واحد في المئة نسبة الشباب المنخرط في الأحزاب المغربية ونصفهم في حزب المصباح
سعيد سونا
من بين أبراز العلل التي يعاني منها الجسم الحزبي هو شيخوخته وافتقاده لعنصر التشبيب ، وبالتالي تبقى مسألة تجديد النخب هي بالأساس من أجل الإستهلاك الإعلامي وبروبكندا بالية كذبها تقرير الخمسينية عندما حدد نسبة تواجد الشباب في الأحزاب المغربية والتي تتمثل في واحد في المئة رقم يقتل ادعاءات دينامية الفعل السياسي بالمغرب ، ويجعل الشعبوية تتخلص من أحد الكليشهات التي ظلت ترددها حتى تبرر الزعامات النمطية الخالدة زهدها في المناصب عبر دعوتها للشباب للإنخراط في العمل السياسي رغم أنها أول من يحمل معاول هدم أحلام الشباب بأحزاب تتوفر على بنية ديموقراطية وعلى خطاب سياسي يغري بخوض التجربة الحزبية إن كانت هناك مؤسسة حزبية مادامت الأحزاب دكاكين للأعيان ولتأثيث المشهد السياسي المغربي الذي أصيب بالشيخوخة العمرية والفكرية وبالتالي فهو ماض إلى الزوال بفعل تفضيل الفئات الشابة الشارع
والغريب في الأمر أن تقرير الخمسينية طرح رقما يستحق الوقوف عنده كثيرا ، حيث أن 51 في المئة من ساكنة المغرب هي تحت سن 20 سنة ، وهذا مايؤكد فتوة التجربة الديموقراطية المغربية التي يزعم من امتطى صهوتها أنها بلغت درجت الكمال وقطعت مع الإنتقالات الديموقراطية التي لاتنتهي
وانسجاما مع خلاصات تقرير الخمسينية حول الشباب ، لم يتفاجأ الفقيه في العلوم السياسية محمد الطوزي لهذا الأمر واعتبره نتيجة لعدة اكراهات سياسية واجتماعية واضعا المعطى الثقافي في ذيل هاته الإكراهات ، لكنه فاجأ الطبقة السياسية بمعطى يفك شفرة القوة التنظيمية لحزب العدالة والتنمية في كون نصف الشباب الذين ولجوا العمل السياسي ينشطون بحزب العدالة والتنمية ويتميزون بانضباط تنظيمي رغم غياب النضج السياسي لبعضهم يضيف السيد محمد الطوزي .
وأمام هاته المعطيات يبقى السؤال الذي يقلق الصف الأكاديمي في المغرب ، يكمن في الفائدة من الخلاصات الإستراتيجية لتقرير الخمسينية والذي اشتغلت على انجازه الدولة المغربية وتركته وراءها ، وانبرت لمعالجة اللإشكاليات بتسطيح ساهم في تكريس أزمة السياسة والإقتصاد ..
1 Comment
تقرير الخمسينية لم يتطرق إلى أسرار تدمير الأحزاب من الداخل