في خضم الجدل الكبير الذي يرافق التطورات الخطيرة للصحراء المغربية  وقعت مناظرة فكرية  بين عالمين من علماء المغرب : أحمد عصيد والشيخ الجليل ، عبد الباري الزمزمي فإن كانت امريكا تكشر عن أنيابها فيما يخص وضعية الصحراء  فالمتناظرين أو بالأحرى الكوميديين  غرقا في ضيعات الجزر الطبيعي والإصطناعي وسط قهقهات الحضور الذي وجد  بين هذه الاوجاع متنفسا  لتفريغ تأوهاته وكرباته.

جزرة الزمزمي:

يبدو  أن السيد عبد الباري الزمزمي  رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل مصر على  فتاويه العجيبة حيث  يترك الأساسيات ويخوض في  جزئيات  تركتها أوروبا في عصر الظلمات… هو  يفتي في واد والأمة المغربية  كل تفكيرها  في واد  الذهب بأقصى الجنوب.

المغاربة ينتظرون  حماسة رجال الدين الذين يستغيثون بالمواطنين الأبطال بأن يشدوا الوثاق للتغلب على تكالب أعداء الوحدة الترابية   وأفكار المثقفين*عصيد* مثلا ..لا إلى تفاهات يلتقطها العدو ليستصغرنا ويحتقرنا  ويشمت فينا ..

بالله عليك يازمزمي يافقيهنا الجليل ماحكايتك مع الجزر؟؟

فما أحوجك لاستهلاك  كميات  وفيرة من الجزر لأنه يفيد للرؤيا الجيدة والمتبصرة، لا أن تدعو  الملايين  ليعبثوا بملايين الجزر ويدنسونها  بأجهزتهم التناسلية ، فالله أوصانا بنعمه والإكثار من حمده  لمنعها من الزوال..

مادام  الجزر بدأ يأخذ  منك  كل هذا الإهتمام فقد كان حري بمنظمي  المناظرة  استدعاء  عالم من علماء  البيولوجيا والهندسة الوراثية ليناظروك ويفيدوا  فلاحينا الكادحين   بنظرياتهم وتجاربهم ليزيدوا من  معدلات إنتاج  الجزر الذي تحاربه ليل نهار..

.فنحن بحاجة لمضاعفة الإنتاج النباتي ليوازي متطلبات السوق الخارجية وليوازي الإزدياد السكاني.. أم ستفتينا  مثل بعض علماء آخر زمن بأن الهندسة الزراعية تغيير لخلق الله  بالمقابل تبيح لنا العبث بما خلق الله؟؟؟؟

فحتى فاكهة الدليع  لم تسلم من  لسانك حين أفحمك  المثقف عصيد بأفكار حداثية  عن الجزر الإصطناعي  وأجبته  بسخرية ثقيلة: آش نقول ليهم واش الدلاح؟؟

مقترحات عصيد السحرية البديلة للجزرة:

كما يعلم الجميع  فالباحث  والكاتب  أحمد عصيد من أشد الحريصين على استثمار الوقت  فآخر ماقاله في هذا المجال هو استنكاره للصلاة في مقرات العمل العمومية بحجة أن هذا الركن الإسلامي يضر بمصالح المواطنين ويهدر من وقتهم …

إذن ماذا سنقول لباحثنا في هذه المناظرة السخيفة ؟ أليس هذا أكبر مضيعة للوقت وأكبر استخفاف  بالفكر الحر والثقافة  الهادفة؟ فعلماء الدول المتقدمة يسخرون كامل أوقاتهم لاستكشاف واستغوار السماوات والبحار أما السيد عصيد  فكل مانطق به هو استغوار على الطريقة الزمزمية بطريقة غربية .

في مناظرته هذه كان حداثيا جدا ومنفتحا على الغرب الذي  يغريه كعادته ، حيث أدخل المكننة على الجزرة وجعلها جذابة وهو ينطقها  بالكلمة الإنجليزية سكس شوب

وقد عارض الزمزمي طبعا  في بساطة الآلات الكلاسيكية  ودعا الحاضرين ليبلغوا الغائبين بأن الأجهزة الغربية المتطورة  تصيب الهدف، والهدف المقصود طبعا والذي  يتقاسمه  المتناظرين ليس البوليساريو وحالفائها القدامى والجدد ….وهذه الآلات لا علاقة لها بالإقتصاد ولا بالصناعة العسكرية وإنما توجد في محل السكس شوب بالدار البيضاء حيث تأسف الأستاذ المحترم  لغلقه أمام المغاربة …

إذن في ضيعة  الزمزمي وعصيد الجزرية ، ضياع ومتاهات  للفكر المغربي الهادف الذي  يصبو إليه كل مغربي محس بالخطر المحدق بوطنه..

محمد بوعلالة

Bouallala7@gmail.com