العدل و المساواة أية علاقة
العدل و المساواة أية علاقة ؟
لاشك أنالمساواة مطلب إنساني بين الناس أجمعين بغض النظر عن ألوانهم وأجناسهم وفقرهم أوغناهم، لكن » المساواة كمفهوم يحتاج إلى مفهوم أعم منه، نضبط ونحقق به
المقصد. وهومفهوم « العدل » الذي يخرج مطلب المساواة من التطبيق الميكانيكي بهدف التماثليةوالتطابقية التي يضيع معها » الحق »، إلى رفع الظلم وإقرار العدل. » 1 فكثير منحالاتالمساواة تؤدي إلى المساواة في الحرمان أو المساواة في تحمل الأعباء بدلا من تمكينالفرد من حقوقه داخل دائرة المقارنة بين الجنسين أو خارجها، لذلك نبه التشريعالإسلامي إلى ذلك وتبنى مبدأ توزيع الأدوار بين النساء والرجال والأبناء،واعتمدت في ذلك فكرة التكامل بين الأزواج في الوظائف لا الصراع حولها، وهيضمن القواعد الأساسية في استمرار الأسرة كلبنة متماسكة تضمن تماسك جسمالأمة.إن العدل يشمل التسوية و التفريق ، أما المساواة فهي تشمل التسوية فقط لذلك إذا ذكر بعض المعاصرين كلمة العدل فلا بد أن يعطف عليها المساواة فالإسلام دين العدل و ليس المساواة لشمول العدل. و العدل ليس مرادفا للمساواة لأن هذه الأخيرة قد تقتضي التسوية بين شيئين الحكمة
تقتضي التفريق بينهما. يقول محمد كامل عبد الصمد في معرض تمييزه بين العدل و المساواة: » فالفرق إذا بين العدل و المساواة يظهر واضحا بالإضافة إلى طابعه العام و الأخلاقي الذاتي ، في كون العدل تختلف معانيه حسب السياق الذي يرد فيه ، بخلاف المساواة التي ترتبط بالحقوق الأساسية للأفراد و التي يضمنها القانون »2 وهناك من يخلط بين هذين المصطلحين ويظن أن معنى المساواة مرادف لمعنى العدل ! وهذا ليس صحيحا إلا في حالة تماثل المتساويين من كل وجه – وهذا لا يكاد يوجد – أما مع وجود الفروق ، سواء كانت هذه الفروق دينية ، أو خَلْقية ، فإن المساواة بينهما تكون ضربا من ضروب الظلم لكنه ألبس شعار العدل والإنصاف.ذلك أنه من العدل أن يكون لكل جنس خصائصه التي تليق به
1- قضاياالأسرة بين أحكام الشريعة والقوانين الوضعية– ص11- مرجع سابق
2- زوجات: فن احتواء المشكلات الزوجية – ص 66- محمد كامل عبد الصمد – مكتبة الدار العربية للكتاب – ط1- القاهرة – 2006م
ويكلف بما يناسبه ومن الظلم أن يحمل فوق ما تحتمله خلقته التي خلق عليها .ثم إن في استعمال كلمة العدل صيانة للشرع من التناقض لوجود التفرقة و المساواة أما استخدام كلمة المساواة ففيه مخالفة صريحة لنصوص الشرع و فيه ادعاء/بتناقض نصوصه و إن لم يصرح قائله بذلك.
من هذا الكلام يتبين أن العدل يقتضي المساواة وأن المساواة جزء أساسيمن العدل » فإن وجد العدل في المجتمع كان تباعا وجود المساواة ، فلا توجد مساواة مع غياب العدل »1 والمساواة التي تعني في مدلولها التشابه والتساوي بين الأشياءوالمخلوقات لا يمكن أن تكون عادلة إلا إذا تساوت الخصائص والصفات وتشابهت أما إذا كان واقع الأفراد مختلفاً فلا يمكن تحقيق المساواة العادلة لأنالمساواة بين المختلفين ظلم واضح لا يحقق العدلوالإنصاف.
Aucun commentaire