Home»Correspondants»أيها المجتمع  » الواعي » هوّن على نفسك.

أيها المجتمع  » الواعي » هوّن على نفسك.

0
Shares
PinterestGoogle+

من حسنات الصحافة الإلكترونية هذه التعليقات التي تفسح المجال أمام الناس كافة لإبداء آرائهم حول قضايا مختلفة تهم المجتمع، وقد لا أخطئ إذا قلت إن وسيلة التعليق أخرجت كثيرا من الأفكار والأحاسيس من عالم المكبوتات، إذ لم يكن الناس جميعا ليعبروا عن آرائهم وأحاسيسهم الحقيقية لولا هذه الفسحة التي تخول لهم قول ما يشاؤون كيف يشاؤون.
فعلى سبيل المثال كشفت التعليقات موقف فئة اجتماعية تعلمت القراءة والكتابة، من المدرسين والمدرسات في المغرب، فلا يظهر مقال في جريدة إلكترونية حتى تنهال على المدرسين تسفيها وسبا وطعنا في صدقهم المهنى…إني أعترف أني لم أكن أعرف أن هذه الفئة « الواعية » التي عرفت القراءة والكتابة تكن هذا الحقد الدفين لرجال التعليم ونسائه، انظروا إلى تعليقات الزوار في جريدة هسبريس حول موضوع  » الساعات الإضافية » تروا بأم أعينكم هذا الحقد الدفين.
كادت التعليقات تجمع أن مصيبة التعليم في وطننا سببها المدرسون والمدرسات الغشاشون الجشعون الذين لا يخافون الله، اللاهثون وراء المال، المرتزقة يرتزقون بالساعات الإضافية، غير مبالين بعملهم الرسمي في المدرسة العمومية، أبادر فأقول إن في التعليم صنفا من هؤلاء، وقد لا أخطئ إذا قلت إنها فئة قليلة تشكل الشاذ الذي لا يقاس عليه، و كنت آمل أن يطبق قرار السيد الوزير المانع للساعات الإضافة في المدارس الخصوصية، لنرى هل فعلا مصيبة التعليم في الساعات الإضافية.
فعلا حينما يصبح الربح المادي غرضا وحيدا وأوحدا في التدريس، يفسد كلّ شيء، فحينما يصبح النجاح بمعدلات مرتفعة غاية تشترى بالمال فقد فسد التعليم، وفي هذا فلينظر الناظرون، وفي هذا السياق، تساءل أحد المعلقين حانقا، لماذا المستوى في الخصوصي سليم معافى، وفي العمومي مريض مبتلى، رغم أن المدرس واحد؟؟
الفرق في كون التلميذ الخصوصي مراقب من ولي أمره، لأنه ينفق عليه أموالا، والفرق في كون التلميذ الخصوصي لا يدرس في الأقسام المكتظة، كما هو الشأن بالنسبة للتعليم العمومي، الفرق هو أن الرغبة تختلف من تلميذ لآخر، فهذا له الرغبة في التعلم، وذاك يأتي للاستجمام والراحة، الفرق في كون الإدارة التربوية في الخصوصي ملزمة بتحقيق نتائج « ممتازة » ولو كان ذلك على حساب أبناء العمومي.
إلى هؤلاء المعلقين وإلى المسؤولين جميعا، أقول إنّ الداء بالنسبة للتعليم العمومي هو الاكتظاظ، الذي يشتت جهود المدرس شذر مذر، هذا الاكتظاظ  يجعل القسم كالسوق، تتعالى فيه أصوات الباعة، وارتطامات العربات المدفوعة والمجرورة.
أقول للمعلقين إذا استطعتم أن تقنعوا أبناءكم وإخوانكم وأصدقاءكم بأن القسم مكان التعلم وليس مكان اللعب واللهو، آنذاك ثقوا أن أبناءكم سيتعلمون من أكسل مدرس، أما أن تبعثوا أولادكم دون مراقبة، وأن تساهموا في تهورهم بمدهم بما يطيب لهم من مال وما جاوره، وأن تعنفوا الإدارة والمدرّس إذا صدر من ابنكم سلوك طائش، وأن تنشروا حقد وكراهية المدرس في نفوس أبنائكم فاعلموا علم اليقين أن المدرسة المغربية إلى الهاوية.
راقبوا أبناءكم طول السنة، ولا تنتظروا آخر السنة لتقولوا بعد استلام النتيجة إن المدرسين غشاشون.
لماذا لا تحتجون حين ينجح أبناؤكم بمعدلات هزيلة؟؟ أغواكم النجاح ونسيتم الجودة؟؟ لماذا لا تحتجون حينما ترون أبناءكم منهمكين في تصغير المقررات استعدادا للغش في الامتحان…؟؟؟
ولحسن الحظ مازال هناك في مقابل هذا المجتمع  » الواعي » مجتمع « غير واعي »، يزجر ابنه زجرا شديدا إذا صدر منه سلوك قبيح تجاه مدرسه أو إدارته، هناك مجتمع « غير واعي » يوصي المدرس بعقاب تلميذه إذا أخل بواجباته…
SALAMTAM@LIVE.FR

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. أستاذ
    10/09/2012 at 08:56

    المهم يقول لكم السي الوفا الله يرضي عليه أستاذ العمومي يبقى في العمومي ان كانت له طاقة أكثر فنزيده مهام أخرى لكن في العمومي أما الخصوص فعليه بتوفير أساتذته وفق دفتر التحملات والا ينتحر

  2. طبيب
    10/09/2012 at 10:58

    استمتعت بقراءم مقالكم استاذ العوني عن المجتمع « الواعي » و ما يذيقه لموظفي الدولة في القطاعات الاجتماعية ، التعليم و الصحة أساسا،من التنكيل عبر السب و الشتم المباشرين او من وراء الحاسوب .وحسنا فعلتم بجعل كلمة الواعي بين قوسين فالوعي الأصيل يفترض رؤية الصورة كاملة و عدم إصدار الأحكام جزافا.
    لقد أثارت حادثة زاكورة المميتة الرأي العام الذي توجه إلى انتقاد الحالة المزرية للطريق بينما توجهت السلطات إلى تحميل المسؤولية للسائق ، فما بال هؤلاء المنضمين حديثا إلى نادي « الواعين » في التعليم و الصحة ينتقدون السائقين (الاساتذة و الاطباء ) و لايلقون بالا إلى حال الطريق التي يسلكونها من مناهج و وسائل تعليمية للأولين و من تجهيزات و نقص حاد للاخرين ، إنها لعمري تشيزوفرينية مغربية بإمتياز
    ما أحوجنا إلى شعب واعي يعرف واجباته و يلتزمها قبل أن يطالب بحقوقه المشروعة ، و لا يكون حظه من الربيع العربي مقتصرا على الصراخ و العويل و الانتقاد غير البناء
    أحييكم ، أستاذي، على مقالكم الرصين و أنتظر منكم مقالات أخرى…

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *