دراستها، و يعبر » سليد » عن أهمية المسرح المدرسي في جملة واحدة مختصرة حين يقول : » إنه ـ أي المسرح المدرسي ـ يساهم في إيجاد فرد سعيد و متوازن ». و هكذا فالمسرح المدرسي قناة من القنوات التربوية الهامة في مجال تكوين و بلورة شخصية الطفل نفسيا و اجتماعيا و وجدانيا علاوة على ما يحققه من إشباع لرغباته في اللعب و التقليد و المحاكاة و التعبير و صقل الموهبة.
يرى كثير من علماء النفس أن التمثيل من أهم الوسائل التي تستخدم لتحقيق الشفاء النفسي فقيام المرء بتمثيل دور ما في إحدى التمثيليات أو قيامه بمشاهدة تلك التمثيلية يؤديان عادة إلى نقص التوثر النفسي و تخفيف هذه الانفعالات المكبوتة و ذلك عندما يندمج الممثل أو المتفرج في جو التمثيلية و يتقمص دورا معينا فيها… و من الظواهر النفسية التي يمكن معالجتها عن طريق التمثيل الخجل و الانطواء و عيوب النطق »
و قد يرتبط معنى التمثيل في إذهان البعض على أنه وسيلة تقتصر على الترويح و التسلية و هذا الفهم قاصر بطبيعة الحال لأن التمثيليات هي وسائل اتصال فعالة للتعبير عن فكرة أو مفهوم أو شعور معين و هي تعتمد في ذلك على اللغة و حركات الجسم و تعبيرات الوجه و الإشارات و أسلوب الكلام و كل ذلك يجعل منها وسيلة ذات قوة اجتماعية هائلة للتثقيف و التأثير و التوجيه إلى جانب الترويح و التسلية الهادفة »
و الملاحظ أن عدم الاهتمام بمشكلات التلاميذ التي تحصل في بعض المدارس سببها إهمال الجانب النفسي في حياتهم و التي تتعلق بعدم توافر الأنشطة الموازية و غير ذلك مما يضطر التلاميذ إلى التعبير عما في أنفسهم من طاقات و مواهب و قدرات بطرق غير صحيحة فيثيرون المشاكل و الاضطراب و كل ما يمت بصلة إلى السلوك غير السوي. و لأن الموهبة عندما تحبس بداخل الطفل فإنها تشكل خطرا عليه و تهدد كيانه النفسي و تفقده اتزانه الوجداني فهو يحس بضغط داخلي شديد على نفسه كما يحس بأن الطاقة العقلية غير المستغلة و غير المستثمرة تجعله في موضع المظلوم المحروم من الوضع اللائق به في المجتمع »
و من هنا يأتي دور المسرح في أنه يعالج حالات الخوف و الخجل من مواجهة الناس و التي تؤثر بدورها في طريقة إلقاء الكلمات للتلميذ فتصيبه بعيوب في النطق كالتأتأة و الفأفأة…فيمكن علاج ذلك بأن يمنح المدرس التلميذ الثقة في نفسه و يجنبه كل خوف و يجعله يواجه الجمهور من خلال المشاركة في الأعمال المسرحية
و إذا كان المسرح يحتوي على مجموعة من التعبيرات المختلفة كالحكاية و الحركة و التشخيص…فإن الطفل من خلال ذلك يكتشف عالما جديدا فينجذب بشخصيات الحكاية و يتماهى بها و يتفاعل معها بجوارحه و أحاسيسه فيتألم لتألمها و يفرح لفرحها كما تشده الأجواء الجمالية المتمثلة بالديكور و الملابس و ما فيها من رسوم و أشكال و ألوان و خطوط، و يطرب لسماع الموسيقى و تناغمها مع العناصر الفنية الأخرى من حركة و تمثيل و أحداث و حوارات ».
إن المسرح يلبي حاجة كامنة في نفس الطفل، و هذه الحاجة تتمثل في » إشباع الرغبة في ممارسة اللعب تم امتلاك القدرة على التعبير عن المشاعر و الأحاسيس التي تجيش بها نفس الطفل و تبليغها إلى الآخرين من أجل التواصل خاصة و أن كثيرا من علماء النفس قد أكدوا أن المسرح من أنجع الوسائل المستخدمة لتحقيق الشفاء النفسي، فقيام الطفل بتمثيل دور ما في إحدى التمثيليات أو في قيامه بمشاهدة تلك التمثيلية يؤديان عادة إلى نقص التوثر النفسي و التخفيف من الانفعالات المكبوتة، و ذلك عندما يندمج الممثل أو المتفرج في جو التمثيلية و يتقمص دورا معينا فيها. يتضح جليا أن للمسرح دور مهم في معالجة الكثير من الاضطرابات النفسية كالخوف و الخجل و الانطواء…فالمسرح له قدرة على تفجير كل الطاقات المكبوتة داخل الطفل فهو يعيد التوازن النفسي إليه و يحقق جاذبيته على مستويين الجمالي و المستوى الذهني فعلى المستوى الجمالي يعمل المسرح في ذلك عمل الموسيقى و الرسم و الرقص على الإسهام في احتياجات الإنسان العاطفية و إشباع نهمه إلى كل ما هو جميل و على المستوى الذهني نجد أن القالب الدرامي يتضمن التعبير عن نسبة هائلة من أعظم الأفكار التي تفتق عنها عقل الإنسان.
بالإضافة إلى ما ذكر من الفوائد النفسية هناك فوائد اجتماعية تتمثل في تنمية روح التعاون عند الأطفال و إنكار الذات و الاعتماد على النفس، أما على المستوى الاقتصادي فالعمل المسرحي يرسب في نفوس الأطفال شعورا يدعوهم إلى عدم الاسراف و التبدير و حسن استغلال المواد في الديكور علاوة على ما في العرض المسرحي من فكاهة و تسلية تثري جوانب المتعة، و هي فكاهة هادفة و مسلية في آن واحد. و يلعب المسرح المدرسي دورا مهما في العملية التعليمية خاصة و أن علماء النفس و التربية يؤكدون » أنه كلما زاد عدد الحواس التي يمكن استخدامها في تلقي فكرة معينة أدى ذلك إلى دعمها و تقويتها و تثبيتها في ذهن المتعلم، و تشير بعض الدراسات في هذا المجال إلى أن 98% من معرفتنا نكتسبها عن طريق حاسة البصر و السمع، و أن استيعاب الفرد للمعلومات يزداد بنسبة 35% عند استخدام الصوت و الصورة و أن مدة احتفاظه بهذه المعلومات تزداد بنسبة 55% من هنا نستخلص أهمية التمثيل في التربية و التعليم.
و استنادا لعلم التربية يمكن لمسرح الأطفال أن يكون قوة دفع كبير للوصول لنتائج بعيدة المدى حيث أن عملية التعليم تتحسن و تصبح أكثر متعة و إثارة بوجود دوافع، فإذا كان الدافع هو موقف مسل و ممتع، فستكون الفوائد التعليمية منه أفضل من الفوائد التعليمية التي تجنى من الحصص المدرسية الأخرى.
1 Comment
moyen