مدرس بدون حق النقض

دخلت بلادنا مرحلة التقويم الهيكلي’وبلغتنا البسيطة نسميها مرحلة التقشف.كان ذلك في بداية الثمانينات من القرن الماضي.وهذا يعني تقليص النفقات في القطاعات الحيوية التي تمس المواطن|كالصحة والعمل والتعليم|وفي ميدان التعليم ’فرضت الساعات التضامنية في المرحلة الاعدادية والثانوية.واشار المسؤولون انها ستكون مرحلة مؤقتة.الا انها اصبحت كالمرض المزمن الذي لامفر منه .كما اعلن المسؤولون ان عدد التلاميذ سيكون محدودا في30 تلميذا على الاكثر.وتم التراجع عن هذا القرار.بل ان بعض المسؤولين عن قطاع التعليم السابقين صرح انذاك انه لايعتبر قسما يحتوي على 50تلميذا قسما مكتظا.وهذا يعكس استنتاجا يحق لنا ان نصرح به وهو ان المنطق السليم يقول|وضع الرجل المناسب في المكان المناسب|وبما ان اساتذة التعليم الجامعي لهم تكوين اكاديمي يبتعد كل البعد عن قضايا التعليم الاساسي والاعدادي والثانوي ومشاكله.ولايعرفون حتى ابسط الامور المتعلقة بهذا القطاع|كالكتب المدرسية والوسائل التعليمية واصناف التقويم والاطر التعليمية العملة بهذا الحقل|فاننا نستخلص انهم غير صالحين ولا قادرين على تدبير قطاع يجهلون طبيعة عمله.ولا يعرفون عنه الا ما يتداوله عامة الناس في المقاهي والاماكن العامة.ولا يعرفون معنى قسم مكتظ بالمرحلة الاساسية او الاعدادية او الثانوية.ان حجرة الدراسة غير مؤهلة للتعليم النتفريدي ولا للعمل بالمجموعات.بل هي خاصة للتعليم الجمعي وليس غيره’ وللطريقة التلقينية وليس غيرها.وكان الاجدر ان يكون المسؤول عالما بكل المشاكل الصغيرة والكبيرة ومنصتا لهموم المدرسين والتلاميذ وابائهم. ويعرف كل مكونات التعليم بداية منالوزارة وانتهاءا بالاسرة.
ان من تداعيات التقويم الهيكلي في ميدان التربية والتعليم فرض الخريطة المدرسية التي كان ولا يزال شعارها|دعه يدخل المدرسة دعه ينجح|وتبني بيداغوجيا الاهداف ,والتي اطلق عليها احد الباحثين المغاربة|ادريس بومنيش|اسم بيداغوجيا بدون نفايات.فكل التلاميذ الذين يدرسون في مستوى معين سينجحون في نهاية السنة.والنجاح ليس خاضعا لاستحقاقات التلميذ وتمكنه من المهارات المعرفية والمنهجية.بل ان الاعتبارات الاقتصادية تفرض هذا النجاح,حتى يترك التلميذ مقعده لتلميذ اخر,وحتى لايحصل تكدس في احدى سنوات التعليم,وحتى لانصل الى عنق الزجاجة.وكان من نتائج هذا الفعل ان المدرس الذي كان يقرر من ينجح ويعترض على اخر .سحب منه هذا الدور وتم الغاء دوره .فالتلميذ ينتقل الى مستوى اخر رغم انه يعاني من تعثرات وصعوبات بل من مشاكل جدية في تعلمه.لان الخريطة المدرسية تمنحه جواز المرور بدون|فيتو|المدرس.كان من وراء تطبيق بيداغوجيا الاهداف اعطاء مشروعية لينجح كل تلاميذ الفصل تقريبا.ان بيداغوجيا الاهداف لا تنفصل عن بيداغوجيا الدعم الذي يعتبر الحلقة الاخيرة في المسار الدئري لبيداغوجيا الاهداف.عبر المرور |بالفيدباك|او التغذية الراجعة كما يسميها بعض المترجمين المغاربة,وهي عملية تصحيح ذاتية ,تبين عن طريق مراجعة مكونات الهدف الى مكان الخلل,وبالتالي اقتراح الحلول للتغلب على المشاكل.. .ان مدرس الدعم |الذي تكون مهمته كذلك|يضع برنامج الدعم ويطلع على تعثرات التلاميذ في مادة معينة ويقترح الحصص وعددها ونوعية تمارين التعلم الخاصة بكل تلميذ.حتى لا يراكم التلميذ التعثرات والصعوبات ,وحتى لاتتحول الى عجز مزمن عن مسايرة التعلم.
لكن الدعم في مدارسنا تحول الى حصص للمراجعة يستفيد منها كل التلاميذ ,حتى اولائك الذين لا يحتاجون الى دعم.ويقوم بها نفس المدرس الذي يقدم دروسا عادية.والنتيجة ان المتعثرين سيبقون في تعثراتهم…ان بيداغوجيا الدعم اعطت المشروعية للدعم الخارجي وبالمقابل المادي|المالي| ما جعل الاباء يتذمرون منه وخاصة الفئات الفقيرة…
استخلص ان المدرس ليس المسؤول الوحيد عن تعثرات التلاميذ التي منها ||صعوبة القراءة والكتابة والتعبير والحساب …
كما استخلص ان المدرس لم يعد بمقدوره ان يقرر اي ان يمارس حق |الفيتو|في نجاح او رسوب التلميذ.والمؤسف انه اسندت له مهمة الحضور الالزامي لمجالس الاقسام.وبعض المديرين لا يخجلون من كتابة عبارة||ومن لم يحضر ستخبر به النيابة|| على استدعاءات الحضور التي يوزعونها للمدرسين…
ان المدرس يحضر مجالس الاقسام ليستمع الى خطاب المدير وهو يتناول بالقراءة اسماء ومعدلات التلاميذ.ويدون الملاحظات ويقرر انتقال التلميذ,بل حتى توجيهه الى الشعبة المختارة يتم مع استشارة الموجه…هذا الامر الذي يشبه مسرحية كوميدية فاشلة جعل بعض المدرسين يتساءلون عن الجدوى من الحضور اذا كانت الخريطة المدرسية لها الكلمة الفصل ,وهي التي تمنح تاشيرة المرور الى
المستوى الاعلى….
انجاز || نورالدين صايم||
4 Comments
Bravo vous avez tous dis je n’ai à ajouter sauf BRAVO brav Homme
لو كان الامر بيد المدير لما تغير حال المنظومة لكن واسفاه على تعليم يتخبط في اوحال المقصرين ولحد الان لم يجد منقدا ولا منفدا ولله في خلقه شؤون
شيى جميل أن تعري واقع التعليم من أجل الأصلاح
أربعة و عشرزن 24 ساعة في التعليم الابتدائي حق للمتعلم و الاستاذ و ان اية مزايدات على هذا الحق لا يمكن له ان تتواصل .