الرشوة :تلك الوصلة الإشهارية؟ تلك(الوحلة)المجتمعية؟
خلال هذه الايام وفي مختلف وسائل الاعلام المغربية تبث وصلة اشهارية خاصة بمحاربة الرشوة والتي كانت بالامس القريب سرا عجيبا وطابوها يمنع الحديث عنه حفاضا على اعراض الناس حسب احد المسؤولين الكبار ايام سنوات الرصاص رغم ان الرشوة مرض خبيث ينخر جسم المجتمع وعلى كل حال يمكن اعتبار هذه الوصلة الاشهارية حدثا مهما يمكن اخذه بعين الاعتبار مادام يطرح اشكالية ومعضلة مجتمعية غاية في التعقيد ,ويبقى السؤال العريض المطروح ,ماهي اسباب ودواعي الرشوة ؟ وكيف اكتسحت مجتمعا مسلما ؟ولماذا عششت في المرافق والادارات وكل الامكنة وفي كل الازمنة؟,ان مفهوم الرشوة قديم قدم التاريخ لقد عرفتها كل الشعوب وكل الحضارات الانسانية كما توجد في ارقى واعرق النظم الديموقراطية العالمية قديما وحديثا .الاانه وفي مجتمعنا تكتسيطابعا خاصا ولها عدة مفاهيم من قبل = التدويرة الحلاوة الهدية ادهن السير اسير,الخ= كما ان اصبع الاتهام غالبا ما تشير الى المرتشي وتغفل الراشي علما انهما وجهان لعملة واحدة لان المرتشي كذلك يحققاهدافا ويقضي حاجات على حساب الغير بدريهمات معدودات حسب الهدف المراد تحقيقه ,وقد تكون هذه الرشوة ضخمة جدا تستطيع تغييب القانون السماوي والوضعي وهذا اخطر نوع من الرشوة لانه يغير معالم منظومة مجتمعية ويقلبها راسا على عقبحيث يتم القضاء على الحقوق والاعراف وظلم الغير والاعتداء على حقوقه لتحقيق اغراضا وامتيازات دنيوية هي في الاصل في ملكية الغير او في الطريق لتحقيق تلك الحقوق التي يراد لها ان تغير الوجهة لغير مستحقيها ,كما تغير المسار وتتجه نحو مستفيدين مفترضين دون وجه حق .وبهذا تكون هذه الرشوة قد قفزت على القيم والاخلاق والاعراف لتحقبق هدف حقير وصغير مهما علا شانه لانه في الاصل ملك الغير وكيف ماكانت قيمته الكمية والكيفية .وهكذا تهضم حقوق الغير وينتشر الظلم والبغي والفساد في المجتمع اما الادهى والامر من كل هذا ان الفرد المرتشي يعتقد انه ذكي وانه حقق المطلق ولكن الحقيقة كل الحقيقة والتي لايمتلكها احدا بالطبع مادام السؤال الفلسفي كان قد طرحها منذ مغامرة العقل الاولى ما الحقيقة؟اقول انه اي = المرتشي = يعاني من انفصام وازدواجية في الشخصية مادام يعتقد انه حققانجازا غبر مسبوق في هضم حقوق الغير .والاستيلاء على حق الغير ماهو الا الاعيب شيطانية حيث يجعل الله له شيطانا قرينا يحلل له الحرام ولن يمتلا ابدا بطنه في الدنيا حتى مثواه الاخير حيث يملا بالتراب وهناك يشبع و يقنع ولامناص من هذا القدر المحتوم ,في موازاة ذلك ياتي دور الراشي والذي يعلم يقينا ان الرشوة التي دفعها مقابل هدف دنيوي – فَانٍ– ستكون وبالا عليه مادام انه ساهم في الاعتداء على حقوق الغير والاستيلاء على منصب او عمل او حاجة من حوائج الدنيا وبناء عليه تبقى الرشوة ذلك المرض العضال الذي ينخر جسم المجتمع الم يان لهذا النوع الادمي محاسبة الذات والكف عن هذا العمل المشين واللاخلاقي والذي يعد من اكبر مظاهر التخلف والذي يساهم بشكل كبير في تبوا المغرب مرتبة غير مشرفة في سلم التنمية البشرية في الترتيب العالمي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟…..
…كتابي محمد
Aucun commentaire