Home»Correspondants»الدين والضمير الإنساني ـ تعليق على حدث

الدين والضمير الإنساني ـ تعليق على حدث

0
Shares
PinterestGoogle+

ما إحراق السفارات الأمريكية  في كثير من الدول العربية والإسلامية إلا حلقة في سلسلة الأحداث  والفتن التي يشعلها بعض المتطرفين والصهاينة الملحدين منذ حكاية سلمان رشدي مع كتابه آيات شيطانية الذي ذر عليه أموالا طائلة لم يعد هذا الأخير إلى كتابة كتاب ثان ليس خوفا من تهديدات إيرانية باستحالة دمه ككونها الدولة الإسلامية الغير العربية الغيورة على الإسلام لأنها  رصدت ملايين الدولارات لقاتل هذا الكاتب ولم يكن توقف سلمان هذا  عن الاستمرار في الكتابة أمرا عائدا إلى التهديد والوعيد من طرف فرد أو جماعة أو حكومة أو دولة إسلامية أو عربية
وإنما قد يكون هذا الكاتب الذي يعز علي تسميته كاتبا ولا ذكر اسمه حتى لا أكون خادما له ومساهما في تشهيره والرفع من شانه ككاتب ومفكر وفيلسوف زمانه أكثر مما هو بالنسبة إلي ما هو إلا رجلا صعلوكا متقرشا ومرتزقا يلهث نحو الكسب من أي طريق ككثير من أمثاله حتى ولو كلفه  ذلك حياته وأنا على قناعة تامة من أن هذا الأخير لايملك مثقال ذرة مما يجب أن ينسب إليه وهو نفسه لم يقتنع بما كتب حسب ما يلمسه كل قارئ لكتابه الذي يتهجم فيه على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم  والذي لم يستحق كل تلك الضجة الإعلامية التي لم يحض بها أي كاتب أو مفكر أو أديب أو فيلسوف عالمي من قبل أو من بعد والتي جعلت هذا الكاتب يجني من ورائها ثروة هائلة
فلو كانت هذه الدولة التي استباحت دم هذا الباكستاني الأب والهندي الأم والمتشرد في دروب ابريطانيا والضائع في أنفاق الميترو  تمنح جائزة مالية قد لاتبلغ قيمة العرض الذي وضعته رهن إشارة قاتل هذا الكاتب المقدرة بالمليارات لأي كاتب عربي أو مسلم في أنحاء العالم أو بالأحرى أن تسدد نفقات الطبع والنشر والتوزيع لكان ذلك أقسى وأمر من القتل واستباحة الدم ولكفاها شر القتال  وفي نفس الآن  سيوضع الحد لمثل هذه الإساءات ولكل من تسول له نفسه المس بمعتقداتنا وبرموز ديننا من طرف المتطرفين المسيحيين أو اليهود الصهاينة أو الملحدين نحن كعرب وكمسلمين أدرى من غيرنا بديننا واعرف منهم بنبينا وبأنبياء الله  ورسله إليهم  ولانفرق بينهم إذن نحن من ينبغي أن نترفع عما يقولون وعما يفعلون ويكتبون لهم دينهم ولنا ديننا وقد كانت هذه الآية في حقيقتها فاصلة بيننا وبينهم  جاعلة ما يميزنا هو إيماننا بكل الأنبياء والرسل والملائكة والكتب في ضوء هذا الإيمان لايمكننا الرد عليهم بالإساءة إلى احدهم كما يفعلون واجد في مثل هذه الإساءة هي اساة لله باعث هؤلاء الأنبياء والرسل ومنزل هذه الصحف والكتب لقوله  تعالى :  ” … لست عليهم بمسيطر ” أمام هذه القناعة كان علينا ترك الكلاب تنبح والقافلة تمر فالاهتمام الذي نوليه لمثل هؤلاء الملاحدة  هو ماينشدون
وبعد رشدي قد ظهر متطرف أخر هو أيضا يريد أن يتقرش ويسترزق على حساب مشاعر المسلمين فيرسم صورة مشوهة لخير خلق الله  كما قام قس أخر في إحدى الولايات الأمريكية مهددا بحرق المصحف كل هذا في أمريكا وحتى في باكستان حاولت طفلة مجنونة أن تفعل ما فعله السابقون كما يظهر اليوم  صهيوني أخر لينتج فلما يسئ إلى الإسلام ويستفز عواطف المسلمين قصد التشهير لغرض الكسب كان الأجدر بنا كعرب وكمسلمين العمل بالمقولة المأثورة ترك الجواب عن الجاهل جواب  وبمقولة جد نبينا لابرهة الحبشي ” أما الإبل فهي لي وأما البيت فله رب يحميه ” يجب أن لا تعطي الفرصة لمن يريدون الكسب المادي والسياسي على حسابنا وحساب ديننا يكفينا قوله تعالى “…ومن يريد غير الإسلام دينا فلن يقبل منه “
في هذا السياق حينما نجد الغرب والغربيون والصهاينة مجتمعين يولون كل هذا الاهتمام للإسلام وللدين الإسلامي والمسلمين فتلك إذن شهادة لنا ولديننا بأننا خير امة أخرجت للناس هذا هو صلب الإيمان وما اختلافنا في المذاهب وتوغلنا في بحث ماقبل الإسلام وما بعده وما قل عن الأركان الخمسة وزيد عنها كل ذلك سيؤدي إلى التطرف المغذي من كيدهم ليضلونا عن ديننا الحق البين
………
ما أريد أن أقوله لعلنا ندرك أن الصراع القائم هو صراع ثقافات وصراع أفكار وايديلوجيات وما ينبغي لنا هو أن  نتسلح بالفكر وبالثقافة وبالايديولوجية الندية لامجال للتعصب الذي لايخدم سوى المصالح الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للغرب وللصهيونية المعروفة بحسن تدبيرها لهذه المجالات وإدارتها لهذه المؤامرات  وما ينبغي أيضا هو أن نكون في مستوى الحدث بإيماننا وقناعتنا والعمل على تدبير إمكاناتنا الاقتصادية وثرواتنا الطبيعية وتنمية مواهبنا الثقافية والفكرية  وتطوير مواردنا  البشرية في طليعتها شبابنا وأجيالنا الصاعدة وهي قادرة على مواجهة كل التحديات بلا شك في أننا سنبقى خير امة أخرجت للناس ولو كره الكافرون

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. تاوريرتي
    17/09/2012 at 22:24

    مقال رائع اخي قدوري قلم ولسان اقليم تاوريرت الوفي

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *