الإسلام جبل شامخ والإساءة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام دلالة على الجبن والحسد والحقد والعنصرية
لايختلف اثنان على أن النبي محمد عليه الصلاة والسلام رسول دعوة للتعايش والأمن والسلام ، أرسله الباري عز وجل رحمة للناس أجمعين مصداقا لقوله تعالى : (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )) والسيرة النبوية الشريفة شاهدة على نبل ورحمة وتسامح الحبيب المصطفى ، وليعلم الذي في قلبه مثقال ذرة من كراهية للإسلام أن ربع سكان العالم من المسلمين وأن عليه أن يراجع ذاته ويغسل قلبه من الدرن ، فكل ما يحفظ كرامة الإنسان ويجعله مميزا عن البهيمية موجود في دين الإسلام ، لم يحم أي قانون وضعي الأقليات كماحماها الإسلام وخير دليل اضطهاد المسلمين وتعرضهم للعنصرية في الأمم الأخرى أما الأقليات التي تعيش بين ظهرانينا في المجتمعات المسلمة فهي تنعم بالمساوات والعيش الكريم ، وأعطاهم الإسلام الأمان والحقوق كاملة . ومع هذا كله يطلع علينا بين الحين والحين من يفبرك رسومات مسيئة أو فلما يحاول صاحبه الإساءة للإسلام واستفزاز مشاعر المسلمين ، ولكنه في الحقيقة يسيء لنفسه ويعبر عن دونيته وسوء طويته وقلة اطلاعه وتعديه على حرية الآخرين التعبدية ، وهذا كله قد ينقلب فيه السحر على الساحرويكون سببا يدفع الناس نحو فضول تقصي الحقيقة ، كما وقع في الدانمارك أيام الرسومات الذميمة وفي غيرها ، ومن هذا المنبرالمحترم ندعو علماء المسلمين ومفكريهم ووعاظهم وكل غيور ومحب للحبيب المصطفى أن يستعمل كل إمكاناته من أجل التعريف بسيد المرسلين عليه الصلاة والسلام وبنشر سنته ومناقبه ، وأن يدعو إلى الله ليل نهار، وعلى الشعوب المسلمة أن تدرك أن نبيها ودينها يدعو إلى دار السلام وأي تحرك منها لنصرة النبي ينبغي أن يكون سلميا ينم عن الحكمة والتعايش والسلام والرحمة ، وان التهور والاندفاع والحماس المذموم لايليق بأمة نبيها محمد بن عبد الله والذي جاء بالخير والرحمة والسلام والتسامح فهو نفسه الذي مورست عليه كل أنواع الإذاية ولما مكن الله له قال :( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) وهو الذي قال الله تعالى في حقه : (( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك وتركوك قائما ) ) وخصال الحبيب المصطفى لاتعد ولا تحصى وقد قالت فيه أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها : (فوالله لايخزيك الله أبدا ، والله إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق )
فعندما تهب الأمة المحمدية من أقصى البلاد إلى أقصاها فإنها تجعل غيرها يتساءل : من هؤلاء الذين يغضبون في انتظام وروية ؟ ومن هو هذا النبي الذي استحق منهم كل هذا ؟ ألا يجدر بنا البحث في حياة هذا النبي وفي ما جاء به ؟
وعلى المسلمين أن يعلموا أن القوة مطلوبة في كل مناحي الحياة فهذا العالم يحترم الأقوياء وفي كتاب ربنا عز وجل (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ))
كما يجب على الدول المسلمة التكاثف لاستنكار وشجب مايقوم به بعض السفهاء من ( الفنانين = ( العفانين ) ) والتذكير بالمواثيق والعهود الدولية والمطالبة بعقوبة الجناة .
ونقول سيبقى محمد عليه الصلاة والسلام أفضل الخلق وسيد المرسلين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها أحب من أحب وكره من كره وسيكون أول من يفتح له باب الجنة ، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمعنا به في الحوض و يسقينا شربة ماء بيديه الشريفتين لن نظمأ بعدها أبدا إنه ولي ذلك والقادر عليه .
Aucun commentaire